مقدمة:
لعلَّ أشهر حوادث الحريق في الملاعب الرياضية هو حريق إستاد (برادفورد سيتي)، كان حريقًا عارضًا وقع خلال مباراة في دوري الدرجة الثالثة بالدوري الإنجليزي بين (برادفورد سيتي) و(لينكولن سيتي) يوم السبت 11 مايو 1985م، والذي أسفر عن مقتل (56 متفرجًا) في الملعب، وإصابة (265 شخصًا) على الأقل، وكان سبب الحريق هو إشعال كومة من القمامة تحت المدرجات الخشبية بعد سقوط سيجارة مشتعلة من يد أحد المُشجِّعين، وقد اشتعلت النيران في الهيكل الخشبي بأكمله في غضون خمس دقائق، وتمَّ إغلاق طرق الهروب، وحاول المُتفرِّجون الهروب بالركض في الملعب، ولم يتمكَّن الأشخاص ذوو الحركة المحدودة وكبار السِّنِّ من الإخلاء بمفردهم.
خدمات الإطفاء:
يقوم فريق إدارة سلامة وأمن الإستاد بتخطيط وتنظيم ومراقبة ومراجعة جميع الإجراءات الوقائية اللَّازمة للسلامة من الحرائق، وتسجيل هذه الترتيبات كتابةً، ومن متطلبات السلامة الرئيسة: أن يقوم شخص أو سلطة مختصة بإجراء تقييمٍ لمخاطر الحريق، وإذا اعتبرت مخاطر نشوب حريق في ملعب أو جزء من الملعب متوسطة إلى عالية، فيجب أن تقتصر سَعة القسم على عدد المتفرجين الذين يُمْكنهم الخروج بأمانٍ خلال الوقت المناسب.
تقليل مخاطر الحريق:
إنَّ أسلم طريقةٍ للتعامل مع الحريق هي مَنْعه؛ لذا يجب مراعاة التدابير والممارسات التالية عند السعي لتقليل مخاطر الحريق:
- مصادر الاشتعال:
يجب أن يحدد تقييم مخاطر الحريق جميع المصادر المحتملة للاشتعال في الملعب حيثما أمكن، فيجب إزالة هذه المصادر أو استبدالها، وعندما لا يمكن القيام بذلك، يجب إبقاء مصدر الإشعال بعيدًا عن المواد القابلة للاشتعال، أو أن يخضع لحراسةٍ كافيةٍ، أو يخضع لضوابط الإدارة، وقد تشمل مصادر الإشعال ما يلي:
- أجهزة الطبخ.
- غلَّايات التدفئة المركزية.
- مدافئ الغرفة.
- الأشياء الخفيفة.
- الأجهزة الكهربائية، خاصةً إذا لم تتمَّ صيانتها.
- مناطق التدخين.
- التدخين:
- يجب على فريق إدارة سلامة وأمن الإستاد التأكُّد من أنه في حالة السماح بالتدخين داخل محيط الإستاد، فإنَّه لا يزيد من مخاطر الحريق، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص مناطق للتدخين في نقاطٍ خاضعةٍ للرقابة، ومُجهَّزة بمنافض سجائر، وطفايات مناسبة.
- يجب على فريق إدارة سلامة وأمن الإستاد أن يتبنَّى ويفرض سياسةً واضحةً بشأن التدخين لكلٍّ من الموظفين والجمهور، ويجب أن تكون السياسة مَدْعومةً بإشارات مناسبة، واستخدام نظام الخطاب العام لإعلام الجمهور.
- في المناطق التي يتمُّ إنشاؤها، وتحتوي على مواد قابلة للاشتعال، يجب حَظْر التدخين بشكلٍ صارمٍ في تلك المنطقة.
- الألعاب النارية:
- يجب على فريق إدارة سلامة وأمن الإستاد أن يتبنَّى ويفرض سياسةً واضحةً تحظر على الجمهور إحضار الألعاب النارية إلى الإستاد، كما يجب ذِكْر ذلك بوضوحٍ في مُدوَّنة قواعد السلوك الخاصة بالإستاد.
- يجب تضمين أي أنشطة تتضمن عروض الألعاب النارية في تقييم مخاطر الحريق، وإعداد خُطَّة رسمية، والتي يجب اعتمادها من قِبَل خِدْمات الإطفاء والسلطات المحلية.
- الفراغات:
غالبًا ما تستخدم الفراغات الموجودة أسفل مناطق الجلوس، أو أسفل الأرضيات نفسها، للتخزين غير المُصرَّح به للمواد القابلة للاحتراق. وقد تتراكم أيضًا النُّفايات أو القمامة؛ لذا يجب فحص جميع الفراغات قبل الحَدَث كجزءٍ من تقييم المخاطر، وجعلها آمنةً.
- النُّفايات والقمامة:
يجب تجنُّب تراكم النُّفايات والقمامة، فيجب توفير حاويات كافية للنُّفايات والقمامة في جميع أنحاء الملعب، واتخاذ الترتيبات اللازمة لتفريغها بشكلٍ متكررٍ طوال المباراة.
