باب السلامة الزراعية
دور الممارسات الزراعية الجيدة في تحقيق السلامة الزراعية
السلامة الزراعيَّة هي جانبٌ من جوانب السلامة والصحة المهنية في مكان العمل الزراعي يتناول بالتحديد صحة وسلامة المزارعين، وعمال المَزارع، وعائلاتهم.
وعلى عكس الاعتقاد المفهوم ومفاهيم العمل في المشهد الزراعي، تُعتَبر الزراعة واحدةً من الصناعات الأكثر خطورةً في العالم بسبب وجود مجموعةٍ متنوعةٍ من العوامل الَّتي تُسبِّب الإصابات والوفاة في مكان العمل، ومن الإصابات طويلة الأجل أو القصيرة السائدة: (فقدان السمع، والاضطرابات العضلية الهيكلية، وأمراض الجهاز التنفسي، والتسمُّم من المبيدات والكيماويات، وقضايا الإنجاب، والعديد من الأمراض الأخرى).
وتَنْجُم هذه الإصابات بشكلٍ أساسيٍّ عن الضوضاء الصاخبة من الآلات، والإجهاد الناجم عن نَقْل الأشياء الثقيلة والغازات والأبخرة؛ مثل: الميثان، والمواد الكيميائية، وغيرها من الأسباب المختلفة.
وتلعب الممارسات الزراعية الجيدة (GAP) دورًا كبيرًا في حال اعتبارها جزءًا مُهِمًّا في المساهمة لتحقيق السلامة الزراعية.
ماذا تعرف عن المُمَارسات الزراعية الجيِّدة؟
الممارسات الزراعية الجيدة هي حصيلة التناغم بين المكافحة المتكاملة للآفات والإدارة المتكاملة للمحصول IPM \ ICM، وذلك في سياق الإنتاج الزراعي التجاري والاقتصادي، كما تُرَاعي الممارسات الزراعية الجيدة الجزء الخاص بها، والذي يقع في نطاق مسئولية المزرعة، ويُؤثِّر على سلامة الأغذية من نظام تحليل المخاطر، ونقاط التحكُّم الحرجة HACCP، وذلك بهدف إعطاء الثقة للمستهلك في أنَّ الغذاء المنتج آمن صحيًّا لسهولة إدراج المنتج كأحد المدخلات الآمنة في باقي نُظُم سلامة الأغذية الأخرى، والخاصة بالتصنيع؛ مثل: 22000 BRC / IFS / ISO؛ حيث إنَّ هذا الجزء هو بداية سلسلة الإمداد Supply Chain، والذي يُحتِّم فشلها حين يفشل سهولة اختراق الأسواق والتصدير.
وفي جميع الأحوال لابدَّ أن تُظْهر المزرعة دعمها الكلي للنقاط التالية، والتي تعتبر الركائز الأساسية للممارسات الزراعية الجيِّدة، مع اختلاف الأهميَّة والترتيب في النظم أو القواعد المختلفة:
* بناء ثقة المستهلك لجودة وسلامة الغذاء.
* تقليل التأثير السَّلبي الناتج من نشاطها على كلٍّ من البيئة المحيطة، ودعمها
للحياة البرية والطبيعية.
* ترشيد استخدام المدخلات الزراعية من مبيداتٍ وأسمدةٍ كيماويةٍ.
* الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية.
* إظهار المسئولية، وتأكيد دعم السلامة ورفاهية العمال.
أهداف الممارسات الزراعية الجيدة:
* الاستمرارية.
* التكامل.
* التوافق مع معايير السلامة والأمان والجودة الدولية.
* أمن وسلامة الغذاء.
* الشفافية.
ويعتمد الفكر الأساسي لتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة (GAP) على الآتي بدايةً من تاريخ الموقع، ونوعية الأنشطة السابقة للموقع المُقتَرح إنشاء المزرعة عليه، والذي يجب ألَّا يكون مصدر خطرٍ على عملية الإنتاج، أو المنتج النهائي، ومرورًا بمصدر البذور والشتلات، والَّتي يجب أن تكون مُنْتجةً ومُتَداولةً طبقًا للتشريع الوطني، كما يجب أن تكون من سلالاتٍ تهدف إلى إقلال المدخلات من التسميد والوقاية.
مرورًا بالتربة (مهد البذرة)؛ حيث يجب اختيار واستخدام الآلات التي تحسن خواص التربة، مرورًا باختيار واستخدام الأسمدة، والتي يجب أن تكون من خلال أشخاصٍ مُؤهَّلين لذلك، وكذلك يجب الالتزام بإرشادات الاستخدام والتخزين للحصول على أفضل النتائج، وللحدِّ من الفاقد والتلوُّث، مرورًا بالري والتسميد من خلال الري، بحيث يجب أن يكون مصدر الماء جيدًا ومتجددًا، كما يجب أن يتمَّ الاستخدام الأمثل للمياه وَفقًا للتنبُّؤ بالاحتياجات، مرورًا بالمكافحة المتكاملة للآفات بعناصرها الثلاثة: (وقاية – مراقبة وفحص – التدخل)، حيث يُعَدُّ التدخُّل حلًّا أخيرًا، مرورًا بمواد وقاية المحصول بحيث يكون اختيار التعامل مع المبيدات من خلال أشخاصٍ مُؤهَّلين لذلك، حيث يتم الأَخْذ في الاعتبار اتباع إرشادات الاستخدام والتداول والتخزين بكل دقَّة، مرورًا بإدارة المُخلَّفات الناتجة عن الأنشطة المختلفة بالمزرعة بحيث يكون الهدف تقليل المُخلَّفات إلى أقل حدٍّ ممكنٍ، ثم يكون التدوير/ إعادة الاستخدام للمُخلَّفات هو الخيار الأول.
متطلبات تطبيق الـ (GAP):
* إنشاءات البنية الأساسية للمزرعة؛ مثل: (سكن العاملين، ومُولِّدات الديزل، ومحطات التعبئة، والطرق، والمَشَّايات، والمخازن، ومناطق التسميد، وغرف تغيير الملابس، ومناطق تخزين المُعدَّات).
* التوثيق المستندي، والسِّجلَّات؛ مثل: (السياسات، والإجراءات المكتوبة، الخرائط للموقع والتربة، ملفات العاملين، سجلَّات العمليات والمعاملات اليومية، التقارير).
* التحاليل؛ مثل: (تحليل مياه الشرب والري، تحاليل التربة، تحاليل متبقيات المبيدات).
* تدريب العاملين على: (السلامة والصحة المهنية، الإسعافات الأولية، الممارسات الصحية الجيدة، تعليمات وطريقة أداء الأعمال المطلوبة).