محتويات علمية

هندسة العوامل البشرية وسلامة العمليات

هندسة العوامل البشرية وسلامة العمليات

Human Factors Engineering & Process Safety

المحتويات:

  • مقدمة.
  • تعريف العوامل البشرية (الفرد، المهمة والمنظمة).
  • تعريف سلامة العمليات.
  • انفجار مصفاة نفط بريتش بتروليوم (بي بي) البريطانية في تكساس.
  • إخفاقات العوامل البشرية.
  • التوصيات.

‘Reducing Error And Influencing Behaviour’

 Health and Safety Guidance (HSG48)

 Examines human factors and how they can affect workplace  health and safety

مقدمة:

يعتبر الاهتمام بموضوع العوامل البشرية من العناصر الأساسية للإدارة الفعالة (الصحة والسلامة المهنية)؛ حيث تعتبر العوامل البشرية مجالًا واسعًا، وينظر إليه على أنه مُعقَّد للغاية، أو يَصعُب القيام بأي شيء حِياله.

وسيتم التعرُّف على العلاقة بين العوامل البشرية وسلامة العمليات، وتقديم بعض الإرشادات والتوصيات التي ستُسْهم في الحدِّ من الحوادث التي تقع بسبب سوء تنظيم العوامل البشرية.

ويؤدِّي الاهتمام بالعوامل البشرية في العمل إلى:

  •  تقليل عدد الحوادث وحالات اعتلال الصحة.
  • زيادة الإنتاج والأرباح من خلال قوة عاملة أكثر كفاءة وفعالية.

هندسة العوامل البشرية – الإرجونوميكس/التلاؤم المهني: 

يتضمَّن تطبيق المبادئ والمفاهيم والأساليب والمعرفة والتي تهدف إلى دعم الموظفين لأداء المهام بنجاح وتقليل احتمالية مساهمة الأخطاء البشرية في وقوع الحوادث الكبيرة.

وتتضمَّن العوامل البشرية تطبيق علم النفس، وعلم وظائف الأعضاء والميكانيكا الحيوية، والقياسات البشرية والهندسة، وهي دراسة كيفيَّة تفاعل الأشخاص مع بيئة عملهم، وكيفيَّة تحسين هذه البيئة لتعزيز السلامة والصحة والإنتاجية.

ما العوامل البشرية؟

  •  تشير العوامل البشرية إلى التفاعل ما بين البيئة التنظيمية والمهمة، والخصائص البشرية والفردية التي تؤثر على السلوك في العمل بطريقة يمكن أن تؤثر على الصحة والسلامة المهنية.

ويتضمَّن هذا التعريف ثلاثة جوانب مترابطة يجب أَخْذها في الاعتبار، وهي:

  • 1- الفرد:

(السمات الشخصية/المهارات/الإدراك).

  • 2- المنظمة:

(ثقافة المنظمة/القيادة/الموارد/أنماط العمل/الاتصال والتواصل).

  • 3- الوظيفة:

(المهام/عبء العمل/حجم العمل/الإجراءات/أجهزة التحكُّم والعرض).

وَفْقًا لـ (هربرت ويليام هينريتش) بعد تحليله أسباب حدوث (75 ألف حادث مهني):

88% من الحوادث نتجت عن سلوك بشري/تصرفات غير آمنة.

10% نتجت عن ظروف عمل غير آمنة.

2% فقط من الحوادث لا يمكن تلافيها.

وقد أظهرت النتائج أن 98% من الحوادث يمكن مَنْعها والسيطرة عليها ضمن قدرة الإنسان

1- الفرد:

  •  يجلب الناس إلى وظائفهم المواقف الشخصية والمهارات والعادات والشخصيات التي يمكن أن تكون نقاط قوة أو نقاط ضعف؛ اعتمادًا على متطلبات المهمة.
  • تؤثر الخصائص الفردية على السلوك بطرق معقدة ومهمة.
  •  قد تكون آثارها على أداء المهام سلبية، وقد لا يتمُّ تخفيفها دائمًا عن طريق تصميم الوظيفة.
  •  بعض الخصائص – مثل: الشخصية – ثابتة، ولا يمكن تغييرها، ويمكن تغيير أو تحسين البعض الآخر؛ مثل: المهارات والمواقف.

إنَّ الشخصية هي عبارة عن مجموعة من الخصال والطباع المتنوعة التي توجد في كيان الشخص باستمرار، حيث إنَّها تُميِّزه عن غيره، وتنعكس على تفاعله مع البيئة المحيطة به من أشخاص ومواقف؛ سواء أكان ذلك مرتبطًا بفهمه وإدراكه، أم في سلوكه ومشاعره وتصرفاته، أو حتى مظهره الخارجي، بالإضافة إلى القيم، والرغبات، والميول، والأفكار، والمواهب، والتصورات الشخصية.

