- من الاستطلاعات نعلم أنَّ ما يقرب من (50٪) من المستهلكين يرغبون في تغيير عاداتهم الاستهلاكية للحفاظ على البيئة. وفي الواقع وجدت دراسةً استقصائيةً تركز على البيئة أن أربعةً من كلِّ خمسة أشخاص يصفون أنفسهم بأنهم من المحتمل أن يختاروا علامةً تجاريةً تعطي الأولويَّة للاستدامة البيئية، وتؤثر هذه الرغبة أيضًا على المكان الذي يريد المُوظَّفون العمل فيه؛ حيث غالبًا ما تتمتَّع الشركات التي يمكنها إثبات التزامها بالممارسات المستدامة والأخلاقية بمَيْزةٍ تنافسيةٍ في المعركة على المواهب البشريَّة التي تقوم باستقطابها وتوظيفها.
- وعزَّزت جائحة COVID-19 هذا الاتجاه المتزايد؛ حيث انتقل ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم من العمل في المكتب إلى العمل عن بُعْدٍ، وقد دفعنا التحوُّل إلى طرق جديدة لكسب العيش، ومواجهة التحديات الجديدة إلى التفكير في الطريقة التي نعيش بها حياتنا.
- وعلى ذلك ونظرًا لتفضيل المستهلك للشراء من الشركات التي تعمل جيدًا للكوكب، وتعمل لصالح الشركات التي تتيح ظروف عملٍ آمنةٍ، وتوازنًا بين العمل والحياة، تعمل الشركات في جميع أنحاء العالم بجدٍّ لتطوير وتحقيق أهداف الاستدامة المتعلقة بالإشراف على البيئة والسلامة كما يجب أن يكون كلٌّ من:
- تحسين التأثير البيئي للشركة.
- تقليل عدد الإصابات والوفيات في مكان العمل.
محورًا مهمًّا للشركات من أيِّ حجمٍ.
- وبالنسبة للعديد من الشركات، فإنَّ وجود منتجات أو خدمات تظهر تركيزًا قويًّا ومُسْتدامًا يُعدُّ نقطة بيعٍ مهمة للعملاء المحتملين؛ سواء كان هؤلاء العملاء مستهلكين، أو شركات، بينما يمكن أن تنشأ قضايا ومخالفات على المؤسسات نتيجة عدم الامتثال لمعايير السلامة والصحة المهنية، كما يجب أن يكون تركيز الشركة على تطوير وتنفيذ ومراقبة وتحسين ممارساتها باستمرار لتحسين الامتثال، وإدارة المخاطر، وخَلْق ثقافة تُؤكِّد على مبادئ الاستدامة.
- قد يؤدي عدم اتخاذ هذه الخطوات إلى غراماتٍ باهظةٍ، أو فقدان أفضل المواهب، أو ما هو أسوأ من ذلك: خسارة في الأرواح، وبالمثل فإن إنشاء بيئة عمل آمنة ومستدامة للموظفين أمرٌ ممكن تمامًا، وضروري للغاية؛ لجذب المواهب، والسماح لأعضاء الفريق بالنمو إلى إمكاناتهم الكاملة، والمساعدة في خَلْق مستقبلٍ أفضل لهم ولمُؤسَّساتهم.
- ولمعالجة هذا الأمر، تُنْشئ بعض الشركات نظامًا لإدارة السلامة يركز على:
- مشاركة القيادة.
- التخفيف المناسب من المخاطر.
- التدريب الفعَّال والهادف للموظفين.
- تقييم الكفاءة.
- التدقيق.
- مراجعات الحوادث.
- الإجراءات التصحيحية.
- التعلُّم المشترك، ونَقْل الخبرات بين شركات القطاع الواحد.
- التحسينات المستمرة.
- المُساءَلة، ووجود مقاييس تستخدم المؤشرات الرائدة لتحقيق النتائج.
- ويأتي دَوْر المؤسسات لخَلْق هذا المناخ الجيِّد لتحقيق السلامة والاستدامة في الممارسات التالية:
- خَلْق ثقافة تقدر الاستدامة:
لا يمكن لشخصٍ واحدٍ أو منظمةٍ واحدةٍ أن يكون لها تأثير كبير على البيئة، ويتطلب الأمر قيمًا وأهدافًا ومُسَاءلة مشتركة لتأسيس الاستدامة والسلامة، والحفاظ عليها، ولكي تزدهر هذه القيم، يجب أن تُدير القيادة على رأس الشركة ثقافة الشركة بفعاليةٍ باستخدام هذه القيم المشتركة لدفع السلوك المطلوب تطبيقه، وأن تبدأ الإدارة بنفسها في تطبيق تلك السلوكيات المطلوبة.
- تطوير برامج تحفيز الموظفين التي تتماشى مع أهداف ESG:
يجب أن تقدم الشركات الناشئة والشركات العالمية على حدٍّ سواء حوافز لأعضاء فريقها تتوافق مع أهدافهم البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG)، وجَذْب المواهب المناسبة، والاحتفاظ بها، كما يجب أن يتكامل الفريق مع التزام الشركة بتعزيز الاستدامة مع تركيز الجميع على ما يلي:
- الصحَّة والسلامة.
- الوضع البيئي.
- الأخلاق المهنية.
- التنوع.
- الإنصاف والشمول.
وقبل كل شيءٍ، من المهم أن ندرك أن إجراءات العمل (أي عمل) لها تأثير مباشر على البيئة وأصحاب المصلحة في الشركة، بما في ذلك مُوظَّفيها بِغضِّ النظر عن الحجم أو الصناعة، وتحتاج كل شركةٍ إلى تولِّي مسؤولية الاستدامة، واتخاذ خيارات مدروسة كل يوم لإجراء العمليات بطريقةٍ أخلاقيةٍ وآمنةٍ وصديقةٍ للبيئة. ويمثل كل عام تحديات جديدة عندما يتعلَّق الأمر بمخاوف الاستدامة والسلامة؛ لذا فإنَّ وجود قيادة قوية سيسمح للفريق بالقيام بعمله الأفضل، وتعزيز هذه القيم.
كلُّ خطوةٍ تتَّخذها أي منظمة هي خطوة نحو خَلْق مستقبل أفضل لكوكب الأرض وسُكَّانها.