تنشط العديد من الشَّركات والجهات الحكومية في مساعدة المنظمات على مَنْع العنف في مكان العمل، والأسباب التي تُقلِّل من إنتاجية العمال، والمشكلات النفسية والعصبية التي تؤثر سلبًا على السلامة والصحة المهنية داخل بيئة العمل.
هنا يأتي دور برنامج مساعدة الموظفين (EAP): وهو برنامج يقدم للموظفين مساعداتٍ؛ ليُسْهم في حلِّ مشاكلهم الشخصية والاضطرابات النفسية، بجانب المشاكل المتعلقة بالعمل التي تؤثر سلبًا على أدائهم الوظيفي، وصحتهم وسلامتهم النفسية والعصبية.
وتتنوَّع المشكلات التي يُوفِّر لها (EAP) الدعم، وتتضمَّن الأمثلة ما يلي:
- الإجهاد المهني.
- المشاكل الناتجة عن عدم الاحترام والثِّقة بين زملاء العمل.
- المشاكل الصِّحيَّة الخطيرة.
- الاضطراب العاطفي.
- تعاطي المُخدِّرات.
- الأحداث الكبرى، بما في ذلك الولادات والحوادث والوفيات.
تقدم (EAP) مساعدات بشكلٍ مجانيٍّ؛ حيث يُوفِّرها صاحب العمل، ويجب أن تكون سريةً على هيئة استشارات قصيرة الأجل، وخدمات متابعة للموظفين يُقدِّمها مستشارون متخصصون، وقد يعمل مستشارو (EAP) أيضًا في دورٍ استشاريٍّ مع المديرين والمشرفين لمواجهة تحديات واحتياجات الموظفين في تنظيم عملهم لتحسين نجاح المؤسسة.
وتقدم (EAP) الكثير من الفوائد للمُؤسَّسات والموظفين، ومن بعض تلك الجوانب: تحسين الإنتاجية، وإشراك الموظفين، وتقليل الحوادث في مكان العمل، وتحسين قدرات الموظفين على الاستجابة بنجاح للتحديات، وتطوير كفاءات المديرين في إدارة التعامل مع العمال والإجهاد في مكان العمل، والحد من غياب المُوظَّفين دون إذنٍ مُسْبقٍ، وتقليل احتمالية العنف في مكان العمل، أو مخاطر السلامة الأخرى، ودَعْم الاستعداد للكوارث والطوارئ؛ ممَّا ينتج عنه بيئة عملٍ آمنة ومستقرة.
يهدف برنامج مساعدة الموظفين إلى ضمان قدرة الموظفين على إدارة حياتهم اليومية، مع الحفاظ على إنتاجيَّتهم، حتى في أصعب الظروف أو التجارب القاسية. إن البرنامج ليس مفيدًا للموظفين فقط، بل مفيد أيضًا لأصحاب العمل، واهتمام أصحاب العمل بتوفير برنامج (EAP) هو رمزٌ لمدى اهتمام صاحب العمل بمُوظَّفيه؛ ممَّا يجذب المواهب، ويعطي دافعًا نفسيًّا للموظفين للاستمرار والابتكار في العمل.
وعليه، فيجب أن يكون (EAP) جزءًا من خطَّة أي شركةٍ لتعزيز السلامة النفسيَّة والعصبيَّة للموظفين، ومن ثَمَّ الحفاظ على سلامة الموظفين داخل بيئة العمل وخارجها، واستمرار وزيادة إنتاجية العمل. انتهى.