المعهد العربي لعلوم السلامة، ودوره البارز في الارتقاء بثقافة السلامة والصحة المهنية في الوطن العربي:
في عالَمٍ يَسْعى جاهدًا نحو التقدُّم والتنمية، لا يمكن تجاهل أهميَّة إيلاء الاهتمام اللازم بالسلامة والصحة المهنية في أماكن العمل المختلفة؛ حيث يلعب المعهد العربي لعلوم السلامة – بوصفِهِ منارةً في هذا المجال – دورًا حيويًّا في الارتقاء وتعزيز ثقافة السلامة والصحة المهنية في أصقاع الوطن العربي من أجل الحفاظ على سلامة وصحة ورفاهية الأفراد والمجتمعات.
ويُشكِّل المعهد العربي لعلوم السلامة حافزًا للتغيير، حيث يدفع باتجاه تبنِّي معايير وممارسات سلامة صارمة عَبْر العالم العربي، كما يلتزم بالتفوُّق في مجالات التعليم والتدريب المتخصص في فروع هذا المجال؛ ممَّا يُمكِّن الأفراد والمؤسسات من اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للتعرُّف على المخاطر المحتملة في مكان العمل، وكذلك لإدارتها والسيطرة عليها بكفاءةٍ.
وتكمُنُ إحدى المساهمات الرئيسة للمعهد في التركيز على رفع مستوى الوعي في مجال السلامة والصحة المهنية، وذلك من خلال نَشْر المعلومات حول أحدث (أكواد) ومعايير السلامة، ومخاطر بيئة العمل الناشئة، وأفضل الممارسات للسيطرة عليها، وتتمثَّل في عقد المؤتمرات المتخصصة في علوم السلامة والصحة المهنية، واستضافة الخبراء العاملين في هذا المجال لإلقاء محاضرات وندوات توعويَّة، حيث يستغلُّ المعهد العربي جميع وسائل التواصل الاجتماعي في نَشْر المعرفة التي يمكن أن تحمي الأرواح، وتُعزِّز سُبُل العيش الكريم، من باب الحرص والتأكيد على ألَّا تكون السلامة مجرد مجموعة من اللوائح والتشريعات التي يجب اتِّباعها، بل أن تكون وسيلةً للتفكير تتجذَّر في نسيج المجتمع لتصبح نهجَ حياةٍ.
ويعتبر المعهد العربي قوةً موحدةً عزَّزت ثقافة السلامة والصحة المهنية إقليميًّا؛ حيث وقَّعت إدارة المعهد واعتمدت عشرات المراكز والمُمثِّلين في مختلف الدول العربية تحت مظلَّة مشتركة للاهتمام والتَّرويج للارتقاء في هذا المجال، كما يُشكِّل المعهد العربي محورًا للتعاون، حيث يجتمع فيه مُمارِسُو السلامة والصحة المهنية، وصُنَّاع السياسات والمجتمعات لتبادل الأفكار والتجارب والابتكارات التي ترفع من معايير السلامة على مستوى الوطن العربي.
وفي ختام القول، لا يُعتَبر المعهد العربي لعلوم السلامة مجرد مؤسسة؛ بل هو قوة دافعة وراء تحوُّل العالم العربي إلى منطقة حيث تكون السلامة والصحة في المقدمة من خلال التعليم والتعاون والابتكار، وزَرْع بذور الثقافة التي تُعنَى بسلامة وصحة ورفاهية شعوب المنطقة العربية، ثقافة ترنو عَبْر الحدود، وتُعزِّز المرونة والازدهار للأجيال القادمة.
أ/ مالك محمد وحيد سلهب التميمي
- مدير المركز الوطني الفلسطيني للسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة في جامعة بوليتكنك – فلسطين.
- مدرب واستشاري السلامة والصحة المهنية وإدارة البيئة.
- حاصل على ماجستير في السلامة والصحة المهنية وإدارة البيئة – بريطانيا.
- عضو معهد السلامة والصحة المهنية البريطاني IOSH.
- مدرب معتمد من مجلس الامتحانات الوطني للسلامة والصحة المهنية البريطاني NEBOSH/IGC