التوافق النفسي والسلامة المهنية:
التوافق النفسي والسلامة المهنية يرتبطان بشكل وثيق في بيئة العمل، فالتوافق النفسي يشير إلى التوازن والانسجام بين الجوانب النفسية للفرد، بما في ذلك الشخصية والقيم والاحتياجات والطموحات، بينما السلامة المهنية تتعلَّق بتوفير بيئة عمل آمنة وصحية للموظفين.
كيف يمكن أن يؤثر التوافق النفسي على السلامة المهنية؟
- الوعي والانتباه: الأفراد الذين يشعرون بالتوافق النفسي عادةً يكونون أكثر وعيًا وانتباهًا لبيئتهم المحيطة، بما في ذلك المخاطر المحتملة في مكان العمل، ويمكن لهؤلاء الأفراد التعامل بفعالية مع التحديات واتخاذ التدابير الوقائيَّة للحفاظ على سلامتهم.
- اتِّخاذ القرارات الآمنة: التوافق النفسي يمكن أن يزيد من قدرة الأفراد على اتِّخاذ قرارات ذكية وآمنة في بيئة العمل، فهم يميلون إلى تقييم المخاطر بشكل أفضل، واتخاذ الإجراءات اللَّازمة لتجنُّب الحوادث.
- الالتزام بالقواعد والإجراءات: الأفراد الذين يشعرون بالتوافق النفسي غالبًا ما يكونون ملتزمين أكثر باتباع القواعد والإجراءات الأمنيَّة في مكان العمل، وهم يدركون أهمية الالتزام بهذه القواعد للحفاظ على سلامتهم وسلامة زملائهم.
- الاستجابة للضغوط: الأفراد الذين لديهم توافق نفسي جيد قد يكونون أكثر مرونةً في التعامل مع الضغوط والتحديات في مكان العمل، وهذا يُسْهم في القدرة على الحفاظ على سلامتهم حتى في الظروف المعقدة.
- التفاعل الجيِّد مع الفريق: التوافق النفسي يمكن أن يُسْهم في تحسين التفاعل والتعاون بين أفراد الفريق، وهذا يمكن أن يؤدي إلى توجيه الانتباه المشترك نحو السلامة واتخاذ إجراءات مُنسَّقة لتحقيقها.
- الاحترام والتواصل الفعَّال: الأفراد الذين يشعرون بالتوافق النفسي غالبًا ما يكونون أكثر احترامًا للسلامة الشخصية والسلامة المهنية لزملائهم، كما أن لديهم مهارات تواصل أفضل تساعدهم على نقل المعلومات حول السلامة بشكل فعَّال.
وبشكل عام، التوافق النفسي يمكن أن يؤثر إيجابيًّا على السلامة المهنية من خلال تعزيز الوعي، والمشاركة الفعالة، واتخاذ القرارات الآمنة.
مَن منَّا يستطيع أن يتعايش في بيئة لا ينسجم مع أفرادها؟
- تُمثِّل فترة الشباب حلقةً أساسيةً في حياة الإنسان، حيث يتكوَّن مفهوم الشخص عن ذاته ومجتمعه مع تجارب هذه المرحلة، ويظهر النُّضج العقلي والجسماني والعاطفي مع التجارب والأحداث.
- يُمثِّل المجتمع والبيئة المحيطة جزءًا لا يُستهان به في التكوين النفسي للفرد؛ حيث يزدهر في البيئة المناسبة له، وتنمو مهاراته، ولأن (70%) من فترة الشباب تُقضَى في العمل ومع الزملاء، فملاحظة التوافق النفسي والاجتماعي لا تقلُّ أهميةً عن ماهيَّة العمل نفسه.
ومن أسباب عدم التوافق النفسي:
الضغوط المتواصلة، والإهانة المستمرة: والضغوط المهنية من أهم مُسبِّبات الأمراض النفسية والجسدية، ومن أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا الناشئة عن ضغوط العمل: اضطراب القلق العام؛ حيث يزداد عند الفرد الشعور بالتوتر والإجهاد ممَّا يُحفِّز هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الأساسي، ومع مرور الوقت، قد تؤدي المستويات المرتفعة إلى ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل النوم والتأثير سلبًا على المزاج، وتقليل مستويات الطاقة.
(هل ستكون إنتاجيَّة الفرد في صورتها المثالية إذا تعرَّض للضغط الذي يُشْعره بعدم التوافق النفسي؟)
أعراض عدم التوافق النفسي:
- اختلاف ما تعمله عمَّا تريده: إذا كنت تشعر بأن عملك الحالي يختلف عما خططت له مستقبلًا، فقد يكون هذا أحد علامات عدم التوافق التي ينبغي عليك التواصل مع نفسك، والعمل على حلِّها في القريب، أو على المدى المتوسط على أبعد تقدير.
- العند والتعنُّت: يمكن لحياتك في العمل أن تسوء فقط بسبب تعنُّتك، والاستمرار في حالة العند تجاه ما تحتاج، وما تريد، وتجاه مديريك وشركائك.
- لم تعد تحب ما تعمل: هل تذهب كل يوم لعملك منتظرًا أن تنفجر في وجه أي أحدٍ؛ سواء كان سائق التاكسي، أو عامل البوفيه، أو حتى مديرك؟ قد تكون هذه علامةً على فقدان التوافق النفسي تمامًا.
- قضاء الوقت بعيدًا عن العمل أو الشركاء: إذا كنت لا تملك الوقت لنفسك، وتستمر في التخطيط لملاقاة الأصدقاء، والنزهات المتكررة، أو التسوُّق دون حاجة، فقط للهروب من بيئة العمل، فقد تكون هذه علامةً واضحةً على عدم التوافق النفسي.
- التبعيَّة: يُشَار إلى عدم التوافق النفسي كذلك عند الميل المستمر لمتابعة ما يفعله الآخرون من قول أو فعل.
- فقدان الشعور بالاستحقاق: في حالة عدم التوافق النفسي كذلك تسيطر على الشخص حالة من عدم استحقاق الشخص للحياة الكريمة، أو الوظيفة المُرْضية لطموحاته دون سموم، وهكذا يرضى بأي شيء، ويفقد التوافق النفسي، فيضيع بين ما يريد وما يأخذ.
- صعوبة اتخاذ القرارات: اتخاذ القرارات الخاصة بك وحتى بعد صنعها قد تواجه صعوبةً في الوقوف بجانبها، والدفاع عنها؛ ممَّا يؤدي بك إلى فقدان الانسجام النفسي.
- كراهية الذات: من علامات عدم الاتفاق النفسي كذلك: افتقارك للإيمان بذاتك.
وتشير هذه الأعراض لكيفيَّة تأثير عدم التوافق النفسي على الفرد وبيئته المهنية، وقد تشير إلى ضرورة التفكير في التغييرات اللازمة لتحسين الوضع، والحفاظ على صحة الفرد النفسية والعاطفية في بيئة العمل.
وعليه، يجب على الإنسان فَهم ذاته، والبحث عن عمل يساعده على الارتقاء بنفسه، وينبغي للشركات الاهتمام ببيئة العمل حتى يشعر الموظف بالراحة التي تساعده في رفع إنتاجيَّة العمل.