مقدمة
مفهوم الروبوت الخاص بمكافحة الحرائق: وقعت في السنوات الأخيرة عدة حوادث خطيرة، من بينها: حريق وانفجارات قنابل، وكذلك الحرائق الكبرى؛ مثل: محطات الطاقة النووية، والبترول، وخزانات الغاز، والمصانع الكيماوية، وهي حرائق يمكن أن تكون خطيرةً للغاية، والآلاف من الناس قد ماتوا في هذا الحادث.
فكرة الروبوت هنا هي مكافحة حريق حيث انها مركبة آلية تقنية، وتستخدم هذه السيارة الآلية للعثور على النار، والقتال من أجل الحرائق.
مبدأ العمل لمركبة مكافحة الحرائق الروبوتية:
الفكرة أن يقوم الروبوت باكتشاف الحريق عن طريق حسَّاس كشف اللهب (Flame sensor)، وإطفاء الحريق إما بالماء، أو بالطفاية (بودرة، أو ثاني أكسيد الكربون، أو رغوة)، حسَب نوع الحريق الذي يتعامل معها، فهنا يتم إضافة نوع مادة الإطفاء إلى الروبوت حسَب نوع الحريق.
يواجه معظم الصناعات مشاكل حريق؛ مثل: الغاز، والبنزين، ومحطات الطاقة النووية، والصناعات الكيماوية، والتي تُسبِّب قدرًا هائلًا من الأضرار، والمزيد من الناس يموتون بالقرب من المناطق المحيطة. هذا الروبوت لديه القوة والقدرة على تحمُّل النار داخل منطقة الاحتراق لتوفير كمية كبيرة من طفايات الحريق وضخ المياه.
هل الروبوت مستخدم فعليًّا في مكافحة الحرائق؟ الإجابة: نعم، وسوف نذكر بعض الابتكارات العلمية للروبوت في مكافحة الحرائق.
- كشفت شركة Milrem Robotics الإستونية عن تكنولوجيا عسكرية جديدة مهمتها مكافحة الحرائق في المناطق الريفية أو الحضرية.
وأوضحت الشركة عن روبوت الإنقاذ، ويسمى: (هيدرا)، ذو الهيئة العسكرية، خلال فعاليات معرض سوفينس العسكري في فرنسا، الذي عُقِدَ في الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي لعام 2021م.
ويأتي ابتكار الروبوت (هيدرا) في وقتٍ تُمثِّل فيه الحرائق تحديًا كبيرًا أمام البشرية، لا سيما حرائق الغابات التي تتسبَّب في أضرار بشرية ومادية مهولة.
ومنذ الأربعينات تعتبر مكافحة حرائق الغابات مهمة يتمُّ تنفيذها في بلدٍ مثل الولايات المتحدة من خلال وحدات عسكرية، كما أن خلال عام 2019، أجرت القوات الجوية الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا تدريبًا على استخدام نظام ملاحة جوية لطائرات دون طيارٍ قادرة على مكافحة الحرائق، ما يكشف الحاجة الماسَّة للروبوت (هيدرا).
ورغم أن (هيدرا) يشبه الروبوتات التقليدية، إلا أنه يتميَّز بقدرات خاصة؛ إذ يتضمن تصميمه أربعة خطوط خراطيم مياه مضغوطة تعمل خلفه، وتسمح له بالرشِّ في أيِّ اتجاه، بقدرة تتراوح بين (530 إلى 5300 غالونًا في الدقيقة)، على مدى يصل إلى (200 قدمٍ).
ويمكن للروبوت أن يكون خزانًا للمياه؛ إذ يستطيع تخزين (1600 رطل)، يستعملها في حالة غياب مصادر مياه قريبة منه، إلى جانب قدرته على التكيُّف مع الطائرات بدون طيارٍ التي يمكنها استطلاع المهام، وتزويد الروبوت بالمعلومات.
وتستطيع أجهزة الاستشعار هذه -التي يطلق عليها اسم: (أجهزة مراقبة الحريق)- الدوران بشكلٍ مستقلٍّ عن بعضها البعض، وتوجه فُوَّهات الروبوت من أجل تغطية واسعة لعملية الإطفاء، ولضمان عمل المستشعرات بكفاءةٍ وسط درجات الحرارة المرتفعة، يتمُّ تبريدها برشاشات مياه.
