استكمالًا لما تمَّ التطرُّق إليه في الأجزاء السابقة من مقال: «إدارة الكوارث والأزمات»، سنستكمل في هذا الجزء ما تبقَّى من مراحل إدارة الكوارث والأزمات، وسنتطرَّق إلى أمرٍ بالغ الأهميَّة، وهُو تقييم الخطط ومؤشرات نجاحها.
- مرحلة الانتعاش والتعافي أو الاسترداد:
وقد يُطلَق على هذه المرحلة أيضًا: مرحلة التعافي وإعادة التأهيل والتعمير، وهي العملية المُنسَّقة لما بعد الكارثة؛ لدعم المُتضرِّرين والأماكن المنكوبة، وإعادة بناء البنية التحتية، واستعادة الرفاهية، وعلى مستوى المنظمات والمؤسسات استعادة العملية التشغيلية، وفيها أيضًا يتمُّ الانتعاش المجتمعي (عودة تدفُّق الحياة) على مستوى الأفراد والجماعات.
وتَجدُر الإشارة هنا إلى أن هناك خمس أشكالٍ من أشكال التعافي واسترداد العملية التشغيلية، وتشمل:
- استعادة الانتعاش المادي والهيكلي والإداري والبنية التحتية.
- استمرارية الأعمال، واستعادة العملية التشغيلية للمنشآت والمؤسسات.
- الانتعاش الاجتماعي (البدني، النفسي، العقلي، الأكاديمي).
- الانتعاش على الأصعدة المالية والسياسية والاقتصادية.
أمثلة لأنشطةٍ في هذه المرحلة:
توفير الملاجئ المؤقتة، وتشغيل الخدمات الأساسية، واستعادة القوى العاملة، واستخلاص المعلومات عن المستجيبين والضحايا في حالات الطوارئ، والمساعدة في العمل على استمراريَّة التشغيل، وتنظيف الحطام، وإعادة الإعمار.
- في هذه المرحلة يجب الحذر من انتشار السرقات، والأعمال التخريبية أو الإرهابية من خلال توفير التأمين اللازم والضروري للمرافق ومواقع الخدمات الأساسية. ويجب على المؤسسات تشديد الرقابة الأمنيَّة، وتفعيل نظام المراقبة بالكاميرات الإلكترونية، وأنظمة المراقبة الأمنية لحفظ الممتلكات، وفرض النظام الأمني، وزيادة عدد الأفراد الأمنيِّين في جميع المواقع.
تقييم خطط إدارة الكوارث والأزمات:
ولضمان فعالية هذه الخطة، وقدرتها على مُوَاكبة المتغيِّرات، يجب أن تُراجَع، ويتم تقييمها دوريًّا، وتتطلَّب مراجعة الخطة اجتماعات دورية من قِبَلِ لجنة إعداد ومراجع الخطة لتسهيل المراجعة بشكلٍ شاملٍ، ويجب أن تشمل المراجعة دراسة وتحليل مدى مُلَاءمة وفعالية الترتيبات الإجرائية بالخطة، وقابليَّتها للتنفيذ في ظلِّ الظروف الحالية، ويجب أيضًا مراجعة دراسة الاحتياجات اللَّازمة لتنفيذ الإجراءات والتدريب على الأزمة.
ويُفضَّل أن تتمَّ مراجعة خطط الحالات الطارئة سنويًّا على فترتين، تُسمَّى: (المراجعة الصيفية)، و(المراجعة الشتوية)، ويُؤخَذ في الاعتبار أي تطور أو تغيير في الحالات الطارئة، أو تغيير في نظام أو آليَّات العمل بالمؤسسة، أو بعد أي تدريب عملي، أو إجراء افتراضي أثبت وجود خللٍ، أو قصور في أحد جوانب خطة الاستجابة، وكذلك يجب مراجعة الخطة عند الحاجة لتحديث وتطوير الخطة لأجل مواكبة التطورات الجديدة، أو التهديدات الطارئة، وتكون المراجعة حسَب جدولٍ زمنيٍّ معتمدٍ يتم التقيُّد به.
- وينبغي هنا الانتباه إلى ضرورة تحديد وإيجاد آليَّات للتنسيق مع الجهات الخارجية المشتركة، أو المساهمة في إدارة الحالة الطارئة؛ سواء على مستوى الحكومات، أو المؤسسات، ويكون ذلك في مرحلة الاستعداد من أجل ضمان تنسيق الجهود، وضمان سرعة وفعالية الاستجابة، ومن ثَمَّ استعادة الأعمال والتعافي السريع.