مقدمة:
تُشكِّل الحروب خطرًا كبيرًا على حياة المواطنين وممتلكاتهم ومُقدَّرات الدولة، فلا تزال ويلات الحروب تسبب خسائر فادحة في الأرواح البشرية، ومعاناة مجتمعات بأَسْرها، فتضر الحروب بالبُنْية التحتيَّة للبلاد، كما تؤثر سلبًا على الحياة الصحيَّة، والرعاية الطبيَّة المُقدَّمة، بالإضافة إلى تأثُّر مستويات النظافة التي قد يَنْجُم عنها انتشار الأوبئة، كما تتأثر أيضًا منظومة النقل والكهرباء، وغيرها من الخدمات.
النزاع المُسلَّح في السودان:
كان السودان – وما يزال – على الرغم من دعاوى السلام الكثيرة، والمؤتمرات التي تُعقَد هنا وهناك للمِّ الشمل، وعدم تشتيته في نزاعات لا تُجْدي، مَرْتعًا للحروب الكبيرة والصغيرة على حدٍّ سواء، تلك التي تنشأ بين قبيلتين، وبين قبائل عدَّة، وأخيرًا بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وأظنُّ أن السودان من الدول التي يمكن تصنيفها كدولة «مَحرَبة»، أو أريد لها أن تظلَّ هكذا، تنهض من حرب لتواجه حربًا أخرى.
يأتي القتال في السودان في أعقاب أسابيع من التوترات بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية فيما يرتبط بإصلاح قوات الأمن خلال المفاوضات لتشكيل حكومة انتقالية جديدة، وأطاحت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية معًا بالحكومة الانتقالية السودانية في أكتوبر 2021م.
ضحايا النزاع المُسلَّح:
كشفت نقابة أطباء السودان عن أحدث إحصائيَّة لضحايا الاشتباكات في السودان بعد مرور خمسة أيام من النزاع المُسلَّح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وصرَّحت نقابة الأطباء أن عدد الوفيات وصل إلى (174 حالة وفاة)، بينما وصل عدد المصابين إلى نحو (1041 مصابًا)، فيما صرَّح في اليوم التالي أيضًا المدير العام لمنظمة الصحة العالميَّة )تيدروس غيبريسوس( أن (270 شخصًا) على الأقل قُتِلُوا، وأُصِيبَ أكثر من (2600) آخرين جرَّاء تلك الأحداث وَفْق ما ذكرت وكالة (أسوشيتد برس)، كما يُعتَقد أن عدد القتلى الحقيقي يتجاوز هذا العدد بكثير، حيث يتعذَّر الوصول إلى الجثث في الشوارع بسبب كثافة الاشتباكات.
إرشادات السلامة:
تتسبَّب النزاعات المُسلَّحة في حدوث إصابات حادَّة للمواطنين والعسكريين، والتي قد تُسبِّب حالات عديدة من الإعاقة إلى جانب تأثُّر الصحة النفسية لدى الجميع، ناهيك عن الوفيات المباشرة، وهذه الأخطار لا يمكن تجنُّبها أو الحد من الخسائر التي تَنجُم عنها، إلا إذا اتُّخذت الاستعدادات اللازمة لمواجهتها مُسْبقًا. ونستعرض سويًّا خلال الأسطر القادمة من المقال أهم إرشادات السلامة للتعامل مع مخاطر تلك النزاعات والقصف الحادث خلالها.
إرشادات السلامة والأمان عند التواجد في مكان يتعرَّض للقصف:
- الهدوء أهمُّ ما يجب التحلِّي به عند التواجد في مكان القصف.
- عدم التواجد بالقرب من النوافذ والأبواب.
- ضرورة فتح النوافذ لتجنُّب تكسيرها بفعل ضغط الهواء الناتج عن القصف.
- الاحتماء في الأماكن الأكثر أمنًا في البناء؛ مثل: الطوابق المنخفضة.
- الابتعاد عن الأجزاء المُنْهارة في البناء (جدران أو أسقف).
- استخدام مخارج الطوارئ عند اللُّزوم.
- يجب عدم استخدام المصاعد الكهربائيَّة.
- حماية الرأس والعينين والأذنين بالطريقة الصحيحة عن طريق إحاطة الرأس باليدين.
- عند استشعار وجود مواد كيميائيَّة، يجب ارتداء القناع الواقي على الفور، أو الطرق البديلة للحماية (كمامات الفحم، المناشف المُبلَّلة بالماء).
- في حال وجود أدخنةٍ ناجمةٍ عن الانفجار، فمن الأفضل تجنُّبها قدر الإمكان، فَإنْ لم يكن، فينبغي التنفُّس من خلال قطعة قماش مُبلَّلة بالماء، مع تغطية الوجه والعينين لتجنُّب أي أضرار قد تنتج.
- محاولة إطفاء الحريق إذا كان في الاستطاعة، من خلال استخدام أدوات إخماد الحريق المتوافرة في المكان.
- يجب عدم مغادرة مكان الاختباء أثناء القصف.
إرشادات السلامة أثناء ركوب السيارة وقت النزاع:
- يعتبر استخدام السيارة وسيلةً مهمةً للهروب من مناطق الخطر إلى مناطق أخرى أكثر أمانًا، فلا تتردد في استخدامها.
- يجب عدم التحرُّك بالسيارة ومغادرة المكان قبل التأكُّد من خُلوِّ المنطقة من القصف، فيجب عدم التحرُّك بالسيارة أثناء عمليَّة القصف.
- يجب عدم الذَّهاب إلى المناطق التي تمَّ استهدافها مُسْبقًا.
- عند مشاهدة غارة جويَّة أو قصف قريب:
– يجب التوقُّف، وركن السيارة في مكان آمن ومحمي قريب مع فتح نوافذها، وإيقاف مُحرِّك السيارة.
– يجب النزول وترك السيارة، والابتعاد عنها، والاستلقاء على الأرض بجهة معاكسة لمصدر صوت الانفجار.
- في حال التعرُّض للإصابة، يجب تقديم الإسعافات الأوليَّة على الفور.
إرشادات السلامة في حال السير على الأقدام وقت النزاع:
- يجب الابتعاد عن مكان القصف، ومغادرة منطقة الخطر إلى مكان أكثر أمنًا.
- تجنُّب التجمُّعات، وضرورة الابتعاد عن الأماكن المكشوفة.
- يجب الابتعاد عن المباني والجدران ضعيفة البنية، أو التي على وشك الانهيار.
- في حال وجود قصفٍ، يجب تنفيذ وضع الاستلقاء على الأرض مباشرة مع محاولة الوصول زحفًا إلى أقرب مكان آمن.
- من الضروري حماية الرأس والعينين والأذنين بالطريقة الصحيحة عن طريق إحاطة الرأس باليدين.
- إغلاق العينين، وعدم النظر إلى الأجسام المتفجرة أثناء انفجارها لتجنُّب الأضرار التي قد تؤثر على العينين من وميضٍ ولهبٍ.
- عدم التقاط أي جسم غريب موجود على الأرض لاحتمال أن يكون مادةً، أو أداةً قابلةً للانفجار.
- الابتعاد عن أبراج الكهرباء ذات الجهد العالي، أو خزانات الوقود، أو مُولِّدات الأكسجين؛ تفاديًا لانفجارها في أي لحظة.
خاتمة:
في ختام هذا المقال نتوجَّه جميعًا إلى الله بالدعاء في هذه الأيام المباركة بأن يحفظ أشقَّاءنا السودانيين، ويحقن دماءهم، ويُجنِّب بلادهم الفتن والصراعات.