توطين ثقافة السلامة
تُعدُّ العلوم والمعرفة أساسًا لتقدُّم الأمم وازدهارها. ومن بين مجالات العلوم الحديثة التي تتطلَّب اهتمامًا كبيرًا: علم السلامة، ويتعلَّق علم السلامة بضمان سلامة الأفراد والمجتمعات والبيئة، ويمكن أن يؤدِّي إلى تقدُّم حضاري وتنمية مستدامة، وفي هذه المقالة سنناقش أهميَّة نَشْر علم السلامة في جميع أنحاء الوطن العربي، ولجميع أنحاء العالَم، وكيف يمكن للعرب أن يستعيدوا مكانتهم كرُوَّاد في مجال العلوم، ويتمُّ ذلك من خلال الفَهْم الصحيح للنِّقاط التالية:
- إرث العلوم العربيَّة.
- تمسُّكنا بعلمنا وعلمائنا ولغتنا.
- الدور الرِّيادي للعرب في علوم السلامة.
- التعاون الدولي والتبادل المعرفـي.
- التوعية والتدريب.
- الاستثمار في البحث والتطوير.
وعلم السَّلامة هو مجالٌ يهدف إلى حماية الأفراد والمجتمعات والبيئة من المخاطر والحوادث، ويُعتَبر نَشْر علم السلامة في جميع أنحاء الوطن العربي ولجميع أنحاء العالم أمرًا بالغ الأهميَّة، حيث يُسْهم في تحقيق بيئةٍ آمنةٍ وصحيةٍ للجميع، ومن المعروف أنَّ العرب لهم إسهاماتٌ كبيرةٌ في مجال العلوم والمعرفة على مرِّ العصور، فقد أسهم العرب في تطوير العديد من العلوم والمجالات؛ مثل: الطب والرياضيات والفلك والهندسة.
ومن الجدير بالذِّكر أن العرب كانوا من أوائل المهتمِّين بالسلامة والصحة، حيث وضعوا قوانين وتوجيهات تهدف إلى حماية الأفراد والمجتمعات.
ومن خلال الاحتفاظ بعلومنا وعلمائنا ولغتنا، يمكننا استعادة هذه المكانة، ونَشْر علم السلامة بفعالية، ويجب أن نعمل على تعزيز البحث العلمي في مجال السلامة، وتطوير المناهج التعليميَّة والتدريبيَّة المتعلقة بها، كما يجب أيضًا تعزيز التواصل والتعاون بين الدول العربية والمجتمع الدولي لتبادل المعرفة والخبرات في مجال السلامة، علاوةً على ذلك ينبغي تعزيز الوعي بأهميَّة السَّلامة بين الأفراد والمجتمعات من خلال حملات توعية وتثقيف، ويمكن تنظيم ورش عمل وندوات ومؤتمرات لنَشْر المعرفة وتبادل الخبرات في مجال السلامة، كما يجب أن تكون هذه الجهود مستمرةً ومستدامةً لتحقيق تغييرٍ فعليٍّ في ثقافة السلامة.
وليس هناك شكٌّ في أن نَشْر علم السلامة له مكانه لاستعادة مكانة العرب في عالم العلوم والمعرفة، ويتطلَّب ذلك التزامًا قويًّا بتعزيز البحث العلمي والتعليم والتدريب في مجال السلامة، وتعزيز التعاون الدولي، وتبادل المعرفة والخبرات والاستثمار في البحث والتطوير، ويجب أن يكون لدينا الرَّغبة في الاستفادة من تراثنا العربيِّ الغنيِّ، والعمل على تطويره، وأن نعمل معًا كمجتمعاتٍ عربيةٍ وعالميةٍ لنشر علم السَّلامة وتعزيزه في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يكون للعرب دورٌ مهمٌّ في هذا السياق من خلال توفير المعرفة والخبرات، وتطوير الحلول المبتكرة.
ومن الجدير بالذِّكر أنَّ (مجلة السلامة العربية) تلعب دورًا مُهِمًّا في خدمة المجتمع من أجل نشر ثقافة السَّلامة من خلال عدَّة جوانب:
- نَشْر المعرفة والتوعية: تقوم المجلَّة بنشر المقالات والدِّراسات العلمية والتقارير التي تُركِّز على مختلف جوانب السلامة؛ سواء في المنازل، أو أماكن العمل، أو المرافق العامة، أو البيئة، وتُوفِّر هذه المعلومات للقُرَّاء التعرُّف على المخاطر المحتملة، والوقاية منها.
- تعزيز السَّلامة في مختلف المجالات: تهتمُّ المجلة بتغطية مجالات متنوعة؛ مثل: السلامة المرورية، والسلامة الصناعية، والسلامة الغذائية، والسلامة البيئيَّة، وغيرها، وبذلك تُسْهم في تعزيز المعايير والممارسات السليمة في هذه المجالات، وتُحفِّز على تبنِّي التَّدابير الوقائيَّة.
- تعزيز ثقافة السَّلامة: تعمل المجلَّة على نشر مقالات ومواد توعويَّة تهدف إلى زيادة الوعي العام بأهميَّة السلامة، وتعزيز ثقافة السَّلامة في المجتمع العربي، وبذلك تسعى لتغيير السُّلوكيات والممارسات الخاطئة، وتعزيز التصرُّفات الآمنة.
- تشجيع الابتكار والتطوير: تعمل مجلَّة السلامة العربية على تشجيع الابتكار والتطوير في مجال السلامة، وتُسْهم في نَشْر الأفكار والتقنيات الجديدة والحلول المبتكرة لتحسين السلامة، والحد من المخاطر في مختلف القطاعات والصناعات.
- تواصل المجتمع العلمي والمهني: تُعتَبر مجلة السلامة العربية منصَّة للتواصل بين الباحثين والخبراء والمهنيِّين في مجال السلامة، وتُسْهم في تبادل الخبرات والمعرفة، وتعزيز التعاون بين الأفراد والمؤسسات المَعْنيَّة بالسلامة.
د. م/ أحمد إسلام سالمان
- دكتور مهندس، متخصص في البحث والتطوير للأنظمة الإلكتروميكانيكية والتحكُّم، خبرة في مجال الرُّوبوتات الصناعية والتحكُّم الآلي لزيادة مستوى الأمان في المنشآت.
- قسم أمان التشغيل والعوامل الإنسانية، مركز بحوث الأمان النووي والإشعاعي، هيئة الطاقة الذرية المصرية.
- الجنسية مصري