- عمرو طبش: في ابتكارٍ هو الأول من نوعه في قطاع غزة
نجح فريق من المهندسين والموهوبين في اختراع جهاز روبوت متعدد المهام، بإمكاناتٍ بسيطةٍ من بعض القطع الإلكترونية والأدوات الخام، للكشف عن الأجسام المتفجرة، وإطفاء الحرائق الخطرة، لإزالة الخطر عن وحدة هندسة المتفجرات ورجال الدفاع المدني الذين يتعرَّضون له نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكَّد المهندس أحمد نوفل، مسؤول قسم التجارب العلمية في مؤسسة (شعاع) أن بداية فكرة صناعة الروبوت جاءت خلال عدوان 2008 على قطاع غزة، بعد ارتقاء العديد من رجال الدفاع المدني ووحدة هندسة المتفجرات في الشرطة، نتيجة تعرُّضهم للمخاطر في إنقاذ المواطنين، وإتلاف الصواريخ التي يضربها الاحتلال على غزة.
وقال: «إنه يوجد فريق مُكوَّن من المهندسين والموهوبين والمبتكرين، قاموا بابتكار وصناعة هذا الروبوت داخل ورشة متواضعة»، متابعًا: «بدأنا بعمل الروبوت من الصفر بدعمٍ من مؤسسة (شعاع)، بدأنا برسم الهيكل الخارجي، وجلب القطع والأدوات التي نحتاجها في الصناعة حتى نقوم بتجميعها».
وأضاف: «إنَّ صناعة الروبوت استغرقت مع فريق العمل بين (5 إلى 6 شهور)»، متابعًا: «إنَّه يحتاج في دول العالم الى تكلفة عالية جدًّا تصل إلى مئات آلاف الدولارات، ولكن تمَّ صناعته بغزة بأدوات وقطع بسيطة ببضع آلاف الدولارات»، ويطمح الفريق إلى إنتاج أكبر عددٍ ممكنٍ من أجهزة الروبوت لتوزيعه على جميع المحافظات في قطاع غزة بهدف تقليل الخطر الكبير الواقع على رجال الدفاع المدني، ووحدة هندسة المتفجرات.
- روبوت إطفائي يضخ (10 آلاف لتر مياه في الدقيقة) في الإمارات العربية المتحدة:
تستعين هيئة أبو ظبي للدفاع المدني بتقنيات وآليات متطورة لتعزيز استجابتها في حوادث الحريق، ومن أبرزها: سيارة الإطفاء: (بانثر) وروبوت إطفائي يضخُّ كميات كبيرة من المياه تصل إلى (10 آلاف لتر في الدقيقة).
وقال المساعد أول/ خالد محمد الشحي: «إن سيارة الإطفاء (البانثر) تُعدُّ المستجيب الأول في الحوادث المتطورة؛ لكفاءتها العالية في عمليات الإطفاء، حيث تحتوي على ثلاثة خزانات من مواد الإطفاء؛ هي: خزان المياه، وخزان مادة الفوم، وخزان البودرة، إضافةً إلى مُعدَّات الإنقاذ الحديثة المجهزة للقصِّ والفتح الهيدروليكي عند نشوب حريقٍ».
وأكَّدت الهيئة حرصها على استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات الإطفاء بما يواكب التطور في استخدام أحدث التقنيات العالمية المتطورة التي تُسْهم في تحقيق أعلى مستويات الاستجابة عالميًّا.
وذكرت أن من بين التقنيات الجديدة: (الروبوت الإطفائي) لمواجهة الحرائق، وهو يعمل بتقنية التحكُّم عن بُعْد بمسافةٍ لا تزيد على (500 مترٍ)، ويمتاز بوجود جرَّافة في المقدمة، ويضخُّ كميات كبيرة من المياه تصل إلى (10 آلاف لتر في الدقيقة) بالنظام العادي، ونظام الرذاذ المائي، كما يمكنه ضخُّ كميات كبيرة من تيارات الهواء، وسحب أوزان تصل إلى (3.8 أطنان).
ويستخدم الروبوت الإطفائي لإخماد أنواعٍ مختلفةٍ من الحرائق في المناطق الصناعية والأنفاق، ومواقف السيارات المغلقة.
ختامًا:
لا يتوقع أحدٌ أن تحلَّ الآلات محل البشر تمامًا على خط النار. إن الروبوتات هي أدوات -كما يشرح جوزيبي لويانو، عَالِم أبحاث، وأستاذ مساعد في جامعة نيويورك- وأحد الأشياء القيِّمة التي يمكنها تقليل المخاطر التي يتعرَّض لها رجال الإطفاء البشريون. ومع احتراق أكثر من (350.000 منزل أمريكي سنويًّا)، وتغيُّر المناخ يُسْهم في (10000 حريق غابات نشط يوميًّا) في جميع أنحاء العالم، ويمكن للروبوتات أن تُوفِّر بعض الراحة لرجال الإطفاء الذين يدخلون المباني المشتعلة، أو يجتازون سُفُوح الجبال شديدة الانحدار. إنَّ التحدِّي الرئيس الذي تواجهه هذه الأجهزة هو الإحجام المؤسسي عن الاستثمار في الأجهزة المُصمَّمة لتلبية هذه الاحتياجات المتخصصة المتنوعة.