مقدمة:
يُعَدُّ لاعب كرة القدم هو العنصر الأساسي في كأس العالم، ونظرًا لأنَّ كرة القدم من الرياضات الاحتكاكية (contact sport) ، فإن احتمالات الإصابات المصاحبة لها عالية نسبيًّا، وتشير الدراسات إلى أن معدل حدوث الإصابات في ملاعب كرة القدم يتراوح ما بين (9-35 إصابة) لكل (1000 ساعة) في الملعب؛ لذا يجب عليه الحفاظ على سلامته الشخصية من خلال اتِّباع إرشادات السلامة.
وعادةً ما يتعرَّض لاعبو كرة القدم لبعض الإصابات أثناء المباريات، ولعلَّ أشهرها: الْتوَاء الكاحل، وقَطْع الرباط الصليبي، وشد العضلة الضامَّة، وغيرها من الإصابات. ونستعرض من خلال السطور القادمة أهم الإصابات الرياضية التي يتعرَّض لها لاعبو كرة القدم في الملاعب الرياضية، وطرق العلاج.
أولًا: الْتوَاء الكاحل:
الأسباب:
تحدث الإصابة بالْتوَاء الكاحل نتيجة:
- عدم اهتمام اللاعبين بتمارين الإحماء.
- التدرُّب على أرضٍ غير مستويةٍ.
- تحريك كاحل القدم بشكلٍ مفاجئٍ.
الأعراض:
- الشعور بألمٍ شديدٍ عند لمس الكاحل.
- احمرار وتورُّم في القدم.
- عدم القدرة على المشي.
العلاج:
تختلف طريقة العلاج (بعد استشارة الطبيب، وعمل الأشعَّة اللازمة) من حالةٍ إلى أخرى باختلاف سبب الْتوَاء الكاحل، فإذا كان تمزُّقًا في الأربطة، فمن الأفضل وَضْع الجبيرة، ثمَّ تمارين العلاج الطبيعي، بينما في حالة التحميل الزائد على الكاحل، فإنَّ العلاج يَكمُنُ في جلسات العلاج الطبيعي، وفي تلك الحالتين يتمُّ تناول العلاج المناسب للسيطرة على الالتهاب والتورُّم.
ثانيًا: قطع الرباط الصليبي:
الأسباب:
تحدث الإصابة بقطع الرباط الصليبي عندما يتجاوز الإجهاد الواقع على الأربطة قوة شد الأربطة، ويكون ذلك بسبب حركةٍ دورانيةٍ مفاجئةٍ مرتبطةٍ بالْتوَاء مفصل الرُّكبة.
الأعراض:
- تورُّم سريع في المنطقة: يحدث تورُّم خلال أول (24 ساعة) بعد الإصابة بسبب تجمُّع السائل في الرُّكبة.
- ألم شديد: يشعر المُصَاب بألم شديد على شكل طعنات في خط الرُّكبة، وعدم القدرة على متابعة النشاط، بالإضافة لصعوبة الوقوف أو الضغط على الساق المُصَابة.
- نطاق حركة قليل: يؤدِّي تلف الرباط الصليبي إلى تقييد نطاق الحركة، حيث لن يتمكَّن المُصَاب من ثَنْي الرُّكبة كما يفعل عادةً.
- صعوبة في المشي: يجد العديد من المصابين صعوبةً في المشي بعد قطع الرباط الصليبي، حيث يشعرون وكأن الرُّكبة أكثر مرونةً ممَّا ينبغي.
- دفء مكان الإصابة: يصاحب المفصل المتورم حرارةٌ ودفءٌ.
- صوت فرقعةٍ: يسمع العديد من الأشخاص صوت طقطقةٍ في الرُّكبة عند قطع الرباط الصليبي.
العلاج:
يختلف العلاج (بمتابعة الطبيب المختص) وَفقًا للإصابة، فإذا كان القطع بسيطًا، فيحتاج المريض إلى راحةٍ تامةٍ لمدة أسبوعين، بينما يتطلَّب القطع الكامل مع عدم ثبات الرُّكبة خضوع المصاب لعملية جراحية؛ سواء عادية أو بالمنظار، بالإضافة إلى ذلك يتمُّ ممارسة العلاج الطبيعي بهدف ضبط الوتر والتئامه، وتقوية عضلات الرُّكبة.
ثالثًا: شد العضلة الضامَّة:
الأسباب:
تتواجد العضلة الضامَّة في مفصل الفخذ الداخلي، وتتعرَّض للشدِّ، نتيجة القيام بحركةٍ خاطئةٍ تسبَّبت في تعرُّضها للتمدُّد بشكلٍ يفوق قدرتها على تحمُّل ذلك، ما يؤدِّي إلى الضغط على العصب المُغذِّي للعضلة، فتقل مرونتها.
الأعراض:
- ألم شديد في الجزء الداخلي للفخذ.
- صعوبة الحركة.
- تورُّم واحمرار موضع الإصابة.
