باب السلامة النفسية والعصبية
التغيرات المناخية وتأثيرها على السلامة النفسية
الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة والسلامة النفسية والمهنية:
لعلَّ أحد أبرز الظواهر المَنُوطة بالاحتباس الحراري هي ظاهرة الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، وهذا بدَوْره له تأثيرات على سلامة الصحة النفسية.
إنَّ الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة يؤدِّي إلى تزايد السلوك العنيف لدى الإنسان؛ ممَّا يؤثرعلى بالسلب على السلامة المهنية في بيئة العمل، وداخل محيط الأسرة.
الجفاف والتصحُّر، وعلاقتهما بالسلامة النفسية للمزارعين والسلامة الزراعية:
أصبح من المعلوم أن أحَد المؤشرات المرتبطة بالاحتباس الحراري والتغيُّرات المناخية العالمية هو التصحُّر والجفاف.
ولعلَّ ما يُلْفت الاهتمام هو أن هناك علاقةً وثيقةً بين الجفاف والتصحُّر، والحالات النفسية المُتدنِّية للمزارعين؛ إذ تَبيَّن أن هناك تأثيرًا على المزارعين الذين يعملون في مناطق تعرَّضت للتصحُّر وسلامتهم النفسية، ويرجع ذلك لأنَّ التصحُّر يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية، والتنوُّع الحيوي بها، ويؤدِّي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية، ثم فقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي؛ ممَّا ينعكس بالسلب على دَخْل المزارعين، وبالتالي يُؤثِّر على سلامتهم النفسية، ويشمل ذلك مناطق في الدول النامية والمتقدمة على حدٍّ سواء.
المشاكل الجسدية المرتبطة بالتغيُّرات المناخية والسلامة النفسية:
من المعلوم أن المشاكل النفسية والعقلية ترتبط أيضًا بالوضع الجسماني للإنسان؛ إذ إنَّ أي إشكالٍ جسديٍّ قد يؤدِّي في كثيرٍ من الحالات إلى مضاعفاتٍ نفسيةٍ ذات صلة.
ولا شك أنَّ للتغيُّرات المناخية غير الطبيعية تداعياتٍ على وظائف الأعضاء الجسمانية لدى الإنسان؛ إذ إنَّ درجات الحرارة المرتفعة، والجفاف، وباقي العوامل المرتبطة- تُؤثِّر على صحة القلب، والاضطرابات المَعِديَّة والمَعويَّة، ومشاكل الكُلَى وسواها.
التداعيات المؤثرة على السلامة النفسية للكوارث البيئية المرتبطة بالتغيُّرات المناخية:
توصَّلت دراسة حديثة أجرتها (وكالة البيئة) إلى أنَّ الأشخاص الذين يواجهون ظروفًا مناخيةً قاسيةً؛ مثل: (العواصف أو الفيضانات) هم أكثر عُرْضةً بنسبة (50%) للإصابة بمشكلاتٍ في السلامة العقلية، بما في ذلك الإجهاد والاكتئاب، لسنواتٍ طويلةٍ بعد ذلك؛ ممَّا ينعكس على أدائهم، وسلامتهم، وإنتاجيَّتهم، وقُدراتهم الذهنيَّة.
السلامة حياة:
يجب تسليط الضوء على تأثير الأزمة المناخية في سلامة الناس، ومن المُتوقَّع ظهور حالات تعاني من صدمات نفسية حادَّة على نطاق عالمي نتيجة الظواهر المناخية بالغة الشدة، والهجرة القَسْرية والصراعات.
إنَّ الخوف والصدمات النفسية أثَّرا بشكلٍ كبيرٍ على السلامة النفسية.
ويُشكِّل هذا الأمر أهميةً قُصوى بالنسبة إلينا كمجتمعٍ مُختصٍّ بالسلامة بمختلف أشكالها، ولا بد أن يكون جزءًا من النِّقاش عندما نتحدَّث عن السلامة البيئية أو المهنية.
إنَّ الأمر الإيجابي هو الإدراك المُبكِّر أن هناك علاجًا واحدًا للقلق المناخي والتغيُّرات المناخية، وهو التحرُّك واتخاذ إجراءٍ، ويتمحور الأمر حول النُّهوض وفِعْل أي شيءٍ يمكنه المساعدة في الحفاظ على سلامة جميع المواطنين.