تُعدُّ إدارة أنظمة السلامة والصحة المهنيَّة من أهمِّ الإدارات التي يجب أن تتبنَّاها أي مؤسسة أو منشأة، وينبغي وَضْعها ضمن الاستراتيجيات والخطط للمنشآت؛ سواء أكانت صناعية، أو زراعية، أو تعليمية، أو بيئية بأشكالها المتنوِّعة.
ولأنظمة السلامة والصحة المهنيَّة أهمية كبرى في حماية الإنسان والممتلكات والإرشاد والقيادة، وتعزيز الوعي الوقائي. إنَّ هذه الإدارة يقع على عاتقها جميع مسؤوليات وواجبات الإدارة التي تشمل التوجيه، والتخطيط، والتنفيذ، والمتابعة لكل تفاصيل السلامة والصحَّة المهنية، والالتزام باستراتيجيات فعَّالة لبرامج التدريب.
وقد بات نَهْجُ نظام إدارة السلامة والصحة المهنيَّتين رائجًا خلال العِقْد المُنْصرم، وتمَّ اعتماده في جميع الدول الصناعية والنامية، وتختلف طرق تعزيزه بغرض تطبيقه من المتطلبات القانونية إلى تلك الطوعيَّة، فقد أظهر العديد من التجارب أنَّ نظام إدارة السلامة والصحَّة المهنيَّتين عبارة عن أداة تطبيقيَّة لتعزيز التحسين المستمر لأداء السلامة والصحَّة المهنيَّتين، ويحتوي هذا النِّظام على عناصر رئيسة للتطبيق الناجح لضمان الالتزام الإداري، والمشاركة الناشطة من قِبَلِ العاملين في التنفيذ المشترك، ويعمد العديد من الدول على إدماج نظام إدارة السلامة والصحة المهنيَّتين في برامج السلامة والصحة المهنيَّتين في المنظمات .
ولا نستطيع إنكار وجود نظام فعَّال للسلامة والصحة المهنيَّة يؤدي للحفاظ على الثروات الاقتصادية من الضياع، وذلك بالكشف عن الأسباب والمخاطر والأسباب المؤدية إليها، واتِّخاذ إجراءات وقائيَّة لمنع حدوثها، حيث يتمُّ تسجيل حوادث مُفْزعة وإحصاءات متنوعة في جميع أنحاء العالم في حوادث السلامة والصحة المهنيَّة، والآثار والتكاليف الناتجة عنها، رغم استخدام هذه المنظمات لمعايير OHSAS18001، وكنتيجةٍ لذلك برزت حاجة عالميَّة ضرورية لمُوَاءمة أنظمة إدارة السلامة والصحَّة للمعيار الدولي.
ويعرف نظام الصحة والسلامة المهنيَّة بأنه: «نظام إدارة كلِّي يهتمُّ بوضع العديد من الإجراءات التي تؤدِّي إلى توفير الحماية المهنية للعاملين، والحد من خطر المُعدَّات والآلات على العمل في المؤسسة لمنع وقوع الحوادث والتقليل منها».
وهناك جملةٌ من الأهداف التي تسعى أنظمة السلامة والصحة المهنيَّة إلى تحقيقها؛ منها:
- حماية الإنسان من الإصابات الَّتي تنتج عن مخاطر بيئة العمل، وذلك بتدريبه، وتثقيفه، وتوجيهه؛ لتفادي خطر تعرُّضه للحوادث والإصابة بالأمراض المهنيَّة.
- الحفاظ على العنصر المادِّي من التلف، أي: ما تشتمل عليه المنشآت من أجهزة ومُعدَّات.
- التدريب والتوعية، وزيادة التثقيف بالوعي والسلامة الخاصة بالعمال.
- الامتثال للتشريعات والمعايير عن طريق سياسات تتوافق مع هذه التشريعات المحليَّة والدولية.
وترتكز هذه الأهداف على توفير بيئة عمل آمنة وصحيَّة للعاملين في القطاعات الاقتصادية كافَّة أثناء تأديتهم واجباتهم الوظيفيَّة. إنَّ تحقيق أهداف السلامة والصحة المهنية يعمل على تحسين جودة الحياة المهنيَّة للعمال، ويُعزِّز الإنتاجيَّة والاستدامة في مكان العمل، وتوفير بيئة عمل آمنة وصحيَّة.
إنَّ إجراءات الأمن والسلامة والصحة المهنيَّة من الأساسيات الواجب توافرها في بيئة كل عمل، فيجب أن يشعر الموظف أنَّه في بيئة آمنة خالية من المخاطر التي تُهدِّد صحته؛ لذا من واجب الشركات الحفاظ على سلامة الموظفين في مكان العمل، وتطبيق إجراءات وقائيَّة من خلال التأكُّد من خُلوِّ المكان من الخطر، وسلامة المُعدَّات وخُلوها من مُسبِّبات الإصابات، وسلامة الطريقة التي يؤدِّي بها الموظف عمله.
ومن أهمِّ الاستراتيجيات التي يجب أن تُطبِّقها المنشآت: تبنِّي إدارة عملية لأنظمة السلامة والصحة المهنيَّة تعتمد على تحديد وتقييم المخاطر المهنية، وتطبيق طرق السيطرة عليها، والتدريب الأمثل بالسلامة لجميع المخاطر، وفئات العاملين، والمواجهة والاستعداد لكل الحالات الطارئة، كلُّ ذلك يعمل على تحفيز العاملين، وزيادة مشاركتهم في الحدِّ من خسائر الإنتاج والعمل بسبب الأمراض المهنيَّة، ويعمل أيضًا على خفض التكاليف، وزيادة الإنتاجيَّة؛ حيث يؤدِّي تنفيذ نظام إدارة السلامة والصحة المهنية إلى تمكين أي مؤسسة من توفير أماكن عمل آمنة وصحيَّة، ومنع الإصابات والأمراض المرتبطة بالعمل، والعمل على تحسين أداء الصحة والسلامة المهنية باستمرار.
وكما يقال: «إنَّ السلامة مسؤولية الجميع في مجالات الحياة كافَّة»، فلا غنى عن اتِّباع اشتراطات السلامة العامة والصحة المهنية في التنفيذ المبنيِّ على الأسس العلمية السليمة عند عمليات الإنشاء، مع توفير الأجهزة الفنيَّة المتخصصة.
وفي نهاية المقال، أوصي بتوفير إطار شامل لإدارة المخاطر والسلامة والصحَّة المهنية، ويتمثَّل فـي:
- الوقاية من الإصابات.
- توفير أماكن عمل صحيَّة للعاملين.
- تنظيم ندوات وملتقيات عالميَّة لجميع المهتمين بمعايير السلامة والصحَّة المهنيَّة.