لم يَعُد يقتصر دور المرأة في المجتمع داخل البيت فقط، بل تعدَّى الأمر لأَنْ تصبح شريكًا للرجل في جميع المجالات والميادين، بل تجاوزته في الإنجازات؛ سواء السياسية أو الاقتصادية، ومجال الأعمال؛ ممَّا جعلها تدخل مجال السلامة المهنية من بابه الواسع، وبشكلٍ كبيرٍ؛ سواء كمقاولة، وحقَّقت نجاحات كبيرة جدًّا في وقت قصير، حيث أصبح الطلب يتزايد بشكلٍ كبيرٍ على توظيف المرأة نتيجة كفاءتها ومَردوديَّتها.
وفي هذا المقال سنتعرَّف على التحديات التي قد تجدها المرأة كفاعلةٍ في مجال السلامة المهنية، وما يُميِّزها عن الرجل لكي تكون ناجحةً في هذا المجال؟
تحديات مجال السلامة المهنية:
يلعب مجال السلامة المهنية دورًا مهمًّا في الحفاظ على صحة وسلامة الإنسان، وحماية الآلات والمنشآت دون إغفال البيئة، ومن هنا يمكن معرفة ما ينتظر المشرف عن هذا المجال من جهدٍ وعملٍ لتحقيق الأهداف المَرجُوَّة، ولكي يكون عملُ مشرف أو مسؤول السلامة المهنية ناجحًا، كان لِزامًا عليه أن يتحصَّل على مهارات تقنية ومهارات شخصية.
1- المهارات التقنية:
- التخطيط، ووضع تصاريح للعمل الآمن.
- تكامل المُعدَّات قبل بدء العمل، وأهمُّها أدوات السلامة الواجب توافرها.
- إجراء مراقبة دائمة على لوائح وتشريعات السلامة والبيئة ونظام الأكواد.
- وَضْع برامج وقائيَّة للحد من الحوادث، وحوادث العمل والأمراض المهنية.
- ضمان تنفيذ السلامة (للعاملين، والمنشآت الصناعية، والمنتجات).
- قيادة فريق من مراجعي الصحة والسلامة والبيئة.
- رفع مستوى الوعي وتدريب الموظفين على نهج الصحة والسلامة والبيئة، والوقاية من المخاطر.
- إعداد التقارير اليوميَّة.
2- المهارات الشخصية:
- النظرة الاستباقية.
- التكيُّف مع التغيير.
- الإلمام بالقضايا المُهمَّة للشركة التي تشتغل بها.
- القوَّة على التحليل، واتخاذ القرار في وقتٍ وجيزٍ.
- إظهار الانفتاح والحِيَاد.
- تنمية التعاطف والاستماع الإيجابي.
- الحفاظ على علاقاتٍ حازمةٍ مع مختلف المُحَاوِرِين.
ومن خلال كل هذه المهارات، يمكن استخلاص التحديات والصعوبات التي قد تُواجهها المرأة فيما يلي:
- التحدي الأول:
من خلال تحليل المهارات المهنية والسلوكية التي يجب أن تتوفَّر لدى مسؤول السلامة المهنية، يتبيَّن لنا أن أكبَر تحدٍّ هو التوافق بين عمل المكتب والعمل داخل الورش، بحيث يتطلَّب ذلك مجهودًا كبيرًا؛ سواء كان فكريًّا أو عضليًّا، وهنا تكمُن الصعوبة عند المرأة، والمُتمثِّلة خاصةً في توزيع طاقتها ومجهودها البدني بين العمل والأسرة.
- التحدي الثاني:
لعلَّ ما يُميِّز مجتمعاتنا العربية هو عدم إعطاء قيمةٍ للمرأة بصفةٍ عامةٍ، والعاملة منَّا بشكلٍ خاصٍّ، ولعل ما يميز مسؤول السلامة نجد التواصل والذي يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق الأهداف، هنا تكمُن الصعوبة عند المرأة خاصةً داخل مجتمعٍ ذكوريٍّ لا يقبل أن يأخذ الأوامر والنصائح من المرأة التي يعتبرها أقلَّ فهمًا منه، ويعتبر أن المطبخ هو مكانها الأساسي، كل هذه الأمور تجعل مهمتها صعبةً للغاية، لكنها ليست مستحيلةً.
- التحدي الثالث:
في مجال السلامة المهنية كلما كان اتخاذ قرارٍ ما بشكلٍ سريعٍ وصائبٍ، كانت الأضرار أقل، ولعلَّ التحديات السابقة التي سلف ذكرها تجعل أمرَ اتخاذ القرار بشكل أسرع صعبًا للغاية من طرف المرأة مما يُعقِّد مهامها، إضافةً إلى صفة الصرامة والحزم التي يجب أن يتميَّز بها مسؤول أو مشرف السلامة، وهو الأمر الذي يصعب إيجاده عند المرأة حسَب الاعتقاد والفكرة السائدة عنها.
ورغم كل هذه التحديات، إلا أن امرأةً يمكنها أن تتجاوز كل ذلك؛ لِمَا تملكه من إرادةٍ وصبـرٍ وعزيمةٍ، إضافةً إلى رُوح المنافسة لديها، ويكفي أن نذكر بعض الصفات التي تتميَّز بها المرأة عن الرجل، والتي قد تساعدها في أداء مهام مسؤول أو مشرف أو منسق السلامة:
1- قوة الصبر والتحمُّل:
مَن منَّا لا يتذكر قوة الألم التي تجدها المرأة أثناء الولادة بعد مُعَاناةٍ لتسعة أشهر، هنا تتضح بجلاءٍ قوة التحمُّل والصبر التي تتميَّز بها المرأة عن الرجل، هذا ما يساعدها على أداء مهامها بشكلٍ سَلِسٍ، والموازنة بين عمل المكتب والعمل خارجه، ورغم صعوبة ذلك، إلا أنَّ المرأة أثبتت ذلك وبقوة في مجالاتٍ أقوى من مجال السلامة المهنية؛ كسائقةٍ وشُرَطيةٍ، وغيرها من المجالات، فكيف لا يمكنها أن تنجح في مهامها كمسؤولة السلامة المهنية، وبسهولة كبيرة، ونجاح أكبر من الرجل.
2- القدرة على التواصل:
بحكم قوة العاطفة التي تملكها المرأة، فإن ذلك يساعدها على التواصل مع الطرف الآخر، وإيصال الأفكار واستيعابها بشكلٍ أفضل من الرجل.
خلاصة:
المرأة نصف المجتمع، ولم يَعُدْ هناك مجالٌ للشك في قدرة المرأة على ولوج قطاعات متعددة كيفما كانت صعوبتها، ومجال السلامة المهنية أصبح مفتوحًا وبشكلٍ كبيرٍ في وجه المرأة العربية، ولنا أمثلة عديدة يَصعُب ذِكْرها وحصرها في اسمٍ أو في دولةٍ معينةٍ.
