الحوادث الوشيكة “Near Misses” هي تلك الحوادث التي لم تؤدِ إلى إصابات أو أضرار فعلية لكنها تملك القدرة على تسببها في ظروف أخرى. وبالنسبة لتصنيفها ضمن مؤشرات أداء السلامة فهي تُعتبر مؤشرات استباقية (Leading Indicators) في الغالب، لأن تقاريرها وتحليلها تهدف إلى كشف المخاطر المحتملة واتخاذ إجراءات وقائية لمنع وقوع الحوادث والتحسين المستمر لبيئة العمل قبل حدوث الأضرار.
يمكن اعتبار الحوادث الوشيكة أو “Near Misses” إما ضمن مؤشرات آداء السلامة الاستباقية (Leading Indicators) أو مؤشرات الآداء الْبَعْدية (Lagging Indicators) حسب طريقة استخدامها في نظام إدارة السلامة.
مؤشرات السلامة الاستباقية (Leading Indicators)
- تُستخدم لقياس الجهود والإجراءات التي تُتخذ بهدف منع وقوع الحوادث قبل حدوثها.

- تركز على جوانب مثل الالتزام بإجراءات السلامة، التدريب، تفتيش المعدات، وتقارير الحوادث الوشيكة (Near Misses).
- تساعد في التعرف المبكر على المخاطر والضعف في نظام السلامة، مما يمكن المؤسسة من اتخاذ إجراءات وقائية.
- تعكس الأداء المستقبلي المحتمل لأنها تقيس عوامل النجاح ومؤشرات الأداء التي تؤدي إلى نتائج سلامة إيجابية.
- على سبيل المثال: عدد ساعات التدريب على السلامة، عدد عمليات التفتيش الأمنية، مستوى الالتزام بارتداء معدات الحماية الشخصية.
مؤشرات السلامة اللاحقية (Lagging Indicators)
- تُستخدم لقياس النتائج الفعلية التي حدثت مثل الحوادث، الإصابات، والأضرار.
- تعكس الأداء السابق وتعطى صورة عن مدى نجاح أو فشل أنظمة السلامة في المؤسسة.
- تستخدم لتقييم فعالية البرامج والسياسات بعد وقوع الحوادث.
- تعتبر سهلة القياس لكنها تعبر عن نتائج يمكن أن تكون متأخرة وتأثيرها غالباً يكون بعد وقوع مشاكل.
- على سبيل المثال: عدد الحوادث، عدد أيام العمل الضائعة بسبب الإصابات، ومعدل الحوادث لكل عدد معين من ساعات العمل.
“الحوادث الوشيكة: مؤشرات استباقية أم بَعْدية؟”
- إذا تم استخدام تقارير الحوادث الوشيكة كمراجعات سابقة تساعد على تحديد نقاط الضعف والمخاطر المحتملة في بيئة العمل ومن ثم اتخاذ إجراءات تصحيحية ووقائية لمنع وقوع الحوادث، فهي تعد مؤشرات استباقية (Leading Indicators). فهي تقدم إشارات مبكرة وتحذر من حدوث الحوادث وتساعد على تحسين الأداء والسلامة قبل وقوع الإصابات أو الخسائر.
- أما إذا تم اعتبار الحوادث الوشيكة كأحداث وقعَت (حتى وإن لم تؤدِّ إلى إصابة أو ضرر فعلي)، وتُستخدم بشكل رجعي لتحليل الأداء الأمني وتقييم مدى فاعلية البرامج الوقائية، عندها تُعتبر مؤشرات بَعْدية (Lagging Indicators) لأنها تعكس حوادث حصلت مسبقاً حتى وإن لم تؤدِ لإصابات فعلية.
البعد السلوكي والثقافي
- استخدام شبه الحوادث كمؤشر استباقي يعزز ثقافة الإبلاغ بلا لوم (No-Blame Culture).
- المؤسسات الرائدة تعتبر كثرة الإبلاغ عن شبه الحوادث مؤشرًا على نضج الثقافة التنظيمية وليس على ضعف الأداء
//القيمة الاقتصادية
- الأبحاث تشير إلى أن الاستثمار في تتبع شبه الحوادث يقلل من كلفة الحوادث الكبرى بنسبة تصل إلى 40%.
- يساهم في تقليل توقفات الإنتاج غير المخطط لها ويزيد من الثقة التنظيمية.
باختصار، يمكن للحوادث الوشيكة أن تكون مؤشرات استباقية أو بَعْدية بناءً على نية الاستخدام وحجم الإجراءات التحليلية والتصحيحية الموجهة نحو تحسين السلامة المستقبلية. مؤشرات السلامة الاستباقية تركز على توقع ومنع المخاطر، بينما مؤشرات السلامة اللاحقية تركز على قياس النتائج وتحليل الأداء بعد وقوع الحوادث. كلا النوعين مهم للإدارة الفعالة للسلامة، والأفضل هو استخدام نظام متكامل يجمع بينهما لتحقيق بيئة عمل آمنة مستدامة.
المصادر
https://www.wolterskluwer.com/en/expert-insights/are-near-misses-lagging-or-leading-indicators
https://www.contractorcompliance.io/post/workplace-safety-systems-lagging-vs-leading-indicators
https://tistraining.com/near-miss-reporting-improves-workplace-safety
https://www.iloencyclopaedia.org/ar/part-viii