مقالات المجلة

ملف العدد(1):المخاطر العامَّة المتعلقة بالمناخ والصحة والسلامة

مقدمة:

لضمان السَّلامة في العمل في مناخ متغيِّر، هناك أدلَّة حاسمة تتعلَّق بستة تأثيرات رئيسة لتغيُّر المناخ على السلامة، والتي تمَّ اختيارها لشدَّتها وحجم آثارها على العمال: (الحرارة المُفْرطة، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة، والظواهر الجويَّة المتطرفة، وتلوُّث الهواء في مكان العمل، والأمراض المنقولة بالنَّواقل، والتغيُّرات في استخدام الكيماويات الزراعية)

  1. الحرارة الزائدة:

يؤدِّي ارتفاع درجات الحرارة العالميَّة بسبب تغيُّر المناخ إلى موجات حرارة أكثر تواترًا وشدةً؛ ممَّا يتسبَّب في زيادة مُعدَّل الوفيات، وانخفاض الإنتاجيَّة، وإلحاق أضرار بالبُـنْية التحتية، ويختلف تأثير الحرارة المُفْرطة باختلاف القطاعات، ولكن أولئك الأكثر عُرْضةً للخطر يشملون العمال في الهواء الطَّلْق في الوظائف التي تتطلَّب جهدًا بدنيًّا، والعمال الداخليِّين في أماكن العمل سيِّئة التهوية؛ حيث لا يتمُّ تنظيم درجة الحرارة، وتتأثَّر المخاطر المرتبطة بالحرارة بالظروف البيئيَّة، والجهد البدنـي، والملابس أو المُعدَّات.

ومن العمال المُعرَّضين لخطرٍ كبيرٍ بسبب الحرارة الزائدة :

العاملون في الزِّراعة، والسِّلع، والخدمات البيئيَّة (إدارة الموارد الطبيعية)، والبناء، وجَمْع القمامة، وأعمال الإصلاح الطارئة، والنقل، والسياحة، والرياضة، ورجال الإطفاء؛ حيث يتعرَّض ما لا يقلُّ عن (2.41 مليار عامل سنويًّا) للحرارة المُفْرطة في العمل.

من الآثار الأوليَّة للحرارة الزائدة على سلامة الصحَّة: 

(الإجهاد الحراري، ضربة الشمس، الإنهاك الحراري، الإغماء الحراري، التشنُّجات الحرارية، الطفح الحراري، أمراض القلب والأوعية الدموية، إصابة الكُلَى الحادَّة، أمراض الكُلَى المزمنة، الإصابة الجسدية).

ومن التأثير الصحي المرتبط بالعمل في كلِّ عامٍ: (22.85 مليون إصابة مهنيَّة)، و(18,970 حالة وفاة) مرتبطة بالعمل، و(2.09 مليون سنة) من سنوات العمر المُصَححة باحتساب مُدَد العجز تُعْزى إلى الحرارة المُفْرطة.

 2. الأشعَّة فوق البنفسجيَّة:

الأشعَّة فوق البنفسجية الشمسية هي شكلٌ من أشكال الإشعاع غير المُؤيَّن، ويتمُّ تقليل كميَّة الأشعَّة فوق البنفسجية الشمسية التي تصل إلى الأرض بواسطة جزيئات الأوزون في الغلاف الجوي العلوي؛ ولذلك فإنَّ التخفيف التدريجي لطبقة الأوزون، الناجم عن إطلاق المواد المستنفدة للأوزون من الصِّناعة والأنشطة البشريَّة الأخرى هو سبب رئيس للقلق.

وتُمثِّل الأشعَّة فوق البنفسجية الشمسية مشكلةً خاصةً للعاملين في الهواء الطَّلْق، الَّذين يتعرَّضون لجرعات الأشعَّة فوق البنفسجية أعلى مرَّتين إلى ثلاث مرَّات على الأقل من العمال الداخليِّين، وغالبًا ما تكون جرعات يوميَّة أعلى خمس مرات من الحدود المُوصَى بها دوليًّا. ويمكن أن تكون الأشعَّة فوق البنفسجية خطرةً بشكل خاصٍّ على سلامة العمال، حيث قد لا يكونون على دراية بأنَّهم يتعرَّضون لمستويات عالية بشكل خطير.

أمثلة على العمال المُعرَّضين لخطرٍ كبيرٍ:

العاملون في الزِّراعة والسِّلع والخدمات البيئيَّة (إدارة الموارد الطبيعية)، والبناء، وجمع القمامة، وأعمال الإصلاح الطارئة، والنقل، والسياحة، والرياضة؛ حيث يتعرَّض (1.6 مليار عامل سنويًّا) للأشعَّة فوق البنفسجية الشمسية في العمل. 

