تطوير غرفة التحكُّم:
يستخدم نظام العوامل البشريَّة معرفة الخصائص البشرية لتحسين كفاءة الأفراد والسلامة المتأصلة، والخدمات، والأجهزة، والعمليات، والنُّظم البيئية، والمنظومات. ويمكن النظر إلى العوامل البشريَّة وبرامج بيئة العمل على أنها قضايا تشغيل وتصميم؛ لأنها قد تتطلَّب وقتًا للتنفيذ. ومع ذلك بمجرد التخطيط والتنفيذ الدقيق للبرنامج بشكل صحيح، من المُرجَّح أن يكون البرنامج مفيدًا للمنظمة، ويساعد في منع أو تقليل احتماليَّة وقوع الحوادث. وتقترح الأبحاث أنه في حين أن الأسباب المباشرة للحوادث الكبيرة تشمل الخطأ البشري من قِبَلِ المُشغِّلين أو مُوظَّفي الصيانة، فإنَّ السبب الجذري لهذه الأخطاء يكون مسؤولية كبار أعضاء المنظومة.
لذلك، فإنَّ دمج العوامل البشرية وبيئة العمل في مرحلة التصميم يمكن أن يساعد في تخطيط تلك الأخطاء، ومنع الضرر، وتقليل احتمالية وقوع الحوادث. وهناك مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات المتاحة لتقييم ومعالجة مشاكل العوامل البشرية، ولكن يمكن أن يختلف تفضيل ومستوى المعلومات بناءً على التطبيق، ومستوى المخاطر التي تنطوي عليها، وتأثير العوامل البشرية. ويمكن أن تساعد هذه التقنيات في تحديد العوامل الحرجة، وتقليل المخاطر المرتبطة بها، وإذا تمَّ اعتمادها في مرحلة التصميم، فيمكنها تحديد الأماكن التي تكون فيها الأخطاء أكثر عرضةً داخل النظام، وتتضمَّن هذه التقنيات:
- تقييم بيئة العمل للتصميم.
- تحليل المهام الهرميَّة (HTA).
- تقييم الموثوقية البشرية (HRA).
- دراسة المخاطر، وقابليَّة التشغيل (HAZOP).
ويسعى تحليل الموثوقية البشرية (HRA) إلى تصنيف مشاكل الأداء البشري المحتملة، والمتغيرات التي تؤثر على الأداء بحيث يمكن ضمان الموثوقية البشريَّة، وغالبًا يتمُّ إجراء محاولات لتحديد أخطار الأخطاء المحتملة في مرحلة التصميم للتقليل من نسبة الخطأ.
الأنظمة والإجراءات:
يُعرِّف قاموس كامبريدج «الإجراءات» بأنها: «مجموعة من الأوامر، والتي تُعتَبر الطريقة الرسمية أو المقبولة للقيام بشيءٍ ما»، ويتمُّ تحديث ممارسات إجراءات التشغيل (Standard Operating Procedure) بشكل منتظم ضمن سلسلة تطوير أنظمة العمليات التي حدثت بسببها حوادث، أو حوادث وشيكة، أو ما شابه الخطر أو الحوادث، مثل هذه التعديلات عندما تحدث باستمرارٍ ستضيف قيودًا على ما يمكن للمُشغِّلين فِعْله، وما لا يمكنهم فِعْله؛ ممَّا يُقيِّد العاملين، ويسمح بالقليل من الإجراءات لإنجاز المهمة. ويجب أن تدمج إجراءات التشغيل النتائج الرُّوتينية وغير الرُّوتينية للعمليات، وإعداد المُشغِّلين للنتائج غير المرغوب فيها، أو غير المُخطَّط لها، ووَفْقًا لمركز سلامة العمليات الكيميائية، يمكن كتابة إجراءات التشغيل القياسيَّة وأنظمة الإدارة بشكلٍ فعالٍ إذا التزمت بـ:
- إمكانيَّة الوصول: يجب أن يكون مستخدمو الإجراء قادرين على الوصول إلى أحدث الإجراءات المعتمدة للتحضير لعملهم، والقيام به بكفاءة وسهولة.
- الوضوح: يجب أن تكون الإجراءات واضحةً ومفهومةً، ويجب أن تكون مكتوبةً بلغة مفهومة ومباشرة، مع مراعاة خبرة المستخدم، ومستوى المعرفة والاحتياجات.
- التحكُّم: يجب التعامل مع الإجراءات بنفس مستوى الاحترام مثل العمليات والمُعدَّات، فهي مستندات حيَّة يجب التحكم فيها، ومراجعتها من قِبَلِ الإدارة.
- المراجعة والتدقيق: للتأكُّد من صحَّة الإجراءات، وتمثيلها للمعايير الحالية، يجب فحصها بشكل دوري، ويجب تنفيذ التنقيحات الناتجة عن التعديلات أو الترقيات في المرافق، والبنية التحتية للعملية، والبروتوكولات القياسية، أو حالة المنشأة فور حدوثها.
- مدخلات الموظف: مشاركة الموظف أمرٌ حيويٌّ لنجاح أي نظام إدارة، والحفاظ على السلامة، وينصح مركز سلامة العمليات الكيميائية مُوظَّفي التشغيل والصيانة ومهندسي العمليات والبناء بإبداء الملاحظات (مهما كان مكانهم في التسلسل الهرمي)، ويمكن تحقيق ذلك من خلال (بيئة العمل التشاركيَّة)، وبيئة العمل التشاركيَّة هي: «نظام يشارك فيه المستخدمون النهائيون لبيئة العمل -مثل: عمال الخطوط الأمامية- بنشاطٍ في اكتشاف ومراجعة عوامل الخطر، فضلًا عن إنشاء وتنفيذ الحلول السليمة».
وبشكلٍ عامٍّ، يجب أن تُزوِّد الإجراءات المكتوبة بشكلٍ فعالٍ جميع المستخدمين بتفاصيل دقيقة تمكن خبراتهم ومعلوماتهم، وتُعزِّز الأداء، وتسمح بتخمين أقل أو معدوم. وتحدد الإجراءات حدود التشغيل الآمن، وتتضمَّن عواقب الانحرافات التي تتراوح من سوء جودة المنتج إلى وقوع حادث. وبالنسبة للحالات التي نادرًا ما تحدث، كما هو الحال في حالات الطوارئ، تُعدُّ إجراءات التشغيل الموثقة ضرورية؛ نظرًا لأنَّ المُشغِّلين لديهم خبرة أقل في التعامل مع هذه المواقف.