الزلازل هي حوادث طبيعية مفاجئة قد تسبب خسائر بشرية ومادية جسيمة إذا لم تُطبق إجراءات السلامة المناسبة. لذلك، يعد الإعداد المسبق والتصرف الصحيح أثناء حدوث الزلزال أمراً ضرورياً للحد من الإصابات والخسائر.
السلامة قبل الزلزال
- إعداد خطة طوارئ مكتوبة تشمل تحديد أماكن آمنة داخل المباني مثل تحت الطاولات الصلبة أو المداخل الداخلية البعيدة عن النوافذ.
- التحقق من سلامة الهيكل البنائي للمبنى ومعالجة أي نقاط ضعف، وخاصة في المباني القديمة، مع إمكانية تطبيق تدعيمات مقاومة للزلازل.
- تدريب الأفراد على خطة الإخلاء والإجراءات الواجب اتباعها أثناء وبعد الزلزال.
- تجهيز حقيبة طوارئ تحتوي على مياه، مواد غذائية غير قابلة للتلف، أدوات إسعاف أولي، مصابيح يدوية، وأدوات اتصال.
إجراءات السلامة أثناء الزلزال
-
- اتباع قاعدة “انخفض، غطِّ، وتمسك” (Drop, Cover, and Hold On):
- الانخفاض إلى أرض على اليدين والركبتين.
- تغطية الرأس والرقبة بالذراعين.
- التمسك بشيء صلب كالطاولة حتى يتوقف الارتجاج.
- الابتعاد عن النوافذ والأبواب الخارجية والأشياء التي قد تسقط.
- عدم محاولة الخروج أثناء الهزات.
- اتباع قاعدة “انخفض، غطِّ، وتمسك” (Drop, Cover, and Hold On):
- إذا كنت خارجاً، ابتعد عن المباني وخطوط الكهرباء وأي أشياء قد تنهار.
بعد الزلزال
- التأكد من سلامتك ومن حولك.
- تفقد وجود أي إصابات وطلب المساعدة إذا لزم الأمر.
- الحذر من الغاز المسرب أو الحرائق.
- اتباع خطة الإخلاء المنظمة والتوجه إلى نقاط التجمع المحددة سلفاً.
أهم الزلازل التي حدثت مؤخراً وكيفية التعامل معها باحدث التقنيات
شهدت السنوات الأخيرة عدة زلازل قوية ومدمرة في مناطق مختلفة من العالم، من أهمها:
- زلزال ميانمار في 28 مارس 2025 بقوة 7.7 درجة، تسبب في انهيار مبانٍ عديدة في مدينة ماندالاي، وأدى إلى حالة طوارئ وعمليات إنقاذ واسعة النطاق مع استخدام فرق البحث والإنقاذ للتقنيات الحديثة وأدوات الكشف عن ناجين تحت الأنقاض، كما تأثرت مناطق مجاورة مثل العاصمة التايلاندية بانكوك.
- في 27 أكتوبر 2025، وقع زلزال بقوة 6.1 درجة في منطقة سندرغي بغرب تركيا، وتم التعامل معه عبر فرق الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) التي نشرت آلاف الأفراد والمركبات وفرق الكلاب للبحث والإنقاذ.
- زلزال بقوة 7.3 درجة هز الفلبين في أكتوبر 2025، حيث استخدمت فرق الطوارئ تقنيات تحليل الأضرار عبر الصور الجوية والطائرات بدون طيار لتحديد المناطق الأكثر تضرراً وسرعة الاستجابة.
- زلازل أخرى قوية في مناطق مثل التبت وأواكساكا والمحيط الكاريبي من 2020 حتى 2025، مع تطبيق ممارسات الطوارئ الحديثة كالإنذار المبكر، التدريب على الإخلاء، واستخدام التكنولوجيا في البحث عن الناجين.
كيفية التعامل مع هذه الزلازل باستخدام أحدث التقنيات:
- أنظمة الإنذار المبكر: تستخدم الشبكات الزلزالية الإلكترونية الحديثة وأجهزة قياس الاهتزازات ونماذج الذكاء الاصطناعي لتحديد موقع مركز الزلزال وتوفير إنذار قبل وصول الهزات إلى المناطق الحضرية، مما يوفر ثوانٍ حاسمة للحماية.
- الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني: تحليل سريع للصور الفضائية وتقنيات الاستشعار عن بعد لتحديد extent الأضرار بدقة، مما يساعد في توجيه فرق الإنقاذ وتحديد المناطق الأكثر تضرراً في وقت قياسي.
- التواصل والإنقاذ الذكي: استخدام تطبيقات الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي لتبادل المعلومات الحية وحشد الموارد، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار (الدرون) في استكشاف المواقع الخطرة.
- تحليل البيانات ثلاثية الأبعاد: في اليابان مثلاً، تستخدم تكنولوجيا متقدمة لتحليل مخاطر التسييل الأرضي (liquefaction) بالتزامن مع بيانات الهزات الحية لتحسين استجابة السلطات وتقليل الأضرار المستقبلية.
- تثبيت المباني والخرسانة المقاومة للزلازل: تنفيذ مشاريع تدعيم للمباني في المناطق عالية المخاطر، إلى جانب قوانين بناء أكثر صرامة للحد من الانهيارات المستقبلية.
