لقد أسهم (المعهد العربي لعلوم السلامة) في رفع مستويات الاستعداد للأزمات لدى الكثيرين في الوطن العربي، بالإضافة إلى دوره الكبير في نشر ثقافة علوم السلامة في الوطن العربي، حيث ساعد على توعية المواطن العربي، ومساعدة المهتمين بمجال علوم السلامة من خلال تزويدهم بالمقالات عن طريق (مجلة السلامة العربية)، إضافةً إلى إحداثه مسابقة السلامة العربية التي ينظمها كل عام، وهي الآن في نسختها الثالثة؛ حيث فتحت المجال لجميع المبتكرين والمبدعين من الوطن العربي لعرض أفكارهم وابتكاراتهم.
والسلامة المهنية تخلق فرصًا جديدةً، فبدلًا من مجرد رؤية السلامة المهنية على أنها مخاطر وتكاليف يجب التحكُّم فيها وتحديدها، ومن ثَم تبنِّيها كفرصة غير مستغلة؛ حيث إنَّ السلامة مسؤولية الجميع، وعلى الجميع دون استثناءٍ تطبيقها ليس فقط للحفاظ على نفسه، ولكن للحفاظ على الآخرين أيضًا، فليس هناك سياسة في مجتمع أفضل من متابعة صحة وسلامة شعبها، ومن المهم الاعتراف أن السلامة والصحة المهنية تعملان دائمًا جنبًا إلى جنب.
وأعتقد أن أفضل طريقة لمنع الحوادث ومخاطر الصحة المهنية هي مرحلة التصميم نفسها من خلال دمج أفضل الممارسات، وتكوين عمليات العمل، إذ لا يستطيع الأشخاص الرد على الضرر الذي لا يمكنهم رؤيته على الفور.
مثال: ضفدع الماء المغلي: إذا قمت بتسخين ضفدع في كوب من الماء، فسوف يموت تدريجيًّا؛ لأنه يصبح راضيًا، ولكن إذا رميت ضفدعًا في كوب من الماء المغلي، فسوف يقفز على الفور؛ لذلك أجد أن من أهم المشاكل والتحديات التي تواجه مجال السلامة في الوطن العربي هي:
- عقليَّة القيادة، والتزام المنظمة.
- نهج دورة الحياة في الاستثمار في البنية التحتية وأنظمة الإدارة.
- التوعية والتعليم والتدريب.
- الإطار التنظيمي والامتثال.
- استخدام التكنولوجيا كعامل تمكين استراتيجي.
ويمكن للخطوات الصغيرة المُتَّخذة بشكل استباقي أن تُحْبط حوادث السلامة ذات الأبعاد الملحميَّة؛ لذلك يجب على المنظمات والمصانع… إلخ الحفاظ على سلامة الموظفين والعاملين في مكان العمل، وتطبيق إجراءات وقائيَّة لحمايتهم؛ كي يشعر العامل أو الموظف أنه يعمل في بيئة آمنة، ويكون قادرًا على العمل والإنتاج بشكل أفضل؛ إذ إنَّ الثقافة المُتَداوَلة حول أهمية هذه الإجراءات لا زالت بعيدةً عن الثقافة العامة لدى المواطنين، ومن هنا يأتـي دورنا نحن خبراء السلامة في المساعدة على تثقيف العاملين وأصحاب العمل حول إجراءات الأمن والسلامة والصحة المهنية.
د/ فاتن حسن شيره
الخبرات والتعليم:
- ماجستير إدارة الجودة الشاملة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا.
- بكالوريوس آداب وتربية دراسات إسلامية، جامعة الملك عبدالعزيز – كلية التربية (جامعة المدينة المنورة).
- مُقيِّم معتمد لأداء مركز شمل المدينة لدار مسارات للدراسات والتطوير.
- مديرة مشروع جوائز التميز، ومنسقة جائزة حمدان بن راشد بتعليم المدينة.
- إعداد دليل إجرائي لمنسقي ومنسقات جائزة التعليم للتميز.
- مشرفة بإدارة الجودة الشاملة/ رئيسة قسم الجودة التربوية بتعليم المدينة.
- مُحكِّم لجائزة التعليم للتميز وجائزة حمدان للأداء التعليمي.
- مُحكِّم لمسابقة السلامة العربية.
- عضو في فريق إعداد دليل إجرائي لمنسقي ومنسقات نظام المقررات.
- مؤسسة ومنسقة نظام المقررات بالمدينة المنورة.