مقالات المجلة

ملف العدد 2 أهميَّة الترويج للسلامة في العالم العربي

 3 أعوام على انطلاقة مجلة السلامة العربية

يُشكِّل التَّرويج للسلامة محورًا حيويًّا للتنمية المستدامة في العالم العربي، خاصةً في ظلِّ نُدْرة الموارد المتاحة باللُّغة الأم؛ ممَّا يُعزِّز الحاجة إلى تعزيز الوعي، واستعداد المجتمع. ويُعدُّ الحديث عن السلامة باللُّغة العربية ليس فقط وسيلةً لتوسيع الوصول، بل يُسْهم في بناء ثقافةٍ تسعى إلى التوعية والتحضير للمخاطر المحتملة، وسأُلْقي الضوء هنا على أهميَّة التحدُّث عن العلوم باللُّغة الأم لتحقيق هذا الهدف.

وتتَّسم المنطقة العربيَّة بتنوُّع ثقافـيٍّ ولُغويٍّ واجتماعيٍّ، ورغم ذلك فالتحدِّي الرئيس اليوم هو نقص الموارد المتاحة باللُّغة العربية في مجالات السلامة، وتَصاعُدُ الحوادث والكوارث يتطلَّب تعزيز الوعي والتحضير للطوارئ، وهو الأمر الذي يتطلَّب إيلاء اللُّغة الأم اهتمامًا خاصًّا، فالتحدُّث عن السلامة باللُّغة العربية يُسْهم في توسيع فَهْم الأفراد، وتشجيعهم على اتِّخاذ إجراءات وقائيَّة، لا سيَّما عند أولئك الَّذين لا يتحدَّثون غير اللُّغة العربيَّة.

كما يُسْهم التحدُّث عن العلوم باللُّغة العربية في تحقيق هذا الهدف، حيث يعمل على جَعْل المعلومات العلميَّة أكثر وصولًا وفهمًا.

إنَّ توفير الموارد والتَّوجيه باللُّغة العربيَّة يمكن أن يُسْهم بشكلٍ فعَّالٍ في تعميق الفهم لدى الجمهور المحلي بشكلٍ أكبَر، فالعلومُ تلعب دورًا حيويًّا في فَهْم ومواجهة التحديات البيئيَّة والصحيَّة، والتحدُّث بها باللُّغة الأم يُعزِّز التواصل والتبادل الفعَّال للمعرفة.

وهناك أهميةٌ أخرى للتحدُّث عن السلامة والعلوم باللُّغة العربية، وهي تشجيع المشاركة الفعَّالة في الحوارات المجتمعيَّة، فاللُّغة الأم تُمثِّل جسرًا ضروريًّا لفهم القضايا المحيطة بالسلامة، وتعزيزُ هذا الفهم يؤدِّي إلى مشاركة أوسع، وفعالية أكبَر في مبادرات تعزيز السلامة والوقاية.

وتُعتَبر المنظومات الفعَّالة أساسًا لتعزيز السلامة باللُّغة الأم في المجتمعات العربية، ويجب أن تُركِّز هذه المنظومات على تطوير موارد توعية وتثقيف باللُّغة العربية حول مخاطر البيئة والصحة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء برامج تثقيفيَّة متاحة باللُّغة الأم، وذلك عَبْر تقنيات التواصل الحديثة، ومنصَّات التواصل الاجتماعي لتوسيع الوصول، (وهذا ما تنتهجُهُ مجلة السلامة العربية منذ عدَّة سنوات).

علاوةً على ذلك، ينبغي للمنظومات تشجيع التعاون مع المؤسسات البحثيَّة لترجمة النتائج العلميَّة إلى اللُّغة العربية؛ حيث يُسْهم ذلك في توفير معلومات دقيقة وحديثة؛ ممَّا يُعزِّز الفهم العلمي للتحديات المحيطة بالسلامة، كما ينبغي تطوير نُظُم التحذير والطوارئ باللُّغة الأم لتعزيز الاستعداد والاستجابة السريعة لأيِّ حوادث.

وببساطة، تلعب المنظومات دورًا حيويًّا في تعزيز السلامة باللُّغة العربية عَبْر توفير موارد مُتخصِّصة، وبرامج فعَّالة تستهدف الوعي والتحضير لمواجهة التحديات بشكل أكثر فعالية.

كما أنَّ للأفراد دورًا مُهمًّا في نشر علوم السلامة باللُّغة العربية، والَّذي يُعزِّز من:

  1. المشاركة الفعَّالة: يمكن للأفراد أن يلعبوا دورًا مُهمًّا في نشر علوم السلامة عَبْر مشاركة المعلومات والتوعية في وسائل التواصل الاجتماعي باللُّغة العربيَّة، مساهمين بذلك في بناء وعي المجتمع تجاه قضايا السلامة.
  2.  التحقُّق من مصداقية المعلومات: يتعيَّن على الأفراد التحقُّق من مصداقيَّة المعلومات العلميَّة حول السلامة، والتأكُّد من مصدرها قبل مشاركتها، وذلك بفحص المصادر العلميَّة بدقَّة، كما يمكن للأفراد تحسين جودة المعلومات المنتشرة، وتعزيز فهمهم الخاص، وفهم المجتمع لمواضيع السَّلامة باللُّغة العربيَّة (بالإمكان النظر الى أوَّل حساب عربي يتحدَّث عن هندسة العوامل البشرية/علوي آل ماجد/ منصة (X) كمثالٍ).

م/ علوي أمين آل ماجد

أخصائي صحة مهنية ومهندس عوامل بشرية.

حاصل على الزمالتين الأمريكية والبريطانية في مجال السلامة والصحة المهنية، ومحترف هندسة عوامل بشرية.

كاتب ومفكر في مجال السلامة ومتحدث في مؤتمرات محلية ودولية.

سعودي

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *