فن إدارة تشغيل وصيانة المؤسسات الصناعية ومحطات الطاقة يحقق أعلى معدلات السلامة والأمان
مقدمة:
ثقافة السلامة مبدأٌ مهمٌّ عند اختيار رئيس المؤسسة:
ممَّا لا شكَّ فيه أن هناك اهتمامًا غير عادي بهندسة السلامة والصحة المهنية على المستوى الدولي والمحلي، إلَّا أنه وحتى هذه اللحظة يوجد مَن يُعَرقل جهود تجنُّب الحوادث، وتقليل المخاطر، والسبب في ذلك أنَّ هناك مَن يعتقد أن تطبيق قواعد السلامة والصحة المهنية يعتبر ترفيهًا زائدًا، وتكلفةً مفقودةً.
فبالرغم من أنَّ الدراسات الحديثة أثبتت أنَّ تكلفة الضرر الواقع على المنشأة في حالة إهمال قواعد السلامة والصحة المهنية، وحماية البيئة تُعتَبر كبيرةً جدًّا، ففي حالة وقوع حادث – سواء كان في المُعدَّات، أو الأفراد من مهندسين أو فنيِّين أو عمال – فإنَّ الضرر النفسي الواقع لا يُقدَّر بثمنٍ، فالحوادث لها تداعيات سلبيَّة مباشرة وغير مباشرة على الإنتاج نتيجة الصدمة النفسيَّة التي تصيب كلَّ العاملين – بل والإدارة نفسها – بالإضافة إلى عامل التكاليف نتيجة المخالفات والتعويضات، والذي يُعتَبر من الخسائر الفاضحة المباشرة
إنَّ توقُّف الوحدات الإنتاجية يعتبر عاملًا سلبيًّا آخر قد يؤثر أساسًا على مستقبل المنشأة الصناعية ككل من حيث الاستمرار أو التوقُّف.:
ثقافة السلامة والصحة المهنية:
موضوعنا الأساسي يُركِّز على أهمية الفَهم الجيِّد والواعي لثقافة السلامة والصحة المهنية كجزءٍ أصيل من هندسة وفن إدارة المؤسسات الصناعية والوحدات الإنتاجية، بل ومحطات الطاقة، ومعامل تكرير البترول، والمصانع بأنواعها كافَّة، وغيرها.
فعند اختيار مديري الإنتاج، ومديري التشغيل، ومديري الصيانة – بل ورئيس المؤسسة الصناعية – يجب الاختيار وإنْ تساوت المقارنات من مُقوِّمات فنية وإدارية وتعليمية بحيث ترجح كفَّة من لديه ثقافة الأمان الصناعي والسلامة والصحة المهنية، ويجب أن يكون لديه فَهم أكيد بأنَّ ربح المؤسسة يعتمد بالضرورة على التطبيق الفعَّال لسياسة الإنتاج الأنظف، وتحقيق مبدأ الجودة، وتقليل الهالك، وترشيد الطاقة، وخفض النفقات، والأولوية القصوى لفَهْم وتطبيق قواعد السلامة والصحة المهنية حتى لا تُفاجَأ المنشأة الصناعية بحادث جسيم. والأهمُّ من ذلك هو تحقيق الرضا للعامل، فَحِرْصُ الإدارة على تنمية مهاراته، وإعطائه مساحة من الترفيه والرياضة والثقافة والاهتمام الاجتماعي بصفة عامة- له مردودٌ كبيرٌ على نجاح وتفوق المؤسسات الصناعية.
إدارة السلامة مبدأٌ مهمٌّ في تقليل الحوادث:
فنُّ إدارة هندسة السلامة:
إنَّ تحقيق الأمان الصناعي يعتمد بالضرورة على وجود إدارة واعية تعتني بتنسيق عمليات التشغيل والصيانة بأعلى درجات الاحتراف الفني والإداري، وإنَّ فنَّ إدارة تشغيل وصيانة المؤسسات الصناعية ضرورةٌ من ضرورات الأمان الصناعي، والسلامة والصحة المهنية، وحماية البيئة. والشكل رقم (1) يُبيِّن إحدى المؤسسات الصناعية العملاقة، وهي محطة كهرباء حرارية بخارية بروسيا، وهي تعمل بالغاز الطبيعي، وقدراتها تصل لـ (5600 ميجاوات).
شكل رقم (1) أكبـر محطة كهرباء بخارية حرارية في العالم تعمل بالغاز الطبيعي
سورجوت (2)، روسيا (5600 ميجاوات) 1
التنسيق بين الإدارات:
إنَّ هذه العملية تحتاج ترابطًا وتنسيقًا تامًّا بين الإدارات المختلفة من تشغيل، وصيانة، وإصلاح، واختبار، وإعادة تسليم للتشغيل، وخلال ذلك توجد إدارة الشئون الفنية، وإدارة الجودة والأمن الصناعي، وإدارة المخازن والمشتريات لتأمين احتياجات الصيانة لقطع الغيار، وكلُّ هذه الإدارات العاملة تخدم في النهاية العملية الإنتاجية السليمة والناجحة لتحقق أهداف المؤسسة التي ذكرناها من تحقيق وتعظيم العائد، وتجنُّب ومَنْع الحوادث، ووقف الهدر، وتعظيم العائد، ورفع الكفاءة، وزيادة درجة الاعتمادية… إلخ.
الشكل رقم (2) التخطيط والتنسيق يبين مجموعات إدارية متكاملة لتحقيق أمان تشغيل وصيانة المؤسسات الصناعية؛ مثل: محطات الطاقة أو معامل تكرير البترول.
إنَّ فنَّ الإدارة يعتمد بالضرورة على التنسيق التامِّ بين الإدارات كافَّة تحت إشراف مدير المؤسسة، والذي يُعتَبر المسئول الأول عن تحقيق أهداف المؤسسة.