الآثار الأوليَّة على الصحَّة نتيجة التعرُّض للأشعَّة فوق البنفسجية:

حروق الشمس، تقرُّحات الجلد، تلف العين الحاد، ضَعْف جهاز المناعة، إعتام عدسة العين، سرطانات الجلد، الضُّمور البقعي.

التأثير الصحي المرتبط بالعمل:

كل عام أكثر من (18,960 حالة وفاة) مرتبطة بالعمل بسبب سرطان الجلد غير الميلانيني وحده.

3. الظواهر الجويَّة المتطرِّفة: 

يُقْتل ويُجْرح آلاف الأشخاص كلَّ عام في الظواهر الجويَّة المتطرِّفة، والكوارث الطبيعية؛ مثل: الفيضانات، والجفاف، وحرائق الغابات، والأعاصير، وقد يتعرَّض العمال أثناء الحدث، أو في أعقابه مباشرةً، أو أثناء عمليات التنظيف، كما أدَّى العديد من الظواهر الجويَّة الشديدة إلى أضرار جسيمة للمنشآت الخطرة؛ مثل: المصانع، أو مواقع الاستخراج؛ ممَّا أدَّى إلى إطلاق المواد الخطرة، والحرائق والانفجارات، وتُشكِّل الزيادة المتوقَّعة في كلٍّ من تواتر وشدَّة الظواهر الجوية في ظلِّ سيناريوهات تغيُّر المناخ المستقبلية تهديدًا لسلامة العديد من العمال على المدى الطويل.

أمثلة على العمال المُعرَّضين لخطرٍ كبيرٍ: 

(العاملون في المجال الطِّبي، ورجال الإطفاء، وعمال الطوارئ الآخرون، وعمال البناء المشاركون في التنظيف، وعمال الزِّراعة، وعمال الصيد).

التأثير الصحي المرتبط بالعمل:

(2.06 مليون حالة وفاة) بسبب مخاطر الطقس، والمناخ، والمياه (وليس فقط التعرُّض المهني) من عام 1970 إلى عام 2019.

4. تلوُّث الهواء في مكان العمل:

تزيد مُلوِّثات الهواء المختلفة من ظاهرة الاحتباس الحراري، ويؤدِّي الاحترار العالمي بدوره إلى تكوين مُلوِّثات الهواء، وأثَّرت أنماط الطقس المُعدَّلة بسبب تغيُّر المناخ على مستويات مُلَوثات الهواء الخارجي؛ مثل: الأوزون على مستوى الأرض، والجُسَيمات الدقيقة  (PM2.5) وبالطبع  (PM10)، وثاني أكسيد النيتروجين  (NO2)، وثاني أكسيد الكبريت  (SO2)، كما سيؤدِّي ارتفاع عدد حرائق الغابات إلى زيادة انبعاثات الجسيمات، وسلائف الأوزون، ويمكن أن يؤدِّي تغيُّر المناخ أيضًا إلى تغيير تركيزات مُلوِّثات الهواء الداخلي، والَّتي قد تأتـي من مصادر داخلية، على سبيل المثال: العفن، والمُركَّبات العُضْوية المتطايرة، أو قد يتمُّ نَقْلها إلى المبنى بالهواء الخارجي، وقد لُوحِظَ تعرُّض أكبر للعاملين في الهواء الطلق في المناطق ذات المستويات العالية من تلوُّث الهواء الناتج عن حركة المرور الكثيفة، أو الصناعات.

أمثلة على العُمَّال المُعرَّضين لخطرٍ كبيرٍ:

 جميع العمال -وخاصةً العمال في الهواء الطلق- وعمال النقل، ورجال الإطفاء، العبء العالمي للتعرُّض المهني زاد من خطر التعرُّض لتلوث الهواء لـ 1.6 مليار عامل في الهواء الطلق.

الآثار الأوليَّة لتلوث الهواء على سلامة الصحة:

السرطان (الرئة)، أمراض الجهاز التنفُّسي، أمراض القلب والأوعية الدمويَّة.

التأثير الصحي المرتبط بالعمل:

كل عام (860,000 حالة وفاة) مرتبطة بالعمل تُعْزى إلى تلوث الهواء (العمال في الهواء الطلق فقط). (منظمة العمل الدولية 2021 أ).