- مناطق الحريق عالية الخطورة:
يجب فَصْل مناطق الحريق عالية الخطورة عن أي أجزاء أخرى من أماكن جلوس الجمهور من خلال إنشاءات ذات مقاومةٍ للحريق لمدة (30 دقيقة) على الأقل، وقد تشمل هذه المناطق:
- المطابخ.
- منافذ تقديم الطعام.
- مناطق الضيافة.
- غُرف الغلَّايات ومخازن وقود الزيت والمخازن العامة.
- مواقف سيارات مغلقة أو تحت الأرض.
يجب وَضْع مُعدَّات مكافحة الحريق المناسبة في هذه المناطق، مع مراعاة وجود أنواع طفايات الحريق المطلوبة؛ مثل: ثاني أكسيد الكربون، والمياه، وما إلى ذلك.
- مرافق تقديم الطعام:
حيثما أمكن، يجب أن تكون جميع مرافق تقديم الطعام موجودةً في هياكل دائمة، ويجب تضمين أي مرفق تموين -مؤقت أو مُتنقِّل- في تقييم مخاطر الحريق.
- الوقود أو إمدادات الطاقة:
- يجب توخِّي الحذر بشكلٍ خاصٍّ لضمان تخزين أي وقودٍ أو مصدر طاقة يستخدم للطهي أو التدفئة بأمانٍ، ولا سيَّما أسطوانات الغاز المُسَال (LPG).
- المواد الخطرة: إذا كان من الضروري استخدام مواد خطرة؛ مثل: الوقود (سواء في الحاويات أو داخل خزانات الوقود والآلات)، أو الأسمدة، أو مبيدات الحشائش، أو الدهانات، أو أسطوانات الغاز المستخدمة للأغراض الطِّبية، فينبغي إذا تمَّ الاحتفاظ بها داخل أو بالقرب من أماكن الجمهور، فيتم تخزينها في منشآتٍ مقاومةٍ للحرارة تتمتَّع بالتحكم المناسب في الوصول.
- الهياكل المؤقتة:
يجب تضمين أي مكان أو مرفق مؤقت في تقييم مخاطر السلامة من الحرائق، ويجب أن يخضع أي نشاطٍ إضافـيٍّ غير مُدْرجٍ في التقييم الشامل لمخاطر السلامة من الحرائق لتقييم مخاطر خاص بالموقع.
أنظمة الإنذار والكشف عن الحريق:
- ينبغي تركيب نظام الكشف التلقائي عن الحرائق (AFD) في جميع مناطق الحريق عالية الخطورة، وأيضًا في أي مناطق غير مأهولةٍ تحتوي على مخاطر حريق عادية، وهذا النظام يجب أن يكون قادرًا على إعطاء إشارةٍ تلقائيةٍ للتحذير من الحريق وموقعه.
- أيًّا كان نظام الإنذار أو الكشف المعمول به، يجب إبلاغ خدمات المعلومات على الفور بأيِّ تحذيرٍ.
- يجب أن تُشكِّل إجراءات إخطار خدمات الإطفاء جزءًا من خطط الطوارئ الخاصة بالملعب، ويجب تدريب المُوظَّفين وفقًا لذلك.
مرافق ومُعدَّات مكافحة الحرائق:
يجب تزويد جميع الملاعب بمُعدَّات مكافحة الحرائق المناسبة، وعند توفير هذه المُعدَّات، يجب مراعاة ما يلي:
- يجب أن تُوفِّر بكرات الخراطيم الحماية الكافية لكامل مساحة الأرضية، وأن يتم تركيبها في وَضْعٍ مناسبٍ من خلال المداخل والمخارج والسلالم.
- في حالة عدم توفير بكرات خراطيم، يجب تركيب طفايات حريق محمولة كافية لتوفير غطاءٍ مناسبٍ، ويعتمد العدد والنوع على حجم الهيكل، والتخطيط، وفصل الحرائق، والمخاطر.
- يجب توفير بطانيات الحريق، وطفايات الحريق المناسبة في جميع مرافق ومنافذ تقديم الطعام.
- يجب تحديد مكان مُعدَّات مكافحة الحرائق المحمولة بحيث لا يمكن إتلافها، ولكن يَسْهل على الموظفين الوصول إليها عند الحاجة.
- يجب فَحْص جميع مُعدَّات مكافحة الحرائق بانتظام؛ للتأكُّد من أنها تعمل بشكلٍ كاملٍ.
توعية الموظفين بالحرائق وتدريبهم:
تقع على عاتق مُنظِّم الحدث مسؤولية التأكُّد من أن جميع الموظفين العاملين في الإستاد على دِرَايةٍ بضرورة الاحتراز من الحريق، بما في ذلك إمكانية الحرق العمد، وينبغي تدريب الموظفين على كيفيَّة الاستجابة على النحو التالي:
- إطلاق الإنذار والإبلاغ على الفور بالحريق.
- إنقاذ الأرواح، ومَنْع إصابة الآخرين دون أن يُصَابوا هم أنفسهم.
- محاولة إخماد الحريق و/أو مَنْعه من الانتشار، بشرط أن يكون ذلك آمنًا.
- المساعدة في الإخلاء الآمن للقسم/الملعب/المنطقة المَعنيَّة.