العلاج:
يحتاج تحديد العلاج المناسب للتشخيص من خلال الخضوع للفحص الإكلينيكي، ومتابعة الأعراض مع الطبيب المختص، واختبار العضلة، وإجراء أشعَّة على العضلة، كما يُفضَّل عمل كمَّادات باردة على منطقة الإصابة، وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص.
رابعًا: شد العضلة الخلفية:
الأسباب:
تحدث الإصابة بشدِّ العضلة الخلفية -عادةً- نتيجة الإصابات المتكررة؛ لأنَّ الجزء العضلي فيها أقل من الأمامية.
الأعراض:
تشمل الأعراض المصاحبة للألم الشديد في الجزء الخلفي من الفخذ: ظهور كدمات في موضع الإصابة، وألم أسفل الظهر، وعدم القدرة على تحريك الفخذ بشكلٍ طبيعيٍّ.
العلاج:
من الممكن علاج الشد العضلي الخلفي بوَضْع كمَّادات على المنطقة المصابة للحد من التورُّم والنزيف الداخلي، ووَضْع القدم على مستوى مرتفع، ثم الراحة لمدة لا تقل عن (3 أسابيع)، وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب المختص، والخضوع لجلسات العلاج الطبيعي.
خامسًا: الارتجاج في المخ:
الأسباب:
تُمثِّل هذه الإصابة الخطيرة حوالي (7% ) من إصابات ملاعب كرة القدم، ويحدث الارتجاج حين تتسبَّب قوة خارجية في تصادم المخ بعظام الجمجمة، ويحدث هذا في الملاعب عند تصادم رأسي لاعبين مثلًا، أو بالوقوع والاصطدام بالأرض.
الأعراض:
تظهر أعراض الارتجاج مباشرةً، أو بعد يومٍ، أو بعد مرور عدَّة أسابيع في بعض الأوقات، وهي مثل: آلام الرأس – الإحساس بدُوَار- تأثُّر الرؤية – عدم التركيز- الميل للقيء أو القيء -تأثر الذاكرة – طنين الأذن، وغيرها.
ويُؤكِّد الأطباء أنَّ معظم حالات ارتجاج المخ تمرُّ دون فَقْدٍ للوعي.
التحسُّن:
بعد إجراء الفحص الطبي اللازم، والتأكُّد من عدم حدوث تأذٍّ في الدماغ والمخ، والاطمئنان على استقرار الأعراض، يعود المصاب إلى منزله، وتكون الراحة مع متابعة تحسُّن الأعراض هو ما يجب اتِّباعه في هذه الحالة، مع البقاء على اتصالٍ مباشرٍ بالطبيب المتابع، وفي بعض الأحوال يكون التحسُّن سريعًا في خلال أيامٍ، ولكن أحيانًا تستمر الأعراض، ويلزم الاستمرار بالراحة لأسابيع.
إرشادات السلامة العامَّة للَّاعبين:
- يساعد الوعي بطريقة حدوث الإصابات الرياضية على محاولة تجنُّبها، وتقليل فُرص التعرُّض لها على قدر الاستطاعة.
- إجراء فحصٍ طبيٍّ شاملٍ قبل ممارسة الأنشطة الرياضية؛ للتأكُّد من سلامة الجسم.
- التوقُّف عن المشاركة عند وجود أي أعراضٍ مَرَضيةٍ لدى اللاعب؛ كارتفاع درجة الحرارة، أو نزيف الأنف، أو إفرازات العـين، أو الأذن، أو الصداع، أو الألم في البطن، أو السُّعال المستمر.
- على اللاعب الالتزام بتعليمات الطبيب حول إمكانيَّة مشاركته في الحَدَث الرياضي.
- يجب الامتناع عن تناول المُنشِّطات الرياضية؛ لِمَا لها من خطورةٍ على صحة الجسم.
- ينبغي للَّاعب التنبُّه لشرب المزيد من السوائل؛ لتعويض الجسم عمَّا يفقده أثناء الأداء.
- تُعَدُّ التغذية المتوازنة عاملًا ضروريًّا لتأمين احتياجات الجسم من الطاقة، والمحافظة على وزنه وقوامه المعتدل.
- العناية الشخصية: يتعرَّض لاعب كرة القدم أكثر من غيره للغبار والأتربة والجروح؛ لذا عليه الحفاظ على العناية الشخصية بالجسد عامة، واليدين والقدمين والشعر، والأسنان، والملابس، والأدوات.
- يجب على اللاعب ألَّا يستخدم أي معدنٍ، أو يرتدي أي شيءٍ فيه خطورة على نفسه، أو على أي لاعبٍ آخر (ويشمل ذلك أي نوع من المجوهرات).
- يمكن أن يساعد ارتداء دِعَامة حول الكاحل على تقليل احتمالات حدوث الْتوَاء الكاحل، وتساعد برامج العلاج الطبيعي على زيادة ثبات الكاحل في الحالات الأكثر تعرُّضًا لحدوث هذه الإصابة.
- يجب على اللاعب ارتداء أحذية مناسبة ذات دعمٍ جيدٍ.
- يجب على اللاعب القيام بتمارين الإحماء والإطالة بشكلٍ مناسبٍ قبل الأنشطة الرياضية.
