مقدمة
لقد قمنا بالتحدُّث في المقالة الأولى من سلسلة دور مواصفات الأيزو في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عن دور مواصفة الأيزو 45001 الخاصة بالسلامة والصحة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والآن في المقالة الثانية سوف نتحدث عن دور مواصفة الأيزو 14001 الخاصة بالبيئة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث إنَّ هذه المواصفة من المواصفات المهمة جدًّا التي تُسْهم في حماية البيئة عن طريق منع أو تخفيف الآثار البيئيَّة السلبية – وتخفيف التأثير السلبي المحتمل للظروف البيئية على المؤسسة، كما تساعد المؤسسة في تحقيق الامتثال للالتزامات القانونية، وتحسين الأداء البيئي.
وكما نعلم أنَّ المنشآت الصناعية والزراعية من المنشآت التي لها دور في تلوث البيئة، ولكي نحافظ على البيئة، يجب وَضْع أنظمة بيئيَّة، وتفعيلها، والمحافظة عليها.
وإنَّنا نعلم أن أهداف التنمية المستدامة تتضمن العديد من الأهداف التي تسهم في الحفاظ على البيئة؛ مثل: العمل المناخ (رقم 13) – الحياة تحت الماء (رقم 14) – الحياة في البر (رقم 15)، وهذه هي الأهداف المباشرة التي تسهم مواصفة الأيزو 14001 في تحقيقها، ويوجد أيضًا أهداف أخرى غير مباشرة تسهم هذه المواصفة في تحقيقها، والآن سنتعرَّف على كيفيَّة مساهمة المواصفة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
- حيث إنَّنا نجد في البند رقم (4)، (سياق المنظمة، وما يتطلبه من وَضْع نظام بيئي يحافظ على البيئة، وأيضًا فهم احتياجات الأطراف المَعنيَّة التي تؤثر أو تتأثَّر بالنظام البيئي بالإيجاب أو السلب، ووَضْع إجراءات تتحكَّم في احتياجات الأطراف المعنيَّة)، فعندما نحقق هذا البند، سوف يتحقق الهدف رقم (13,14,15) من أهداف التنمية المستدامة؛ حيث إنَّ النظام البيئي من أهم متطلباته: عدم تلوُّث البيئة من حيث عدم التصرُّف في المخلفات بطريقةٍ غير سليمةٍ؛ سواء في البر أو البحر، أيضًا عدم تلوُّث الهواء، والتحكُّم في الملوثات (الصلبة، والسائلة، والغازية)؛ ممَّا يسهم في عدم خلل النُّظُم الأيكولوجية؛ لأن الملوثات والمخلفات من أهمِّ أسباب خلل النُّظُم الأيكولوجية.
- ونجد في البند رقم (6) في الجزئيَّة الخاصة بالتوافق مع القوانين والتشريعات، وأنَّه يجب أن تقوم المنشآت باتِّباع جميع القوانين والتشريعات، ومتطلبات العملاء التي تسهم في الحفاظ على البيئة من التلوث، واستدامة الحفاظ عليها، فعندما نُحقِّق هذا البند، سوف يتحقَّق الهدف رقم (13,14,15)، وأيضًا تحقيق الهدف رقم (17)، وهو عَقْد الشراكات لتحقيق الأهداف؛ حيث إنَّه لا يمكن عَقْد الشراكات مع الجهات البيئية، أو الحكومية، أو العملاء الخارجيِّين بدون الالتزام بتطبيق الأنظمة البيئية، والالتزام بجميع المتطلبات والتشريعات.
- وعندما نتحدَّث عن البند رقم (7) الخاص بالدعم، ودعم النظام بالموارد والكفاءات والتوعية لتطبيق النظام البيئي، والحفاظ عليها، فعند تحقيقه سيتحقَّق الهدف رقم (3)، وهو الصحة الجيدة، والرفاه، فعندما ندعم الأنظمة البيئية التي تسهم في الحفاظ على البيئة، ونعمل على توعية جميع العاملين بالمنشآت بكيفيَّة الحفاظ على البيئة، نجد أنَّنا لم نعمل على توعية العاملين للحفاظ على البيئة داخل المنشأة فقط، بل سيصبح سلوك العامل مؤثرًا على أسرته وأولاده، ويستطيع أن يقوم بنشر هذا السلوك؛ لأنَّنا عندما نتشارك في الحفاظ على البيئة، سيؤدي ذلك إلى تمتُّعنا بصحة جيدة، وهذا سينعكس على تحقيق الهدف رقم (11) (مدن ومجتمعات محلية مستدامة).
- وفي نفس البند رقم (7) الخاص بالدعم، سنجد تحقيق الهدف رقم (8): العمل اللَّائق، ونمو الاقتصاد، فعندما نعمل على توفير الكفاءات لتطبيق النظام، فبذلك نُوفِّر فرص عمل، وأيضًا عندما نحافظ على البيئة، ونحافظ على المنشأة من التلوث، فإننا نُسْهم في توفير بيئة عمل لائقة تسهم في النمو والتطوير.
- ونجد في البند رقم (9 و10) من المواصفة التي من متطلباتها تقييم الأداء الخاص بالنظام البيئي، وهل النظام يحقق الهدف أو لا، وتحديد نقاط الضعف والتحسين، والتي هي متطلبات البند (10)، وهي التحسين المستمر، ووَضْع إجراءات تحكم في نقاط عدم المطابقة التي تؤثر بالسلب على النظام، فسوف ينعكس ذلك على استدامة النظام، واستدامة تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وفي هذه المواصفة نجد أنها تسهم في تحقيق (7) أهداف من أهداف التنمية المستدامة 2030، وهي: