مقالات المجلة

حريق المنقف بالكويت

مقدمة:

حريق المنقف هو حريقٌ اندلع في مبنًى سكنيٍّ في منطقة المنقف بالكويت بمحافظة الأحمدي، جنوب الكويت؛ ممَّا أدَّى إلى مقتل ما لا يقل عن (50 شخصًا)، وأغلبيَّة الضحايا الذين كانوا نائمين في ذلك الوقت، لَقَوا حَتْفهم بسبب استنشاق الدخان، بينما تعرَّض آخرون لإصابات خطيرة جرَّاء السقوط.

وقال اللِّواء عيد راشد من وزارة الداخلية الكويتية، حسبما نقل موقع (القبس) الكويتي: إنه تمَّ التوجُّه إلى حادث حريق الكويت، وتشكيل فريق من المطافئ، والطب الشرعي؛ للتعرُّف على الوفيات والمصابين. 

كما قامت الوزارة بتشكيل فِرَقٍ طبيَّة متخصصة لمتابعة حالات المصابين، وأشارت إلى أن الوزارة تتابع عن كَثَب حالة المصابين، وتُنسِّق مع المستشفيات المَعْنيَّة والجهات المَعْنيَّة في البلاد لتوفير الاحتياجات الضرورية كافة، ولضمان تقديم أفضل الخدمات العلاجية، كما قامت الوزارة بتشكيل فِرَقٍ طبيَّة متخصصة لمتابعة حالات المصابين، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم ولذويهم.

أسباب الحادث:

أعلنت قوَّة الإطفاء العام الكويتية أنَّ سبب اندلاع حريق المنقف: ماس كهربائي، مشيرةً إلى أن بداية اندلاعِهِ كانت في غرفة الحارس.

وأشارت إلى أنه تَبيَّن بعد إتمام إجراءات المُعَاينة الفنية من قِبَلِ المختصين بإدارة التحقيقات أنَّ منطقة بداية اندلاع الحريق في غرفة الحارس بالطابق الأرضي؛ حيث جاءت نتائج التحقيق أنَّ سبب الحريق ناتج عن ماس كهربائي.

النتائج المتـرتِّبة على الحادث:

  • تمَّ تكليف رؤساء القطاعات المَعْنيَّة بتشكيل فِرَق حملات رقابيَّة فوريَّة من إدارات التَّدقيق والمتابعة الهندسيَّة، وفِرَق الطوارئ والتدخُّل السريع، وأقسام إزالة المخالفات للتَّفتيش على العقارات بالتَّنسيق مع وزارة الداخلية، والإدارة العامَّة للإطفاء، واتِّخاذ اللازم بصورة فوريَّة حِيَالَ أي تجاوزات أو مخالفات.
  • وأمهل (الشيخ فهد اليوسف) أصحاب العقارات المخالفة حتى صباح اليوم التالي لإزالة أي مخالفات، وإلَّا سيجدون البلدية وفِرَق الإزالة موجودة، والإزالات ستعمل في كلِّ مخالفة، ودون إنذارٍ.
  • وأعلن (اليوسف) خلال تفقُّده موقع حريق المنقف أنَّ الهيئة العامة للقوى العاملة ستتحرَّك أيضًا فيما يخصُّ تكدُّس العمالة.
  • وكشف أنه سيتمُّ التحفُّظ على صاحب العقار الَّذي وقع فيه الحريق للتحقيق، ومعرفة ما إذا كان هناك أي تقصير أو إهمال.

أسباب ارتفاع عدد الوفيات:

ومن جانب آخر: كَشَف مدير العلاقات العامَّة في قوة الإطفاء العام العميد/ محمد الغريب، لصحيفة «الراي» الكويتية إنَّ الحريق اندلَع في مبنًى عبارة عن سكن عمال مكتظٍّ، حيث تلقَّت الإطفاء بلاغًا عنه في الرابعة والثلث فجرًا، وتمَّت السيطرة على الحريق في وقتٍ قياسيٍّ.

وأضاف: أنَّ غالبيَّة حالات الوفاة نتجت عن الاختناق من الدخان خلال النَّوم، وتمَّ إخلاء عددٍ كبيرٍ من قاطني العمارة، لافتًا إلى أن الحريق تمَّت السيطرة عليه في غضون (10 دقائق).

ومن جانبه، أوضح مدير إدارة تحقيق حوادث الحريق في قوَّة الإطفاء العام بالكويت العقيد/ سيِّد حسن الموسوي، أنَّ أسباب ارتفاع أعداد الوفيات في حريق المنقف ترجع إلى وجود قواطع من مواد سريعة الاشتعال بين الشقق والغرف، وأيضًا إغلاق سطح البناية، وهو ما لم يُمكِّن أعدادًا من الوافدين من الهرب.

وقال مصدرٌ أمنيٌّ كويتيٌّ: إنَّ العمارة كانت تُسْتخدم كسكنٍ للعمال، وتمَّ إنقاذ عشرات العمال من الحريق، وهناك وفيات كثيرة حدثت نتيجة الاختناق من الدُّخان، لافتًا إلى أنَّ العمال كانوا يقيمون بشكلٍ عشوائيٍّ ومُكثَّفٍ في البناية، وداخل ممرَّات الطوارئ؛ ممَّا زاد عدد الوفيات.

ومع انتشار الصور القادمة من موقع الحريق، شهد الشارع الكويتيُّ حالةً من الصدمة والحزن؛ إذ أظهرت مقاطع فيديو خروج ألسنة اللَّهب والدخان من المبنى، مع محاولة العديد من السُّكان القفز من النوافذ؛ طلبًا للنجاة، وهربًا من لهيب النيران، أو اختناقات الدخان.

وتعليقًا على الفاجعة، قال أحد المُغرِّدين: «إنَّ كارثة حريق بناية المنقف هي امتداد لمنهج التَّعديات والتَّجاوزات في البلد، والجشع والطمع عند المُلَّاك وأصحاب البنايات، وعدم الالتزام بالقانون، واشتراطات الأمان والمتانة والسلامة، ومن الحادثة يجب التعلُّم، والإسراع في تشديد الإجراءات، ومحاسبة مَنْ تسبَّب في هذه الكارثة الإنسانيَّة الكبيرة؛ حيث وصل عدد الضحايا لأكثر من (50 حالة وفاة).

تعليق مُمثِّل (المعهد العربي لعلوم السلامة) في الكويت، م/ عبد الله حمود الغريب عن الحادث:

«إنَّ الأصل في السلامة في المنشآت السكنيَّة أن الطابق الأرضي يكون مغلقًا أو غير مغلق بالكامل، وألَّا يحتوي على كثيرٍ من الغرف باستثناء غرفة الحارس، وبالنِّسبة للمحالِّ التجارية: أن تكون بعيدةً كلَّ البُعْد عن الشقق السكنية، في حين أن حدوث أيِّ حادث بالمحالِّ يتمُّ التصرُّف معه بعيدًا عن الشقق السكنية، ويجب الاهتمام بإجراءات السلامة ابتداءً من قوَّة الإطفاء العامة، وأجهزة الكشف عن الدخان، وطفَّايات الحريق، والدراية بأنواع الحرائق، وطرق الإطفاء المناسبة لها، وتجهيز صندوق الإسعافات، والتدريب للتعامل معها من قِبَلِ السُّكَّان والأُسَر». 

ما أسباب حريق الماس الكهربائي؟

يُمْكن أن يقع حادث حريق لمجموعةٍ مُتَنوِّعةٍ من الأسباب، ولكن الماس الكهربائي هو السَّبب الأكثر شيوعًا، والماس الكهربائي هو اتِّصال غير طبيعي بين عُقْدتين من الدائرة الكهربائية التي يُقْصَد بها أن تكون بجهدٍ مختلفٍ، أولًا: تُسبِّب الدائرة الكهربائية (ماس كهربائي) الحمل الزائد الحالي. ثانيًا: هذا الحمل الزَّائد يُسبِّب حرارةً عاليةً، وأخيرًا: تزيد هذه الحرارة المرتفعة من درجة حرارة المواد المحيطة حتى تصل درجة الحرارة إلى نقطة تشتعل فيها النِّيران كما هو واضح، ويمكن أن تتسبَّب الدوائر القصيرة في أضرار جسيمة وحريق، وانفجارات صغيرة النِّطاق، وفي الواقع تُعدُّ الدوائر القصيرة أحد الأسباب الرئيسة للحرائق الهيكلية في جميع أنحاء العالم.

كيفيَّة تجنُّب حرائق الماس الكهربائي في المبانـي السكنيَّة:

  • تثبيت الصِّمامات أو قواطع الدائرة:

صندوق الصِّمامات أو قاطع الدائرة هو الحماية من الماس الكهربائي للنظام الكهربائي، وتنطلق هذه المُكوِّنات الكهربائيَّة وتُغْلق الدائرة عندما يكون هناك زيادة كهربائية غير مستقرَّة، أو حمل زائد؛ ممَّا يؤدِّي إلى مقاطعة تدفُّق التيار، وبالتالي: فإنَّ تركيب الصِّمامات أو قواطع الدائرة هو الخطوة الأولى لتجنُّب الدوائر القصيرة.

  • إصلاح الأسلاك المكشوفة أو التالفة:

من الضروري القيام بإصلاح أي أسلاك تالفة أو مكشوفة تحتاج إلى عزلٍ أو إصلاحٍ، والأسلاك المكشوفة عُرْضة للدوائر القصيرة؛ حيث يمكن أن تتلامس نهاياتها الموصلة مع بعضها البعض، وتَأكَّدْ من استخدام المواد الصناعية (مثل: الألياف الزجاجية، والبوليسترين، والبلاستيك، وما إلى ذلك)، للعزل.

  • لا تُفْـرط في تحميل الدوائر:

 كلُّ دائرة لها قدرة تحمُّل، وعندما يتمُّ سحب الكثير من الطاقة من دائرة مُعيَّنة، فإنَّها غالبًا ما تُفْرط في التحميل الزائد لسوء الحظ، ويمكن أن يؤدِّي هذا أيضًا إلى حدوث ماس كهربائي؛ لذا امْتَنِـعْ عن توصيل الكثير من الأجهزة بمأخذٍ واحدٍ.

  • انتبه للكابلات المخفيَّة: 

إدارة الكابلات بشكلٍ غير ملائمٍ؛ حيث يتمُّ ثَـنْي جميع الكابلات والأسلاك تحت السجاد، أو خلف واجهات العرض، وهو سببٌ آخر لقصر الدائرة، وهذا يؤدِّي إلى إنشاء مناطق كثيفة مليئة بالكابلات؛ ممَّا يؤدي إلى تآكل هذه الكابلات وتمزيقها بمرور الوقت دون أن تلاحظ التَّلف.

  • افصل الإلكترونيَّات والأجهزة عندما لا تكون قَيْد الاستخدام:

لا يزال معظم الأجهزة الإلكترونيَّة تستمدُّ الحدَّ الأدنى من الطاقة من المنافذ حتى عند إيقاف تشغيلها، وعدم استخدامها، ومن ثَمَّ لتجنُّب حدوث ماس كهربائي من الحكمة فَصْل جميع الأجهزة والأجهزة الكهربائية عن منافذها الخاصَّة عندما لا تكون قَيْد الاستخدام، وتشمل: (السخَّانات، والمحامص، وأفران الميكروويف، والأفران، والثلاجات، ومكيِّفات الهواء، وأجهزة التلفزيون، وأجهزة الكمبيوتر… إلخ).

  • تَحقَّقْ من الأجهزة بشكلٍ دوريٍّ: 

تَحقَّقْ من جميع الأجهزة الكهربائية (مثل: الثلَّاجات، ومُكيِّفات الهواء)، قبل استخدامها، ويمكن أن تؤدِّي الدوائر أو الأسلاك المَعِيبة في الجهاز إلى ماس كهربائي.

كيفيَّة الحماية من الاختناق من حرائق الماس الكهربائي:

يحدث الاختناق عندما يتمُّ استنشاق جسمٍ غريبٍ (مثل: الطعام، أو الأزرار، أو العملات المعدنية، أو أجزاء اللُّعبة، أو جزيئات من الرَّماد المعلَّق في الهواء، ويسدُّ مجرى الهواء جزئيًّا أو كليًّا؛ ممَّا يمنع التنفُّس الكافـي).

وبعد دقيقة واحدة من اشتعال الحريق، يقال عمومًا: إنَّ هناك حاجةً إلى كوب ماء واحد فقط لإطفائه، وبعد دقيقتين: هناك حاجة إلى دلوٍ واحدٍ من الماء، وبعد ثلاث دقائق، يخرج الحريق عن السيطرة، ويمكن فقط لرجال الإطفاء أو الأشخاص المُدَرَّبين تدريبًا جيدًا التصرُّف لاحتواء الكارثة، ومع وضع ذلك في الاعتبار من الأهميَّة بمكان أن يكون لديك إمكانيَّة الهروب من المبنى في أسرع وقتٍ ممكن، وفي هذه الحالة تُعْتبر استراتيجية السلامة من الحرائق المُخطَّط لها مسبقًا ذات أهميَّة قصوى، ويمكن تركيب كاشفات اللَّهب والحريق والدخان في جميع المناطق لتَنْبيه الناس، والسماح لهم بالهروب خلال المرحلة الأولى من الحريق، ولكن بالنِّسبة لحريقٍ متطورٍ، يتمُّ إطلاق الدخان، ويمكن أن يُقلِّل من الرؤية، ولعلاج هذا: يتمُّ استخدام علامات  EXIT لمساعدة الناس في العثور على طريقهم للخروج، بالإضافة إلى ذلك، يتمُّ استخراج دخان التَّعمية والاختناق عَبْر أنظمة عادم الدخان، وفي جميع الحالات يجب توصيل الأجهزة بالنِّظام الكهربائي، والطريقة المعتادة هي استخدام كابل مقاوم للحريق لتمكين الاستمراريَّة الكهربائية حتى في ظروف الحريق القاسية.

مفهوم التركيب لدوائر السلامة:

يمكن إعداد تركيبات السَّلامة بطريقتين:

الأولى: تتكوَّن من وَضْع كابلات مقاومة للحريق مباشرةً داخل أنظمة إدارة الكابلات (الدَّرج، والسلالم، وما إلى ذلك)، مع وجود أداءٍ متساوٍ على الأقل من حيث النزاهة، ويتمُّ ذلك بسهولة عن طريق المجمعات القياسية.

الثانية: وهي أكثر تعقيدًا، ويتمُّ سَحْب الكابلات داخل أنظمة الحماية التي يتمُّ تصنيعها مسبقًا، أو بناؤها في الموقع، وهذه لها مَيْزة ضمان مقاومة الحريق حتَّى بالنسبة للكابلات القياسيَّة، ودرجة الحرارة الداخليَّة ليست أعلى من نقطة فشلها (>100 درجة مئوية)، ويمكن الوصول إلى هذه الخاصيَّة الخاصة -على سبيل المثال- باستخدام إضافات محدَّدة تُطْلق الماء عند تعرُّضها لدرجات حرارة عالية.

 وفيما يلي نصائح حول كيفيَّة التصرُّف والاستجابة له في حالة نشوب حريق:

  • ابْقَ هادئًا، ولا داعي للذُّعر أو الارتباك، ولا تصرخ أبدًا! 
  • انتقل بأمانٍ إلى أقرب مخرجِ حريقٍ.
  • تحسَّس أسطح الأبواب قبل الفتح.
  • الزحف للخروج إذا كان الدخان موجودًا في المنطقة.
  • اتَّبِـعْ تعليمات إدارة الإطفاء.
  • تذكَّر تعليمات  R.A.C. E و P.A.S.S.

R.A.C.E للسلامة من الحرائق، وهي الحروف الأولى من:

  • Rescue إنقاذ أي شخص في خطرٍ مباشرٍ. 
  • Activate تنشيط محطة سحب إنذار الحريق.
  • Contain احتواء النار.
  • Extinguish إطفاء الحريق إذا كان من الممكن ضمان سلامتك.

كيف تستخدم طفاية حريق؟ تذكر  PASS، وهي الحروف الأولى من:

  • Pull اسحب الدبوس. 
  • Aim تهدف إلى قاعدة النار.
  • Squeeze اضغط على المقابض معًا.
  •  Sweep اكتساح من جانبٍ إلى آخر.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *