منذ بداية الثورة الصناعية، كان الهدف الأول هو تطوير الآلة، وتحقيق التطور التكنولوجي من أجل هدفٍ وحيدٍ، هو زيادة ورفع الإنتاجية بأيِّ طريقةٍ، ولقد كانت هذه خطوة مهمة في تاريخ البشرية؛ لأنها كانت نافذة خروج الإنسان من عصر الظلمات نحو نور التطوُّر، لكن العمليَّة أهملت أهمَّ آلةٍ إنتاجيةٍ، والتي هي اليد العاملة البشرية؛ حيث – وفي بعض الأحيان – لم يتعدَّ متوسط عمر العامل (45 سنة)، وهنا أدرك وتدارك العالَم الغربي أهميَّة الآلة البشرية، فحاول بكلِّ الطرق حمايتها ورعايتها، وتوفير جوٍّ ملائم لها؛ إيمانًا بأن الأمان حقٌّ من حقوق الإنسان.
هنيئًا لهم، لكن أين نحن خبراء السلامة العرب من كلِّ هذا؟ أين كنَّا؟ بالطبع كنَّا خارج اللعبة بدون مشاركة فعالة، ولكن جاء اليوم الذي خرجنا فيه إلى النور، يوم إنشاء المعهد العربي لعلوم السلامة، ولم أُصدِّق يوم هاته المناسبة السعيدة، وكانت مفاجأتي الكبرى هي مشاركات زملائي وتدخُّلاتهم وأفكارهم التي تتجاوز حتى كبار المدارس العالميَّة في مجال الأمن.
إنَّ المعهد العربي بفضل هؤلاء لم يُولَد رضيعًا، وإنما وُلِدَ رجلًا يافعًا قويًّا لديه الكثير ليُقدِّمه، وما علينا إلا الالتفاف حوله ومساندته.
وفي الوقت الراهن، ومن خلال هذا المنبر، لدي أُمْنيَّتان:
- أن يكون المعهد العربي أوَّل مركز عربي ينتج ويطور معايير جودة عربية خالصة.
- وأن يدرس فكرة نَشْر نسخة المجلة العلمية باللغة الإنجليزية؛ لأنَّ لدينا الكثير لنُقدِّمه، ليس للعالَم العربي فقط، وإنما لكلِّ العالَم.
أ/ عدواني عبدالله محمد أمين
مستشار ومدرب في مجال الأمن الصناعي والأمن الداخلي للمنشآت