تجارب الزلازل الحديثة تؤكد أهمية الدمج بين التخطيط الهندسي المتقدم، والتكنولوجيا الحديثة، واستجابة الطوارئ السريعة للحد من الأضرار وحماية الأرواح.
أهمية التخطيط والسلامة من الزلازل في أماكن العمل
تشير دراسات إلى أن 75% من الشركات قد تفشل إذا لم تكن مجهزة بخطة لاستمرارية العمل في حالات الطوارئ مثل الزلازل. لذلك:
- يجب على أماكن العمل توفير تدريبات فورية ومستمرة.
- تأمين المعدات والأجهزة الحساسة وتقوية البنية التحتية.
تطبيق معايير السلامة المهنية وأدلة OSHA وFEMA.
متطلبات ومعايير OSHA للسلامة المهنية أثناء الزلازل:
- توفير معدات الحماية الشخصية مثل الخوذ، القفازات، وأحزمة الأمان.
- تقييم وتحليل المخاطر الدورية لتحديد مصادر الخطر وإعداد تقارير حوادث تفصيلية.
- وضع خطط عمل شاملة تحدد إجراءات الوقاية من مخاطر السقوط، خاصة في مواقع البناء والعمل على ارتفاعات.
- توفير أنظمة حماية متخصصة لمنع السقوط مثل درابزينات، شبكات أمان، وأنظمة إيقاف سقوط شخصية.
- تدريب العاملين على استخدام معدات الحماية الشخصية والتصرفات الآمنة وقت الزلازل.
- وجود خطة إخلاء واضحة مع تنظيم تدريبات عملية دورية.
- صيانة المعدات والأنظمة الوقائية بانتظام لضمان عملها بكفاءة أثناء الطوارئ.
إرشادات FEMA للتعامل مع الزلازل:
- إعداد وتحديث خطط الطوارئ الخاصة بالمباني والمنشآت تشمل عمليات الإخلاء، التواصل، والإسعاف.
- تصميم الأبنية والهياكل لتكون مقاومة للزلازل بناءً على معايير التصميم الهندسي.
- تثبيت المعدات والأثاث الثقيل لمنع سقوطهم خلال الزلازل.
- توعية وتدريب السكان والعاملين على إجراءات السلامة الشخصية أثناء وأبعد الزلزال.
- استخدام تقنيات وأدوات الإنذار المبكر والتنبيه السريع للسكان.
- الاستجابة السريعة المنظمة مع فرق الطوارئ والإنقاذ لتقليل الإصابات والخسائر.
قوانين ومعايير دولية شائعة
الكود الدولي للبناء (IBC): يحتوي على متطلبات تصميم زلزالي محددة يجب الالتزام بها حسب مستوى النشاط الزلزالي في المنطقة.
- المواصفة الأمريكية ANSI/AISC 341: تستخدم لتقوية وتدعيم الهياكل الفولاذية المقاومة للزلازل.
- معايير Eurocode 8: توضح تصميم المنشآت في مناطق معرضة للزلازل في أوروبا.
- كود البناء التركي TBC: يجمع بين قواعد التصميم والتشييد مقاوم للزلازل، مع تحديثات دورية حسب المخاطر الزلزالية التركية.
أهم بيانات الوفيات والأضرار الناتجة عن زلازل 2025
- زلزال ميانمار (7.7 درجة) في مارس 2025: عدد القتلى تجاوز 1000 شخص، مع احتمالية وصول العدد بين 10,000 و100,000 قتيل حسب المسح الجيولوجي الأمريكي. كما أصيب الآلاف وتسبب الزلزال في أضرار اقتصادية هائلة، مع تدمير كبير للبنية التحتية في ماندالاي والمناطق المجاورة.
- زلزال التبت 2025: أدى إلى مقتل 126 شخصاً وإصابة 188 آخرين، مع انهيار أكثر من 3600 منزل وتضرر الطرق الوطنية والإقليمية.
- زلزال أفغانستان أغسطس-سبتمبر 2025: تسبب بأكثر من 800 وفاة وأكثر من 4000 إصابة، مع تسجيل أضرار واسعة في المناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها، مما استدعى ضخ مساعدات مالية وعينية كبرى من الأمم المتحدة ومنظمات دولية.
- زلزال الفلبين 6.9 درجة في سبتمبر 2025: أدى إلى مقتل حوالي 60 شخصاً وإصابة العديد، مع أضرار واسعة في الساحل الأوسط للبلاد، وقد تواصلت عمليات الإنقاذ والإغاثة رغم صعوبة المناطق المتضررة.
ومن خلال تطبيق معايير السلامة الهندسية والاشتراطات المهنية، وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر، إلى جانب رفع مستوى الوعي والتدريب المستمر، يمكن للمجتمعات أن تواجه هذه التحديات بشكل أكثر فاعلية. كما أن التعاون الدولي وتبادل الخبرات والموارد يساهمان في تعزيز قدرة الاستجابة الطارئة وإعادة الإعمار. في النهاية، تبقى الوقاية والتأهب المستمران السبيل الأمثل للحفاظ على الأرواح والممتلكات أمام زلازل المستقبل.
المصادر
https://www.usgs.gov/programs/earthquake-hazards
https://www.ndma.gov.pk/storage/guidelines/March2025/1AnQbXaJH0B5zL8p9Q3i.pdf
https://www.jenosize.com/en/ideas/futurist/japan-ai-earthquake-disaster-response
https://ksa-iso.com/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B4%D8%A7-osha/
