بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده.
أمَّا بعد:
تُعنَى مجلتنا بالسلامة، ولما جاء فيها من مواضيع متنوعة هدفها الرئيس هو الحفاظ على النفس البشرية، وتطوير الخدمات المقدمة للمجتمع ما يعود بالنفع على الأمم في أنحاء المعمورة.
وحرصًا منَّا على فلذات أكبادنا، أَحْبَبْنا أن يكونوا عنوان حديثنا، وبالنظر إلى احتياجات أطفالنا للترفيه والنمو في أجواء آمنة، وجب علينا الحرص على سلامتهم.
وكما تنصُّ جميع المواثيق والقوانين الحديثة، فإن للطفل الحق في الحياة والنمو واللَّعِب والترفيه، كما يجب حماية الطفل في الوقت نفسه من العنف والإصابات، والتوازن بين النمو والفضول.
والحماية من الأخطار أمرٌ ليس بالسهل تمامًا.
وربما علينا أن نتقبَّل سقوط الأطفال ضحايا للحوادث، ولكن يجب ألَّا يكون ثمن هذا الأمر باهظًا جدًّا.
أين تقع الحوادث؟
المكان الذي يعتبر أكثر ما يتعرض الأطفال للإصابات فيه هو المنزل، وإلى حدٍّ ما مرافق رعاية الأطفال.
وأكثر الحوادث شيوعًا: هي إصابات السقوط، والحَشْر، والتصادم معى الأطفال الآخرين.
وكثيرًا ما تقع إصابات السقوط أثناء اللعب، مثلًا: من أماكن التسلُّق أو التزحلق.
إنَّ الكثير من ملاعب الأطفال بها ألعاب مهترأة قد تُشكِّل خطرًا على الأطفال، وليس من المستغرب أن يحشر الأطفال أصابعهم في طرف الباب، أو في صندوقٍ ما، أو أن يجرحوا أنفسهم، أو الأطفال الآخرين بأشياء حادة، أو يتعرضوا لقرص الحشرات.
وفي حالة إصابات الحَشْر، فقد يكون مفيدًا إبقاء العضو المتضرر مرتفعًا، وتبريده في نفس الوقت، وهذا أسلوب لتخفيف الألم، وينطبق الشيء نفسه إن أحرق الطفل نفسه بالسوائل الساخنة، فسرعة التبريد للموضع المتضرر خطوة أولى مهمة قبل اللجوء إلى المستوصف أو المستشفى لطلب المساعدة.
وتُبيِّن إحصاءات الأمم المتحدة أن (٦٠ – ٨٠ طفلًا) يموتون سنويًّا بالإصابات، و(٢٠٠) ألف طفل ينشدون الرعاية الطبية الطارئة، فلذا يجب علينا جميعًا الاهتمام بسلامة أطفالنا، وسلامة البيئة المحيطة بهم في جميع الأوقات.
وكما أوصانا نبيُّنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسئولٌى عن رعيته» .
وختامًا،
، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ أطفالنا من الحوادث والإصابات، وَيُدِيم عليهم وعلى المجتمعات السلامة الدائمة.