مقدمة:
تُشكِّل السلامة جزءًا أساسيًّا من حياتنا اليومية، وتُشكِّل أهميةً خاصةً في العمليات والمواجهات العسكرية، ولقد شهد العالم العديد من الحروب والصراعات التي تسبَّبت في الكثير من الخسائر والأضرار في الجانبين المتحاربين والمدنيين؛ لذلك تعتبر تعليمات السلامة للجنود والمدنيين أمرًا حيويًّا في هذه الظروف.
وتهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على أهمية السلامة والصحة المهنية خلال الحروب، وتقديم بعض الإرشادات والنصائح للحفاظ على سلامة وصحَّة المشاركين في الحروب والمنازعات.
أهمية السلامة والصحة المهنية خلال الحروب والمنازعات:
تعتبر الحروب من أكثر الظروف القاسية التي يمكن أن يواجهها الإنسان، وتترك آثارًا سلبيةً على الصحة والسلامة المهنية للأفراد المشاركين فيها والمدنيين على حدٍّ سواء، ويتعرَّض المشاركون في الحروب للإصابات الجسدية والنفسية، والأمراض المُعْدية، والتلوث البيئي، وهذا يؤثر بشكل كبير على حياتهم وصحتهم وسلامتهم المهنية، ويجب أن يتمَّ توفير بيئة عمل آمنة وصحية للأفراد المشاركين في الحروب، وتوفير الإمدادات الطبية اللازمة، والمُعدَّات الواقية للحماية من المخاطر الكيميائية والبيولوجية والنووية، ويجب أن تكون هذه الحماية متكاملةً ومستمرةً، وتشتمل على بعض النقاط التالية:
تعليمات السلامة للجنود:
- ارتداء أدوات ومُعدَّات الوقاية اللازمة: يجب توفير المُعدَّات الواقية للأفراد المشاركين للحماية من المخاطر الكيميائية والبيولوجية والنووية، ويجب أن تكون عالية الجودة، ومتوافقةً مع المعايير الدولية، كما يجب ارتداء الملابس والمُعدَّات اللازمة للقتال بطريقة آمنة، ويجب أن يرتدي الجنود الخوذة والدروع والأحذية المناسبة والقُفَّازات والنظارات الواقية، وأجهزة التنفُّس المناسبة، وتبادل هذه المُعدَّات بشكل دوري، وإجراء صيانة دورية لها، كما يجب الحفاظ على أسلحتهم وتنظيفها بانتظام، وأن يتم التأكُّد من أنها آمنة قبل استخدامها، والحفاظ عليها في مكان آمن.
- الاتصال بالقيادة: يجب على الجنود الاتصال بالقيادة، وإبلاغها بأي مشكلة أو خطر قبل القيام بأي عملية.
- تقييم المخاطر: يجب على الجنود تقييم المخاطر، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحدِّ من المخاطر المحتملة.
- التدريب: يجب أن يتلقَّى الأفراد المشاركون في الحروب التدريب اللازم للتعامل مع المخاطر، والحد من تعرُّضهم للإصابة بما في ذلك التدريب على استخدام المُعدَّات الواقية، والتعرُّف على المخاطر الكيميائية والبيولوجية والنووية لتنفيذ المهام المُوكَلة إليهم بأمان وفعالية.
- الرعاية النفسية: يجب توفير الرعاية النفسية للأفراد المشاركين في الحروب، وذلك للتعامل مع الصدمة النفسيَّة التي يمكن أن يتعرَّضوا لها بسبب تجاربهم في الحرب، ويجب توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم، كما يجب الالتزام بنظام النوم والاستراحة المحدد للحفاظ على الصحة النفسية.
- توفير الإمدادات الطبية اللازمة: يجب توفير الإمدادات الطبية اللازمة للأفراد المشاركين في الحروب، ويجب أن تكون عالية الجودة، ومتوافقةً مع المعايير الدولية، وتوفير الرعاية الطبية للأفراد المصابين أو المرضى.
تعليمات السلامة للمدنيين:
- البقاء في مكان آمن: يجب على المدنيِّين الالتزام بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية والوطنية، وتجنُّب الأماكن التي يتمُّ استهدافها، أو التي تتعرض للخطر، والبقاء في مكان آمن، وتجنُّب المناطق الخطرة، والابتعاد عن المناطق العسكرية، وتجنُّب دخولها البحث عن مكان آمن ومحمي في حالة وقوع الهجوم، وتوخِّي الحذر عند العودة إلى المنزل للتأكُّد من عدم وجود أي أجسام غريبة أو مُفخَّخة، وفصل جميع مصادر الطاقة أثناء الغارات الجوية والهجمات العسكرية؛ مثل: الغاز والكهرباء.
- الاتصال بالسلطات: يجب على المدنيين الاتِّصال بالسلطات المحلية، والإبلاغ عن أي خطر أو مشكلة.
- تجنُّب التجمُّعات: يجب على المدنيين تجنُّب التجمُّعات في المناطق العامة، وخاصةً في الأماكن التي تشهد اشتباكات، والمزدحمة؛ مثل: المطارات والمحطات والمنافذ الحدودية، إذا كان ذلك ممكنًا.
- الالتزام بالتعليمات: يجب على المدنيين الالتزام بتعليمات السلامة المحلية، واتِّباعها بحرفية، كما يجب الالتزام بالتعليمات الأمنية والصحية، والتدابير الوقائية المحددة من قِبَلِ الجيش أو القوات المشاركة في الحرب، وتجنُّب استخدام الطرق السريعة والطرق الرئيسة التي تستخدمها القوات العسكرية، واستخدام الطرق الجانبية والمناطق الزراعية إذا كان ذلك آمنًا، والحرص على تجنُّب الأماكن التي تحتوي على مواد كيميائية ومنشآت حسَّاسة؛ مثل: المحطات النووية، والمستودعات الكيميائية.
- الرعاية النفسية والاجتماعية: البقاء على اتصال مع الأهل والأصدقاء، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الأخرى لتلقِّي المعلومات والتعليمات المهمة للحفاظ على الروح المعنوية الجيدة، والاستمرار في العيش بشكل طبيعي في الحياة اليومية، والتعاون مع الجيران والمجتمع المحلي لتوفير الدعم والمساعدة المتبادلة في مثل هذه الأوقات الصعبة.
- الرعاية الطبيَّة اللازمة: التعرُّف على مواقع الملاجئ والمستشفيات القريبة، والمواقع التي توفِّر الرعاية الطبية الضرورية، وتعلُّم كيفية استخدام الأدوات الأساسية للبقاء على قيد الحياة؛ مثل: الشموع والمصابيح والبطاريات الاحتياطية وغيرها، والاحتفاظ بمخزونٍ كافٍ من المياه والطعام والأدوية والمستلزمات الأساسية في المنزل، والحرص على عدم الخروج إلا إذا كان ذلك ضروريًّا.
النهاية:
يتطلَّب الحفاظ على السلامة في الظروف والمواجهات العسكرية تعاونًا بين الجنود والمدنيين، فيجب على الجنود اتِّخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين، وتوفير البيئة الآمنة لهم من جانبهم، ويجب على المدنيين اتِّباع تعليمات السلامة، وتجنُّب المناطق الخطرة بالتزامن مع ذلك، ويجب على الجميع التعاون مع السلطات المحلية والدولية لتعزيز السلامة والأمن في المناطق العسكرية، وتقليل الخسائر والأضرار.