5. الأمراض المنقولة بالنواقل:

الأمراض المنقولة بالنواقل هي الأمراض التي تُسبِّبها الطُّفيليات، والفيروسات، والبكتيريا التي تنتقل عن طريق النَّواقل؛ مثل: البعوض، والقُرَاد، والبَراغيث، وقد ارتبط تغيُّر المناخ بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالنَّواقل لدى العمال من خلال آثاره على أحجام أسراب النواقل، ومعدلات البقاء على قيد الحياة والتكاثر، إلى جانب آثاره الأوسع نطاقًا على النُّظم الإيكولوجية الطبيعية، والنُّظم البشريَّة، ويقع العبء الأكبَر لهذه الأمراض في المناطق المدارية، وشبه المدارية، وهي تُؤثِّر بشكل غير متناسب على سلامة أفقر السكان، ومع ذلك، ومع تفاقم تغيُّر المناخ، تتوقَّع النماذج توسعًا كبيرًا في المناطق ذات المناخ المناسب للعديد من الأمراض المنقولة بالنواقل.

أمثلة على العمال المُعرَّضين لخطرٍ كبيرٍ: 

العمال في الهواء الطلق، بما في ذلك المزارعون، والغابات، وتنسيق الحدائق، وحُرَّاس الأرض، والبستانيُّون، والرسامون، والأسقف، والأرضيات، وعمال البناء، ورجال الإطفاء، من بين آخرين.

الآثار الأوليَّة للأمراض المنقولة بالنَّواقل على سلامة الصحَّة: 

(الملاريا، ومرض لايم، وحمى الضنك، والبلهارسيا، وداء الليشمانيات، ومرض شاغاس، وداء المثقبيات الأفريقي، وغيرها).

التأثير الصحي المرتبط بالعمل:

في كل عام، يُعْزى أكثر من (15,170 حالة وفاة) مرتبطة بالعمل إلى الأمراض الطُّفيلية والنواقل.

قائمة الأمراض المنقولة بالنواقل وَفْقًا لناقلها:

الجدول التالي هو قائمةٌ غير حصريَّة للأمراض المنقولة بالنواقل، مُرتَّبةً وَفْقًا للناقل الذي ينتقل عنه، تُوضِّح القائمة أيضًا نوع العامل الحامل للمرض الذي يُسبِّب المرض لدى البشر.

6. الكيماويات الزراعيَّة: 

تمَّ تحديد الزِّيادة في استخدام مبيدات الآفات كتَأْثِيرٍ سلبيٍّ لتغيُّر المناخ على سلامة العمال، ويتأثَّر استخدام مبيدات الآفات بشكل مباشر بفعالية مبيدات الآفات، وخصائص المحاصيل، وحدوث الآفات، وكلُّها تتأثَّر بتغيُّر المناخ، ويمكن أن يتأثَّر استخدام الأسمدة أيضًا بتغيُّر المناخ، حيث يمكن أن تؤدِّي زيادة هطول الأمطار إلى تآكل التُّربة، وبالتَّالي تقليل مُغذِّيات التُّربة الأساسية؛ مثل: النيتروجين، والفوسفور، والتي تعتبر ضروريةً لنمو النبات. وتُعدُّ مبيدات الآفات شديدة الخطورة (HHPs) مصدرَ قلقٍ كبيرٍ، حيث تَسبَّب استخدامها على نطاقٍ واسعٍ في مشاكل صحية خطيرة، ووفيات في العديد من مناطق العالم. (منظمة الصحة العالمية 2019).

أمثلة على العمال المُعرَّضين لخطرٍ كبيرٍ: 

(الزِّراعة، والمزارع، والصناعات الكيماوية، والغابات، ومبيعات المبيدات، والمساحات الخضراء، ومكافحة النواقل)، والعبء العالمي للتعرُّض المهني أدَّى إلى زيادة خطر التعرُّض للكيماويات الزراعية لعددٍ كبيرٍ: (873 مليون عامل) يعملون في الزراعة.

الآثار الأوليَّة للكيماويَّات الزراعيَّة على سلامة الصحَّة:

(التسمُّم، السَّرطان، السُّمية العصبيَّة، اضطراب الغدد الصمَّاء، الاضطرابات التناسليَّة، أمراض القلب والأوعية الدمويَّة، مرض الانسداد الرِّئوي المزمن، اضطراب الغدد الصمَّاء، فَقْد المناعة).

التأثير الصِّحِّي المرتبط بالعمل:

أكثر من (300,000 حالة وفاة سنويًّا) بسبب التسمُّم بالمبيدات الحشرية.

موضوعات ذات صلة

1 تعليقات على “ملف العدد(1):المخاطر العامَّة المتعلقة بالمناخ والصحة والسلامة

  1. يقول Temp Mail:

    This post is jam-packed with valuable information and I appreciate how well-organized and easy to follow it is Great job!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *