مقدمة:
تُعدُّ ثقافة السلامة ركيزةً استراتيجية للمنطقة، وتؤكِّد على دورها الحاسم في أماكن العمل، وعَبْر القطاعين العام والخاص، وكحقٍّ أساسيٍّ من حقوق الإنسان، ويمتدُّ هذا الالتزام إلى ما وراء الحدود المحلية، حيث إنَّها تدفع النمو السريع، وتعكس المحادثاتُ والمؤتمراتُ العلمية المحيطة بالسلامة المهنية هذا الطموح، وتُسلِّط الضوء على التقدم الكبير في مختلف الجبهات، بما في ذلك الحد من الإصابات القابلة للتسجيل، وتحسين الامتثال، وتعزيز قدرات مهنة السلامة.
الوطن العربي والتقدُّم في مجال السلامة:
في الواقع، وعلى مدى السنوات السِّتِّ الماضية، شهد الوطن العربي تقدمًا كبيرًا في مجال السلامة، مع انخفاض ملحوظ في معدلات الإصابات والوفيات، وعلاوةً على ذلك شهد القطاع نموًّا كبيرًا؛ مما أدَّى إلى توليد فرص عمل جديدة، وتعزيز الاهتمام المتزايد.
ولدفع هذه الجهود إلى الأمام، تمَّ تحديد أهداف وغايات ملموسة، مع التعاون بين الوكالات الذي يُغذِّي المبادرات الاستراتيجية لتحسين السلامة المهنية، وتُعزِّز المناقشات المشاركة ضرورة تبادل أفضل الممارسات، وعمليات التوحيد للثقافات، وهذا سردٌ يعترف بأهمية التعلُّم من الحوادث، واتخاذ نَهْج قائم على المخاطر، وتطوير استراتيجية لمعالجة حوادث الإصابات الخطيرة والوفيات (SIF) بشكل استباقي.
وستُكْمل الاستراتيجيةُ العربيةُ للحدِّ من مخاطر الكوارث الجهودَ المستمرةَ التي تبذلها المؤسسات الفنية الوطنية والإقليمية والدولية للحدِّ من مخاطر الكوارث في المنطقة، وسوف يُركِّز الشُّركاء الذين ينفذون الاستراتيجية على نَهْج متعدد القطاعات للحد بشكل كبير من المخاطر في جميع أنحاء المنطقة العربية بحلول عام 2030، بما يتماشى مع الأولويَّات العالمية التي حدَّدها إطار (سنداي) للحد من مخاطر الكوارث 2015-2030، وأهداف التنمية المستدامة.
وتتطلَّع المؤسسات في القطاعين العام والخاص في الوقت الحالي لتحقيق مستويات عالية من الجودة والتميُّز في أدائها، حيث تُمثِّل هذه العناصر أساسًا حاسمًا في تعزيز مستوى الفعالية والكفاءة وجودة الخدمات، كما تعتبر جودة الأداء والتميُّز في المؤسسات العامة والخاصة عنصرًا حيويًّا لضمان تحقيق الأهداف التنموية الوطنية، وتطوير المجتمع.
أهمية فكرة عقد مؤتمرات السلامة في الوطن العربي:
تأتـي فكرة عَقْد المؤتمر العربي للسلامة في الأداء المُؤسَّسي لحرص الجهات المُنظِّمة على نَشْر ثقافة التميُّز في مختلف المؤسسات العاملة في القطاعين بالوطن العربي، ومتابعة أبرز التطوُّرات العالمية، والاستفادة من تطبيقات أفضل الممارسات في مجال التميُّز للارتقاء بمستوى المؤسسات الحكومية والخاصة على حدٍّ سواء، كما يعمل على بناء قدرات القيادات والموظفين من خلال توفير فرص مختلفة للتوعية والتدريب.
ويتطلَّع مُنظِّمو مؤتمرات السلامة للتميُّز في الأداء المؤسسي إلى تعزيز ثقافة التميُّز في القطاعين العام والخاص، والحث على مزيدٍ من التفاعل والتعاون بين المؤسسات، وتعظيم القيمة المضافة للمجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة.
كما يأتـي تنظيم المؤتمر بهدف تعزيز فرص التبادل المعرفـي مع نخبة من خبراء التميُّز في الوطن العربي لتجذير فَهْمٍ أعمق للمتغيرات المستقبلية، وتأثيرها على أداء المنظمات بمختلف أنواعها.
كما يسعى المؤتمر إلى استقطاب نخبة من الخبراء والمُتحدِّثين المعروفين عالميًّا في مجال التميُّز المؤسسي ليُقدِّموا خلاصة معارفهم وتجاربهم في مجال تطوير العمل في مؤسسات القطاعين العام والخاص.
ويُعتَبر مؤتمر السلامة في الوطن العربي للتميز حدثًا بارزًا كونه يتناول أهمية تحقيق التميُّز في مجال الأعمال كأحد المُحرِّكات الرئيسة للتنمية الاقتصادية، وتعزيز التنافسيَّة، وفرصة لتحديد معايير التميُّز؛ ممَّا يُسْهم في رفع مستوى الأداء، وتطوير القدرات التنافسيَّة.
الأهداف الرئيسة من عَقْد مؤتمرات علمية للسلامة في الوطن العربي، وبخاصة مؤتمر السلامة العربي:
- يهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات الإقليميَّة والدولية في مجال الجودة والتميُّز المؤسسي؛ ممَّا يُعزِّز التفاعل والتعاون بين الشركات والجهات ذات الخبرة، كما يهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الجودة والتميُّز في تحسين الخدمات والمنتجات.
- ويُشجِّع المؤتمر على تطوير استراتيجيات مستدامة وابتكارية، مع التركيز على تعزيز التحوُّل الرقمي والابتكار في جميع جوانب الأعمال.
- تُعتَبر رحلة التميُّز التي يسعى المؤتمر لنشرها أمرًا حيويًّا للمشاركين، خاصةً رُوَّاد القطاعين العام والخاص، ومديري الجودة والتميُّز فيهما، حيث سيوفر المؤتمر منصَّة استثنائية لتوجيه الأضواء نحو فَهْم أعمق للمسار الذي يجب اتِّخاذه لتحقيق التميُّز والابتكار.
ومن الفعاليات الهادفة التي تتضمَّنها مؤتمر السلامة العربي الخامس:
- الجلسات الحوارية للمسئولين والمتخصصين.
- أوراق عمل متحدثين وخبراء محليين ودوليين.
- مَعَارض مصاحبة لأبرز الجهات والشركات المهتمَّة بالمجال.
- أجهزة مُحَاكاة تفاعلية.
- وِرش عمل تدريبيَّة بشهادات معتمدة.
- برامج لتوعية الطلبة متزامنة مع المؤتمر.
- نِقَاشات وحوارات إيجابية وفعالة للحاضرين.
منظمة العمل العربية والدعوة إلى عقد المؤتمرات:
في اليوم العالمي للسلامة المهنية الذي وافق 28 أبريل/نيسان2024، تؤكد منظمة العمل العربية على أهميَّة تضافر الجهود العربية والإقليمية من خلال عقد المؤتمرات العلمية للسلامة؛ حيث إنَّ الهدف من اليوم العالمي للسلامة المهنيَّة هو التركيز على نَهْج الأنظمة للوقاية من الحوادث في مكان العمل، وإدارة السلامة والصحَّة المهنيَّة من خلال استخدام أداة فعَّالة في التعزيز الدائم للتحسين في مجالات علوم السلامة، كما شدَّد على أهميَّة البحث والتطوير المستمر لإيجاد حلول مبتكرة تُسْهم في تخفيف تأثيرات تغيُّر المناخ على بيئة العمل، وتدعم التحوُّل العادل نحو اقتصادات خضراء مستدامة تُقدِّم فرص عمل آمنة وصحية.
وتُجدِّد منظمة العمل العربية التزامها بالعمل الدَّؤوب والمستمر لتعزيز السلامة المهنية، وتحثُّ جميع الشُّركاء والأطراف ذات الصلة على الانخراط بفاعلية في هذه الجهود المشتركة، ومن خلال المؤتمرات العلمية تدعو إلى العمل من أجل تطوير معايير عمل تتواءم مع التحديات البيئيَّة الراهنة والمستقبلية، وتوفير الحماية اللازمة للعمال من أجل ضمان استدامة الحياة، والعمل على كوكبنا.
الخاتمة:
تمَّ تحديد أهداف وغايات ملموسة، مع التعاون بين الوكالات الذي يُغذِّي المبادرات الاستراتيجية لتحسين السلامة المهنية، وتُعزِّز المناقشاتُ المشاركةُ ضرورة تبادل أفضل الممارسات، وعمليات التوحيد للثقافات، والمؤتمرُ العلميُّ للسلامة هو سردٌ يعترف بأهمية التعلُّم من الحوادث، واتخاذ نَهْج قائم على المخاطر، وتطوير استراتيجية لمعالجة حوادث الإصابات الخطيرة والوفيات (SIF) بشكل استباقي، ويتمُّ كل ذلك بشكل عملي من خلال عقد المؤتمرات العلمية في مجالات علوم السلامة بشكل دوري بانتظام لمواكبة التحديثات والتطوُّرات العلمية في المجالات المختلفة لعلوم السلامة.