محتويات علمية

السلامة في المصاعد الذكية: كيف تؤثر أنظمة الذكاء الاصطناعي على إجراءات الإنقاذ؟

في عصر يتسارع فيه التطور التكنولوجي، باتت المصاعد الذكية عنصرًا أساسيًا في المباني الحديثة. هذه المصاعد لا تعتمد فقط على الأزرار التقليدية أو الحساسات البسيطة، بل تدخل فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) لتحسين الأداء، وتقليل استهلاك الطاقة، وتخصيص تجربة المستخدم. لكن في المقابل، يفتح هذا التقدم بابًا واسعًا لتساؤلات مهمة حول السلامة، خصوصًا في حالات الأعطال أو الطوارئ، حيث تصبح إجراءات الإنقاذ أكثر تعقيدًا.

كيف تعمل المصاعد الذكية؟

المصاعد الذكية تعتمد على أنظمة تحكم متقدمة متصلة بشبكة الإنترنت (IoT)، وتستخدم الخوارزميات لتحليل حركة الركاب وتوجيه المصعد بشكل أكثر كفاءة. بعض الأنظمة تدمج تقنيات التعرّف على الوجه أو الصوت، وتتعلم من سلوك المستخدم لتقليل وقت الانتظار وتحسين الراحة.

لكن كل هذا الذكاء يرتكز على أنظمة برمجية وكهربائية معقدة. ومع أن هذه الأنظمة مصممة للعمل بكفاءة عالية، فإن تعرضها للأعطال أو للهجمات السيبرانية يطرح تحديات جديدة لم تكن موجودة في المصاعد التقليدية.

المخاطر الجديدة المرتبطة بالمصاعد الذكية

  1. انقطاع الاتصال بالشبكة:

ليس جميع المصاعد الذكية تتوقف عند فقدان الإنترنت، إذ تعتمد بعض الأنظمة على وحدة تحكم محلية تعمل باستقلالية، لكن الاتصال يُستخدم لتحسين الأداء والصيانة

2. هجمات سيبرانية:
أصبحت المصاعد الذكية هدفًا محتملاً للهجمات الإلكترونية، حيث يمكن للمتسللين التلاعب بحركتها أو تعطيلها، ما يهدد سلامة الركاب.

3. أعطال برمجية معقدة:
الخطأ في الكود البرمجي أو فشل التحديثات قد يسبب توقف المصعد أو خللاً في نظام الاستجابة للطوارئ.

4. تأخر الاستجابة في حالات الطوارئ:
لأن الأنظمة الذكية تعتمد على المعالجة الرقمية، فإن أي تأخير في تحليل البيانات أو إرسال إشارة الإنذار قد يؤخر إنقاذ العالقين.

تحديات الإنقاذ الجديدة:

في المصاعد التقليدية، كان يمكن فتح الأبواب يدويًا أو التحكم في النظام ميكانيكيًا. أما في المصاعد الذكية، فإن أغلب الوظائف تعتمد على أنظمة كهربائية مغلقة يصعب الوصول إليها إلا عبر برامج متخصصة.

فرق الإنقاذ تحتاج إلى تدريب جديد لفهم طبيعة هذه الأنظمة، ومعرفة كيفية تعطيلها أو تجاوزها في حالات الطوارئ دون التسبب في ضرر إضافي. كما يجب تطوير بروتوكولات طوارئ رقمية تشمل:

  • أكواد طوارئ تتيح فتح المصعد يدويًا.
  • أنظمة بطارية احتياطية مستقلة.
  • إشارات استغاثة رقمية تصل مباشرة إلى فرق الإنقاذ.

خطوات للحد من المخاطر:

  1. اختبار الأنظمة بانتظام
    التأكد من تحديث البرمجيات واختبارها ضد الأعطال المحتملة.
  2. دمج خطط طوارئ تقليدية
    لا يجب الاعتماد بالكامل على الأنظمة الذكية. من الضروري وجود آليات يدوية بديلة.
  3. التعاون بين شركات المصاعد وخبراء السلامة
    لضمان تطوير مصاعد تجمع بين الذكاء والكفاءة والسلامة الفعلية.
  4. نشر التوعية والتدريب
    تدريب العاملين في المباني، وفرق الإنقاذ، على كيفية التعامل مع هذه المصاعد في الحالات الطارئة.

المصاعد الذكية تمثل طفرة مهمة في عالم البناء الحديث، لكنها تفرض واقعًا جديدًا على منظومة السلامة. التحدي الحقيقي اليوم ليس في تقنيات الذكاء الاصطناعي بحد ذاتها، بل في قدرتنا على التنبؤ بالمخاطر المصاحبة لها، ووضع خطط إنقاذ تواكب هذا التطور. فكلما زادت “ذكاء” التكنولوجيا، زادت الحاجة لأن تكون السلامة أذكى منها.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *