في ظل تراكم البلاستيك الدقيق في أعضاء جسم الإنسان، بما في ذلك الدماغ والكبد والكلى والخصيتين وحتى حليب الأم، يبرز التلوث البلاستيكي كأحد أخطر التحديات الصحية والبيئية في عصرنا. يدخل البلاستيك الدقيق أجسامنا عبر الهواء والماء والطعام، مما يثير مخاوف كبيرة حول تأثيراته الصحية، خصوصاً على الدماغ حيث وجدت دراسات حديثة تراكمات تصل إلى ما يعادل ملعقة بلاستيك دقيقة في أدمغة البشر، مع ارتباط محتمل باضطرابات إدراكية مثل الخرف.
البلاستيك الدقيق وتأثيره
- البلاستيك الدقيق (Microplastics) هو جزيئات بلاستيكية صغيرة جداً تنتج عن تحلل المواد البلاستيكية المستخدمة يومياً مثل عبوات الطعام وزجاجات المياه والملابس الاصطناعية.
- هذه الجسيمات تتسلل إلى البيئة وتدخل الجسم البشري، حيث تم اكتشافها في الدم، الرئة، المشيمة، وحتى في الدماغ.
- الدراسات تشير إلى أن البلاستيك الدقيق قد يعبر حاجز الدم في المخ، ربما بسبب تفاعله مع الدهون العالية في الدماغ، مما قد يؤدي إلى التهاب وتغيرات سلوكية كما لوحظ في تجارب على الفئران.

- تراكم البلاستيك في الدماغ يزيد مع الوقت، وقد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الأمراض التنكسية العصبية، رغم الحاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد الآثار الكاملة.
المعاهدة العالمية للبلاستيك: فرصة لإنهاء التلوث
في أغسطس 2025، سيجتمع قادة العالم لمناقشة معاهدة عالمية طموحة وملزمة قانونياً تهدف إلى الحد من التلوث البلاستيكي بشكل جذري. هذه المعاهدة تسعى إلى:
- تقليل إنتاج البلاستيك في المقام الأول، خاصة البلاستيك ذو الاستخدام الواحد.
- تنظيم دورة حياة البلاستيك من الاستخراج إلى التخلص، بما في ذلك تقليل إنتاجه، تحسين إعادة التدوير، ومنع تراكمه في البيئة.
- حماية صحة الإنسان والأنظمة البيئية من الأضرار التي يسببها التلوث البلاستيكي.
- تنفيذ أهداف استراتيجية مثل تقييد الاستهلاك وتمكين الاقتصاد الدائري وتحسين إدارة النفايات البلاستيكية.
تأتي هذه المبادرة في ظل تحذيرات من منظمات دولية وأبحاث علمية تؤكد أن البلاستيك لم يعد مجرد مشكلة بيئية بل تهديد صحي مباشر يتطلب إجراءات دولية صارمة.
كيف يمكن للأفراد المساهمة؟
- التوقيع على العريضة الداعمة للمعاهدة العالمية للبلاستيك.
- تقليل استخدام البلاستيك في الحياة اليومية، خاصة المنتجات ذات الاستخدام الواحد.
- اتباع ممارسات تقلل التعرض للبلاستيك الدقيق مثل غسل اليدين قبل الأكل، تجنب تسخين الطعام في حاويات بلاستيكية، واختيار الأطعمة الطازجة والطبيعية.
هذه المعاهدة تمثل فرصة ذهبية لتغيير الواقع الحالي الذي يشهد تراكم البلاستيك في أجسامنا وبيئتنا، وهي خطوة ضرورية لحماية صحتنا ومستقبل كوكبنا.