2- الوظيفة Job:

  • يجب تصميم المهام وفقًا للمبادئ التلاؤمية لمراعاة نقاط القوة والضعف في الأداء البشري.
  • ستضمن مطابقة الوظيفة مع الشخص عدم وجود أعباء زائدة عليه؛ ممَّا يُسْهم في أداء أفضل.
  • ضمان المطابقة العقلية بين قدرات الفرد ومتطلبات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى تصوُّرهم للمهام والمخاطر.
  • حيث يؤدي عدم التطابق بين متطلبات الوظيفة وقدرات الأفراد إلى احتمال حدوث خطأ بشري.

3- المنظمة:

  • العوامل التنظيمية لها التأثير الأكبر على السلوك الفردي والجماعي، ومع ذلك غالبًا ما يتم تجاهلها أثناء تصميم العمل، وأثناء التحقيق في الحوادث.
  •  تحتاج المنظمات إلى تأسيس ثقافة الصحة والسلامة الإيجابية الخاصة بها.
  • تحتاج الثقافة إلى تعزيز مشاركة الموظفين، والتزامهم على جميع المستويات، مع التأكيد على أن هذا الانحراف عن معايير الصحة والسلامة المعمول بها- غير مقبول.

سلامة العمليات:

هي إطار منظم لإدارة سلامة أنظمة التشغيل للعمليات التي تحتوي أو تشمل التعامل مع المواد الخطرة. والهدف من سلامة العمليات وسلامة الأصول هو منع التسرُّبات العَرَضية، والتي قد تؤدي إلى وقوع حرائق، أو انفجارات ضخمة (بوبال/بي بي تكساس).

انفجار مصفاة (بي بي تكساس 2005) والعوامل البشرية:

ملخص:

  • أحداث خطيرة أسهمت في وقوع الحادث.
  • الأسباب المباشرة والجذرية.
  • العوامل البشرية وبيئة العمل.
  • تجنُّب التكرار – التوصيات.

الانفجار: 

الأربعاء 23 مارس- آذار 2005، الساعة 01:20 مساءً. الخسائر: (15 وفاة)، و(180 إصابة).3  مليار دولار خسائر مالية. وقع أحد أسوأ الانفجارات في مصافي النفط في العصر الحديث. نتج الانفجار عن الملء الزائد لبرج الفصل أو التقطير.

  وحدة الفصل:

غرفة التحكم

الغرف المتنقلة:

الأحداث التي أدَّت إلى الانفجار:

  • 02:00 صباحًا: يجب ضخ (6.5 قدم) من السائل إلى قاعدة البرج، وفي أسفل البرج يتمُّ تركيب مقياس لقياس كمية السائل الموجود بداخله، وإرسال هذه البيانات إلى غرفة التحكُّم.
  • تمَّ تصميم هذا المقياس لقياس ما يصل إلى (10 أقدام) من السائل كحدٍّ أقصى، وأكثر من (10 أقدام)، ولن يكون لدى المشغلين أي معرفة بكمية أو ارتفاع السائل هناك؛ نظرًا لأن البرج امتلأ لمستوى أعلى من المستوى المحدد.
  • تمَّ تنشيط إنذار المستوى فجأةً، وصدر صوت طنين في غرفة التحكُّم، وفشل إنذار إضافي في العمل.
  • 3:30  صباحًا: توقفت تغذية السائل، حيث أظهر مقياس المستوى أن السائل قد ملأ الجزء السفلي من البرج بمقدار (10 أقدام)، لكن المقياس لم يكن يوفر قراءات دقيقة (المستوى الفعلي حوالي 13قدمًا).
  • 05:00 صباحًا: قدَّم المُشغِّل الرئيس تحديثًا لمشغل اللوحة حول العمليات في غرفة التحكم، وغادر مُنَاوبته قبل (60 دقيقة).
  • شهر متواصل من العمل.
  • تسليم نوبة عمل بشكل شفوي/لا .
  • معلومات مكتوبة.
  • استمر ملء البرج.
  • غادر المشرف النهاري بسبب حالة عائلية طارئة.
  • لم يتم تعيين أحد ليحلَّ محله.
  • مشغل واحد يدير ثلاث وحدات.
  • التدفقات داخل وخارج البرج غير موضحة على نفس شاشة التحكُّم.
  • لا يوجد مؤشر على إجمالي السائل.
  • كان البرج مملوءًا حتى (98 قدمًا).
  • السائل كان عند مستوى (8) وينخفض (15 ضعف) المستوى الطبيعي.
  • فاض البرج.
  • تم رفع صمامات تخفيف الضغط.
  • توسعت سحابة الوقود في (90 ثانية) لتبتلع وحدات المقطورة، واشتعلت فيها النيران بواسطة شاحنة في القاعدة.

الأسباب المباشرة:

تعب وأخطاء المُشغِّلين، وغياب سياسة علاج الإرهاق. وسوء تصميم شاشات التحكم والعدادات (بيئة العمل السيئة). وأجهزة القياس التالفة. والانحراف عن إجراءات البدء الآمنة.

الاتصالات غير الفعالة والضعيفة عند تسليم المناوبة. Immediate Cause الإفراط  في ملء برج التقطير، وتراكم الضغط العالي. وتم إغلاق صمام التنفيس.

