إنَّ الحديث عن منظومة العمل والإنتاج، وأهميَّة الالتزام بتطبيق معايير السلامة والصحة المهنية يجعلنا مَعنيِّين في المقام الأول بأحد أطراف العملية الإنتاجية، ألَا وهو: (العامل)، وكيفيَّة الحفاظ على سلامته وصحته من مُسبِّبات الحوادث والأمراض، ثمَّ يأتـي بعد ذلك الحفاظ على الممتلكات والبيئة، وهذا الأمر لا يتأتَّى إلَّا من خلال رفع الوعي، وتدريب العاملين، مستخدمين في ذلك عددًا من الوسائل الَّتي يهدف التدريب إلى نَشْرها؛ لبناء وتشكيل فكر ووجدان العاملين؛ لتعزيز ثقافة السلامة والصحة المهنية.
وتتمثَّل هذه الوسائل في عددٍ من الآليَّات التقليدية، وأيضًا غير التقليدية، التي يغلب عليها التطوير والابتكار في أساليب التثقيف والتدريب؛ سواء كان عن طريق المحاضرات، والندوات، وورش العمل، والتجارب العملية، أو عن طريق عمل مسابقات تخصُّ المجال، أو مبادرات مجتمعية، أو مؤتمرات وطنية أو دولية في السلامة والصحة المهنية، هذا فضلًا عن النشر من خلال مجلَّات علمية متخصصة.
هذا هو ما نصبو إلى تحقيقه كمُمثِّلين للمعهد العربي لعلوم السلامة المهنية بجمهورية مصر العربية، وصولًا إلى التكامل مع قطاعات الدولة الخاصة والحكومية كافَّة لمواكبة عصر الجمهورية الجديدة، ننتقل منها إلى دائرة أعم وأشمل، انطلاقًا من إيماننا بغاية أسمى تحت شعار: (نحو مجتمع عربي آمن).
ولا أدلَّ على ذلك من قيامنا بخطوات عملية بهذا الصدد نعرض منها – على سبيل المثال، لا الحصر – على المستوى الوطني بمصر ما تمَّ مؤخرًا من عَقْد فعاليات احتفالية تزامنًا مع الاحتفاء بيوم السلامة العالمي بوزارة الصحة المصرية، وتحديدًا بمستشفى الهلال الأحمر، والذي تمَّ التعرُّض فيه لأهمية السلامة والصحة المهنية، والأهداف العامة لها، ودورها في المحافظة على الصحة والسلامة العامة والمهنية.
كما احتوت الفعالية على مُحَاكاة للإخلاء في حالات الطوارئ بالمستشفيات، وكان هناك إثراءٌ فعالٌ بهذا الشأن، حيث شهدت الفعالية مناقشات ومشاركات نَشِطَة بين جميع الحاضرين، هذا إلى جانب آخر وهو المشاركة بالرأي، والتركيز على ما ينبغي أن يكون من إجراءات للسلامة تخصُّ الحياة العامة، والمخاطر التي نتعرَّض لها، وذلك من خلال التحقيقات الصحفية بالصحف الوطنية.
وأشير هنا إلى ما نُشِرَ مؤخرًا بـ (جريدة الوفد المصرية) في الحادي عشر من شهر مايو لعام 2023، تحت عنوان: «المنتجات المغشوشة وانعدام الصيانة.. قنابل موقوتة»، فإذا ما انتقلنا إلى رؤية أكبر وأشمل على المستوى العربي، نطمح إلى الانتشار في لقاءات عربية – عربية؛ للوقوف على مُعوِّقات ومشاكل تطبيق سياسات واشتراطات ومعايير السلامة المهنية، وطرح الحلول للتغلُّب عليها.
وبهذا الصدد نُثمِّن عاليًا جهود الإدارة الحكيمة للمعهد العربي لعلوم السلامة، والتي أتاحت لنا طَـرْق هذا الباب، وذلك من خلال قناة متخصصة على (يوتيوب)؛ لنشر علوم السلامة المهنية، واللقاءات الفاعلة، وتمَّ بالفعل عَقْد مثل تلك اللقاءات مع بعض الأشقَّاء العرب، فمنها ما تمَّ مع الإخوة الأفاضل العاملين بالقطاع الصحي بفلسطين من غزة، ونابلس، والخليل، ومنها أيضًا ما تمَّ مع ولاية سطيف – الجزائر.
م/ محمد السيد شتلة.
ممثل المعهد العربي لعلوم السلامة – مصر