لا بدَّ من التمتُّع بقدرٍ كافٍ من المرونة السلوكية, فإذا كان ما تملكه لا يعمل، فجرِّب شيئًا آخر؛ لأنك إذا استمريت في أداء ما تفعله بنفس الطريقة، فستستمر في الحصول على ما تحصل عليه، وهذه من فرضيات البرمجة اللُّغوية العصبيَّة.
والتغيير من سلوك لا واعٍ إلى واعٍ يُعزِّز ثقافة السلوك الآمن، وإجراءات السلامة والصحة المهنية الصحيحة، وهي على الشكل التالي:
- تصرف غير آمن وغير واعٍ لأهمية إجراءات وثقافة السلوك الآمن، وبالتالي سنعمل على نقله ليصبح سلوكًا سليمًا وواعيًا.
- تصرف آمن ومؤمن بأهمية الإجراءات والسياسات وثقافة السلوك الآمن، وتعليمات السلامة المهنية والعامة في المجتمع.
- تشريع قوانين صارمة، ومخالفات جزائية رادعة من قِبَلِ الجهات المُشرِّعة والوصائيَّة بحق المخالفين لإجراءات الأمان والصحة والسلامة العامة، وفي مختلف النواحي بما يشمل الأذى البيئي أيضًا.
- العمل على نَشْر وتعميم هذه التشريعات بمختلف الطرق والأدوات، وبما يُحقِّق ويضمن رسوخ سياسة العقاب والردع التي تكفُل للمجتمع التخلُّص بشكل كبير من تَبِعَاتِ السلوك غير الآمن، وعقوبة مَن يخالف تعليمات وإرشادات الأمان والصحة والسلامة المهنية والعملية المختلفة.
- على نقيض سياسة القوانين الرادعة بحق المخالفين في النقطة السابقة، فإن سياسة الترغيب والتحبيب بالشيء من خلال جوائز مثلًا، أو مزايا، أو مسابقات ونشاطات تُسلِّط الضوء على مزايا وفوائد السلوك الآمن، وإبراز الأشخاص المُرَاعين والملتزمين بهذه الإجراءات كأبطالٍ وأشخاصٍ ناجحين دومًا، يتمتعون دومًا بصحة جيدة، وبعيدون كل البُعْد عن المشاكل، أو الحوادث والأذيَّات الجسدية أو النفسية المختلفة كونهم أشخاصًا التزموا بكل جديَّة بالإجراءات، وأصبحت هذه الأمور من سلوكيَّاتهم، ومن ثقافتهم الحياتيَّة اليومية (في المنزل – في المدرسة والجامعة – في العمل – في مختلف الأماكن).
وبالتالي، يمكن جعل استراتيجية العمل في هذا المجال مشابهةً لتقنية في مجال البرمجة اللُّغوية العصبية، وهي: (مولد السلوك الجديد –القدوة الحسنة) بشكل فردي لكي يتم نَشْرها في المدارس والجامعات وأماكن العمل حتى تصبح ثقافةً، وبما يحقق فوائد جمَّةً في الوصول للسلوك الآمن والمثالي.
مولد السلوك الجديد:
حرص (ريتشارد باندلر، وجون غريندر) على أن يوجدا طريقةً يمكن لكل شخص أن يستفيد من ذوي المهارات العالية بحيث يستطيع أي شخص أن يكتسب جزءًا أو مهارةً كاملةً، فكان أنْ قدَّما ما يُسمَّى بـ (النمذجة)، أو (مولد السلوك الجديد).
وهذا التمرين له استخدامات مُتشعِّبة متعددة، ويمكنك أن تبتكر أي استخدامٍ تراه يخدمك، ويُقدِّم لك الفائدة والمنفعة، فالعلوم الإنسانيَّة ذاتية في كثيرٍ من الأحيان بحيث ما يناسبك قد لا يناسب غيرك، فإذا وجدت طريقةً تناسبك، فلا تسأل أحدًا، بل طبِّقها فورًا.
وتعتمد على إحدى فرضيات Nlp التي تقول بأنه إذا كان أي شخص قادرًا على فِعْلٍ معينٍ، فإن في إمكان أي شخص آخر القيام بنفس العمل إذا اتَّبع الاستراتيجيات ذاتها.
خطوات عمل التقنية:
- الخطوة الأولى: (حدِّد السلوك الهدف (؛ سواء الذي تريد التخلص منه، أو الذي تريد اكتسابه.
- الخطوة الثانية: أَوْجد نموذجًا مثاليًّا يساعدك على رؤية شخص قد قام بالسلوك على أكمل وجهٍ.
مثلًا: إذا كان السلوك الذي تريده هو الوقوف أمام الجمهور، فاختر خطيبًا بليغًا وشاهده، ثم احفظ تلك المهارة، وكيف يؤدِّيها.
وإذا كانت المهارة هي تَرْك سلوك معين؛ مثلًا: احمرار الخدَّين أمام الناس، فعليك بالبحث عن شخصية تراها واثقة ومُتَّزنة أمام الآخرين.
- الخطوة الثالثة: الآن تخيَّل الشخص الذي اخترته كنموذج مثالي لهذا السلوك وهو يقوم بأداء السلوك.
الخطوة الرابعة: قُمْ بإجراء التعديلات كافَّة عليه، وحَسِّن من الصورة كما تحب أن تكون كل التغييرات على الشخص الذي اخترته حتى تكون صورةً مثاليةً رائعة. - الخطوة الخامسة: تخيَّل أنك بجوار ذلك الشخص، وتُقلِّده تمامًا، واستمرَّ في التقليد حتى تشعر بأنك أتقنت ما يفعله تمامًا.
- الخطوة السادسة: الآن اطلب من النموذج مغادرة القاعة، وخُذْ مكانه؛ لأنك أتقنت ما يقوم به هو، وستقوم بالدور بنفس الجدارة والكفاءة.
- الخطوة السابعة: شاهد الجمهور وهو مندهشٌ ومُعْجبٌ بطريقتك، وانظر لعيونهم المبهورة بأدائك، واسمع أحاديثهم التي تُبْدي الإعجاب بأسلوبك وطريقتك.
- الخطوة الثامنة: احفظ هذه المشاعر والصور، واسترجعها باستمرار.
- تكرار السلوك الآمن والصحيح من قِبَلِ الشخص أو الأشخاص سيجعل من هذا السلوك عادةً, وأيضًا مع تكرار العادة سيصبح السلوك والعادة طبعًا وثقافةً مستدامةً؛ ممَّا سيُسْهم بفعالية في الوصول للغاية المطلوبة )وما تكرَّر، ترسَّخ وتعزَّز).
- بناء وتعزيز العامل النفسي الشخصي والجماعي الإيجابي المبني على الاطمئنان والثقة بأنَّ الالتزام بإجراءات الأمان والصحة والسلامة المهنية ضمن بيئات العمل سيضمن حماية الشخص أو مجموعة الأشخاص من الأذيَّات، أو الأمراض المهنية، أو الحوادث التي يمكن أن تقع في أي لحظة، وذلك في حال عدم الالتزام بالمعايير المطلوبة للأمان والصحة والسلامة العامة.