استكمالًا لِما تمَّ التطرُّق إليه في الأجزاء السابقة من مقال «إدارة الكوارث والأزمات»، سنناقش في هذا الجزء ما تبقَّى من مراحل إدارة الكوارث والأزمات.
- مرحلة المواجهة في حال الكوارث والأزمات:
هي مرحلة الاستجابة للحالة الخطرة حسَب الخطط المُعدَّة مسبقًا، وتنفيذ آليَّات وسياسات التبليغ والرصد، وسياسات نقل المصابين والإيواء، كما تمَّ التخطيط لها والتدرُّب عليها من أجل قيادة وإدارة الأزمة أو الكارثة بشكلٍ فعالٍ دون خللٍ أو ارتباكٍ، والخروج منها بدون أو بأقل الخسائر.
وفي هذه المرحلة نحتاج إلى:
-
- تفعيل فِرق قيادة الكوارث والأزمات، وتفعيل نظام البلاغات.
- تفعيل نظام الاتصالات، وربط فريق المواجهة في موقع الكارثة بالفريق الإداري بالوحدة الوطنية للحماية من الكوارث، والبقاء على تنسيقٍ دائمٍ.
- تقليص حجم المركزية إنِ احتاج الأمر، مع ضرورة البقاء على تنسيقٍ دائمٍ، وفي ضوء القليل منها.
- توزيع الدعم لسدِّ الاحتياجات، وتقديم المساعدات.
- توثيق الإجراءات.
- تفعيل نظام التعداد للأفراد.
أمثلةٌ لأنشطة هذه المرحلة:
تفعيل نظام الإنذار الآلي، أو إطلاق صفارات الإنذار، وتنفيذ عملية إخلاء، والخروج من المبنى إلى نقطة التجمُّع المحدَّدة الآمنة.
في حالات الطوارئ هناك خمس حالات للاستجابة:
- البقاء بالموقع وإغلاق المنفذ إليه lockdown:
وهو إجراءٌ أمنيٌّ يقضي بتأمين الأفراد داخل المقرِّ أو المبنى عندما يُمثِّل الخطر تهديدًا لا يمكن معه الوصول إلى نِقَاط التجمُّع، أو حتى مغادرة الموقع إلى موقعٍ خارجيٍّ آمنٍ.
- تأمين المحيط Lockout:
وهو إجراءٌ أمنيٌّ يقضي بتأمين الأفراد بالخارج من خطرٍ ما في محيطهم، ويتطلَّب بروتوكول Lockout إدخال الأشخاص إلى المباني، وإغلاق جميع نقاط الوصول الخارجية.
- تطبيق إجراء الإيواء Shelter-in-place :
وهو إجراءٌ يُحتِّم على الأشخاص في موقع الحدث أو الكارثة اللُّجوء إلى الملاجئ المحددة (ملاجئ للحروب، ملاجئ للفيضانات والأعاصير، ملاجئ للإشعاعات الكيميائية والبيولوجية).
- الإخلاء والتوجُّه لنِقاط التجمُّع:
وهو إجراءٌ أمنيٌّ يقضي بنقل وإخراج الأفراد من موقع الخطر إلى أقرب نقطةٍ آمنةٍ.
- Hold on-Cover-Duck:
وهو إجراءٌ أمنيٌّ يقضي بالبقاء في الموقع، ومحاولة حماية النفس حتى التأكُّد من تحديد ما إذا كان الإخلاء آمنًا، ويستخدم في حالات الزلازل.
وفي هذه المرحلة ينبغي للقائمين بإدارة الكوارث والأزمات واللجان التابعة لها الحذرُ من الفوضى الجماعية، وتداخُل الأدوار، والازدواجية في المهام؛ ولذلك يجب تطوير البيئة التنظيمية للاستجابة بشكلٍ منسقٍ، ويمكن أن يكون ذلك بالتدريب المستمرِّ.
ومن أهمِّ النصائح التي يَجدُر الإشارة إليها في هذا المقام:
- الحد من التجمهر، والحد من القيام بأي إجراءٍ قد يُسبِّب تصعيد الأزمة.
- المساعدة في عمليات الإخلاء والإجلاء إلى الملاجئ، وتقديم الدعم والمساعدة، وعمليات إغاثة المنكوبين حسَب القدرة والجاهزيَّة.
- يجب على المتطوِّع أن يراعي استخدام مُعدَّات الوقاية الشخصية، وأن يكون مبدأه الأول حماية نفسه وفريقه من أن يكونوا ضحايا.
وفى المقال التالى سنتحدث عن مرحلة الانتعاش والتعافي بشكل مفصل وتقييم خطط إدارة الكوارث والأزمات.