إنَّ شجرة أسباب الحوادث هي طريقة للتحليل والحصول على وَصْف موضوعي؛ لإعادة بناء الحادث المهني من خلال تحديد جميع العوامل، ومعرفة الأسباب التي أسهمت في حدوثه، وذلك لاقتراح التدابير اللازمة.
- هل تمَّ إبلاغ العامل بشكلٍ صحيحٍ بتعليمات السلامة، وإِطْلَاعه على المخاطر؟
- هل التعليمات مكتوبة وواضحة ومُتَـكيِّفة مع الظروف التي واجهتها؟
- هل كانت مُعدَّات الحماية متوفرةً في الحال، وفي حالة جيدة؟
- هل تعرض العامل للضغط بسبب موعدٍ نهائيٍّ صعبٍ، بسبب أدوات مَعيبة أو غير مناسبة؟
- هل كان العامل في وَضْعه المعتاد أو كان يقوم بعملٍ بديلٍ؟
- هل كان رئيس العمال يعرف ما يكفي عن مهارات وخبرات العامل الذي كلَّفه بهذه المهمة؟
ويعتمد تحليل الحادث على العمل الجماعي لفتح الحوار بين جميع الأشخاص المَعنيِّين (الضحايا، الإدارة، مسؤول الصحة والسلامة والبيئة، ومُمثِّل الموظفين)، ولإبعاد العاطفة عن النِّقاش للبحث عن الأسباب الموضوعية والجَذْرية للحادث، وإيجاد حلولٍ مشتركةٍ لكل سببٍ من هذه الأسباب.
وتنقسم أسباب وقوع حادثٍ في العمل إلى ثلاث فئاتٍ رئيسةٍ:
- فئة تنطوي على العامل البشري
- فئة متعلِّقة بالشروط المادية أو الفنية.
- فئة متعلِّقة بالمشاكل التنظيمية.
وفي كل فئةٍ من هذه الفئات نجد أسبابًا، بعضها مترابط مع بعض.
ويقع حادثٌ في العمل دائمًا عندما تكون هناك أخطار مقارنة بحالة العمل العادية، ويكون ردُّ الفعل غير المناسب أو عدم وجود رد فعل وقائي لهذا الخطر المحتمل- هو الذي يتسبَّب في وقوع الحادث، وهذا هو السبب النهائي.
ولكن للخطر في حقيقة الأمر عدَّة أسباب لها أصلها مع بعضها في كل فئةٍ من الفئات الرئيسة الثلاث السالفة الذِّكر.
على سبيل المثال: عُطْل فني في جهاز عمل معين على مستوى ورشة تصنيع، أدَّى إلى كسر الجهاز، ونَجَم عنه إصابة على مستوى يد العامل، والسبب الظاهر هنا مادِّي، ولكن يمكن أن يكون السببُ تنظيميًّا بشكلٍ أساسيٍّ (لا توجد أي صيانة للورشة من طرف المسؤولين عن قسم التصنيع، أو من طرف قسم الصيانة الوقائية)، كما أنَّه يمكن أن يكون سببًا بشريًّا محضًا (العامل على الجهاز لم يحترم شروط وكيفيَّة الاستخدام، أو لأنه لم يتمَّ تدريبه بشكلٍ صحيحٍ).
إنَّ عدم وجود رد فعلٍ وقائي في هذا المثال- هو أن العامل على الجهاز لم يكن يرتدي وسائل الحماية الفردية (قُفَّازات).
لذلك، وجَب على مستقصي أسباب الحوادث أن يبحث عن السبب في العوامل البشرية والعوامل التنظيمية… إلخ.
إن المقارنة بين حالة العمل التي أدَّت إلى وقوع الحادث، وبين حالة العمل قبل وقوع الحادث (الوضع الطبيعي)، هي الأساس في عملية البحث عن الأسباب المتوازية أو المترابطة، وسوف نُفصِّل هذا في مقالاتنا القادمة إن شاء الله.