المقصود بـ (سلامة المناخ): «هو الحدُّ أو التقليل من تغيُّر المناخ»، ومن الحقيقة المؤكدة أنه عند وجود البشر على سطح الأرض، فإنه يحاول دائمًا التعرُّف على البيئة من منطلق الفضول الفطري لدى البشر.
ولكن لم يقف عند ذلك فقط، بل حاول استخدام البيئة في تطوير حياته اليوميَّة، ثم جاءت المجتمعات البشرية تندمج مع بعضها البعض لتظهر مجتمعات بشرية كبيرة تُسمَّى الدول، ويزيد حجم الصراعات الدولية، ويزيد السباق نحو التطوُّر، وتزيد معها الفوضى البيئيَّة التي يُخلِّفها البشر في صورة الثورات الصناعيَّة المختلفة بدايةً من ثورة البخار إلى ثورة الاتصالات والمعلومات.
وطبقًا لقانون بقاء الكتلة وبقاء الطاقة، وقانون أينشتاين الذي ربط الكتلة بالطاقة، بذلك يكون البشر غير قادرٍ على إضافة أو خصم الكتلة أو طاقة الكرة الأرضية، لكن ما الفوضى التي يُسبِّبها البشر؟ نجد – مثلًا – استخراج الحديد والبترول والغاز والرخام والخامات الأوليَّة للصناعات المختلفة من باطن الأرض ليستخدمها في الرفاهية:
- حيث بلغ استخراج خام الحديد (130 مليون طن سنويًّا)، (تختلف الكمية التي يتمُّ استخراجها من الحديد سنويًّا في العالم من عامٍ لآخر، ولكن بحسب إحصاءات عام 2021م من منظمة الصُّلب العالمية، بلغ إجمالي إنتاج الحديد في العالم حوالي (1.9 مليار طن) في العام 2020م.
- وإنتاج النفط يصل إلى (88.454 مليون برميل يوميًّا) في 2021م.
- وإنتاج الغاز (3.8 تريليونات متر مكعب) 2021م (2.9 تريليون قدم مكعب) حجم الإنتاج المتوقع من الغاز الطبيعي خلال العام 2023م.
- وبلغ إنتاج العالم من الرخام (112 مليار طن) في 2010م.
(الأهرام المسائي، نشر في الأهرام المسائي يوم 19 – 09 – 2010م).
وإذا أضفنا إلى ذلك انبعاثات الغازات الدفيئة (ثاني أكسيد الكربون – أكاسيد النيتروجين – بخار الماء)، وما تُسبِّبه من ذوبان الجليد، وحرائق الغابات على سطح الأرض.
كل ما سبق يُعِيدُ توزيع الكتلة للكرة الأرضية، وذلك يُسبِّب انحراف محور الأرض حول نفسها، فمثلًا: هناك لعبة قديمة نلعبها ونحن أطفال، ويلعبها أطفالنا أيضًا، وهي لعبة النحلة الدوَّارة تدور حول نفسها، لكن أيضًا تسير من مكان إلى مكان في مسار غير منتظم حتى تستنفذ طاقتها، ثم تتمايل إلى أن تصل إلى مرحلة السكون، ومحور مَيْل هذه النحلة يعتمد أساسًا على توازن توزيع الكتلة بها.
لذلك، فإن السبب الرئيس لحدوث الفصول الأربعة هو ميل هذا المحور، والذي ينقلب بنفس الزاوية خلال مساره السنوي حول الشمس ليُحْدث الفصول الأربعة تمامًا مثل لعبة النحلة الدوَّارة.
وهنا يبدأ تغيُّر المناخ ليُحْدث أمورًا غير متوقعة لم نتعوَّد عليها خلال آلاف السنين الماضية؛ منها:
- سقوط الأمطار إلى حدِّ السيول – سقوط أمطار في غير موعدها وغير مكانها – كنَّا نرى البرق ونتوقَّع هطول الأمطار، لكن ظهر حدوث البرق الجاف دون حدوث أمطارٍ.
- النشاط البركانـي، وهذا طبيعي بسبب استخراج البشر ما تَحْويه باطن الأرض من خاماتٍ، وهذه البراكين وما تُطْلقه من غازاتٍ، وتقذف به من مُسبِّبات الحرائق وكتل بركانية من باطن الأرض.
- كذلك الزلازل، وعنف أمواج البحار والمحيطات على اليابسة، وهذا كلُّه يؤثر تأثيرًا مباشرًا على الأحياء المائية، وما فوق سطح الأرض.
لذلك، من نصائح السلامة والصحة المهنية لسلامة المناخ: تقليل الانبعاثات، وهذا أمرٌ لا جدال فيه.
نصائح السلامة والصحة المهنية لسلامة المناخ:
- الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة (طاقة الرياح – الطاقة الشمسية – طاقة أمواج البحر).
- محاولة التخلُّص من المُخلَّفات، ومحاولة تدويرها للحفاظ على الموارد الطبيعية وعدم إهدارها.
- الاهتمام بمانع الصواعق وانتشاره على اليابسة، فلا أحد قادر على تحديد مكان وتوقيت البرق، وخاصةً البرق الجاف.
- مقاومة التصحُّر والحفاظ على مياه الأمطار، والتحوُّل إلى وسائل النقل الكهربائية، والبعد عن الوقود الأحفوري والتقليدي، وخفض ومراقبة انبعاثات المصانع، وتشجيع المجتمع الدولي على ذلك.
ختامًا:
البشر الذي قام بهذه الفوضى عليه أن يُعِيدَ ما عبث به حتى لا يواجه حكم الكوكب عليه الذي من المؤكد أنه سيكون قاسيًا جدًّا.