فشل صمامات تخفيف الضغط في حالات الطوارئ. وغياب الموظفين ذوي الخبرة أثناء بدء العمليات وإيقافها. وانتشار سائل قابل للاشتعال على الأرض بسبب فشل خزان التصريف. شاحنة الديزل التي كانت متوقفةً بالقرب من خزان التصريف ومن الأسباب الجذرية:

  •  غياب برامج إدارة المخاطر، والمخاطر الكبرى.
  •  ضعف ثقافة السلامة والقيادة.
  •  عدم توافر الموارد الكافية لتجنُّب الحوادث الرئيسة.
  •  خفض الميزانيات الحاسمة.
  •  ضعف أداء سلامة العمليات.
  •  غياب ثقافة الإبلاغ والتعلُّم النشطة.
  •  لم يتمَّ تنفيذ التحقيقات في الحوادث بشكل مثالي، وإذا كان الأمر كذلك، فلن يتمَّ اتخاذ الإجراءات التصحيحية.
  •  عدم وجود برامج التدريب المناسبة للمشغلين.
  • التركيز أكثر على السلامة الشخصية، وتجاهل سلامة العمليات.
  •  ضعف السياسات والإجراءات التشغيلية في جميع أنحاء المصنع.
  •  تصميم سيئ – عفا عليه الزمن – لوحدة التقطير.
  •  عدم وجود ضوابط أوتوماتيكية في برج التقسيم لمراقبة المستوى بشكل كافٍ.
  • عدم وجود إشراف ودعم من قِبَلِ الموظفين المؤهلين أثناء بدء العمليات وإيقافها.
  •  عدم وجود برامج صيانة فعالة واستباقية.
  •  عدم وجود سياسة نشطة لحركة المركبات، تعمل على ضبط ومراقبة حركة المركبات في مناطق العمليات الخطرة لتكون على مسافة آمنة من العمليات.
  •  عدم وجود اتصال نشط من خلال بدء الوحدة وتسليم نوبات العمل.
  •  عدم وجود إدارة فعالة للموقع (الدخول والخروج) ، ووضع المقطورات.

توصيات:

توفير مكاتب عمل ومُعدَّات مُصمَّمة هندسيًّا لراحة الإنسان؛ مثل: الكراسي القابلة لضبط الارتفاع، وحوامل شاشات الحاسبات الآلية.

حث الموظفين على أَخْذ فترات راحة منتظمة، وتشجيعهم على الحركة خلال اليوم.

تدريب الموظفين على الوضعيَّات السليمة لأداء الأعمال المطلوبة، وتعليمهم أفضل الممارسات المُوصَى بها في علوم الهندسة البشرية للحفاظ على الصحة، وتجنُّب الإصابات. مراجعة وتقييم المخاطر المتعلقة بسلامة بيئة العمل (الإرجونوميات) بشكل دوري لمكان العمل، واتخاذ الإجراءات اللازمة. من خلال تعزيز سلامة بيئة العمل (الإرجونوميات )، يمكننا المساعدة في تجنُّب الإصابات في مكان العمل، وتعزيز سلامة وصحة الموظفين من خلال:

  • تعيين شخص مختص بالعوامل البشرية.
  • مواكبة آخر التطورات والتحديثات بخصوص سلامة العمليات من ناحية برامج حاسوبية، والذكاء الاصطناعي.
  • تعزيز ثقافة السلامة والصحة المهنية في المنشآت.
  • كتب وتوجيهات لأفضل الممارسات حول التعامل مع العوامل البشرية

رابطة الجامعيِّين/جامعة بوليتكنك – فلسطين

المركز الوطني الفلسطيني للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة

والمعهد العربي لعلوم السلامة AISS

هندسة العوامل البشرية وسلامة العمليات

Human Factors Engineering & Process Safety

مؤتمر السلامة العربي الرابع 2023 السلامة بوابة الاستدامة

الأستاذ/ مالك محمد سلهب

  • مدير المركز الوطني الفلسطيني للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة في جامعة بوليتكنك – فلسطين.
  • مدير المركز الوطني الفلسطيني للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة في جامعة بوليتكنك – فلسطين.
  • حاصل على ماجستير في السلامة والصحة المهنية وإدارة البيئة – بريطانيا.
  • عضو معهد السلامة والصحة المهنية البريطاني IOSH
  • عضو المعهد الدولي لإدارة المخاطر والسلامة IIRSM
  • عضوية معهد صحة البيئة البريطاني CIEH
  • عضو اللجنة الوطنية للسلامة والصحة المهنية/لجنة السلامة والصحة المهنية لمحافظة الخليل.
  • عضو جمعية المُدرِّبين الفلسطينيين، مدرب معتمد من مجلس الامتحانات الوطني للسلامة والصحة المهنية البريطاني NEBOSH
  • مدرب معتمد من منظمة العمل الدولية في تدريب برنامج WISE ممثل المعهد العربي لعلوم السلامة في فلسطين – الضفة الغربية.
  • محكم عدلي في السلامة والصحة المهنية والبيئة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *