تدريب السلامة باستخدام تكنولوجيا العالم الافتراضي
Virtual Reality -VR. Training for Safety
ملخص:
لم يكتفِ التطوُّر المذهل في تكنولوجيا العالم الافتراضي الثلاثي الأبعاد في تطبيقاته في مجال الفضاء، والطيران، ووسائل النقل الأرضية، والهندسة المعمارية، والمناجم، وتخيُّل المشاريع قبل أن تبدأ، بل تطرَّق أيضًا إلى مجال التدريب على السلامة؛ حيث يحقق تدريبًا فعالًا مبدعًا مع توفير في النفقات والوقت.
مقدمة:
الحاجة إلى طريقة التدريب على العالم الافتراضي:
إنَّ التدريب من أهم الوسائل لخَلْق ثقافة السلامة في بيئة العمل، وتطوير المهارات في وقت قصير من أجل خفض معدل الحوادث؛ حيث إنَّ الإحصائيات تُوضِّح لنا أن أغلب الحوادث يتسبَّب فيها حديثو التعيين بالشركات؛ لذا تهتمُّ الشركات بالتدريب، وتعتبره معيارًا مُهمًّا لتقييم المدير الناجح، [وحدث تطور من التدريب داخل المبنى إلى التدريب خارجه]؛ نظرًا لصعوبة السفر والانتقال، ولخفض التكلفة، وخصوصًا لتجنُّب صعوبات وخطورة التنقل مع جائحة كورونا، ولكن ظهرت صعوبات وتحديات عند وجود خطورة، والحاجة إلى التدريب في أماكن نائية في مجالات كثيرة؛ كالمناجم، ومواقع البترول، وضرورة تسلسل أوضاع لا يمكن تنفيذها على الطبيعة للتدريب؛ مثل: الكوارث والحوادث، وكيفيَّة تنفيذ خطة الاستجابة لها، وهنا تُحقِّق طريقة تدريب العالم الافتراضي الأمان للمتدرب بدلًا من الدخول في أماكن صعبة وخطرة؛ مثل: المناجم، وحقول البترول، وأيضًا الوضوح والدقة.
مثال تدريب فعلي في موقع للبترول:
وفي المثال توضيحٌ لطريقة تدريب فني مشغل على نظام حقن كيميائي في معمل لتكرير البترول.
بعد ارتداء المتدرِّب الجهاز المُعَد المبرمج مسبقًا، يقوم بجولة في موقع تكرير البترول بالحجم الحقيقي، ويتعرَّف على جميع المُعدَّات الموجودة بالحجم والشكل الطبيعي ثلاثي الأبعاد، ثم يقوم باختبارات لمُعدَّات القسم الذي سيعمل فيه، ومعه قائمة تفتيش فنية مُدوَّنة بكل دقة لكل الخطوات المطلوب عملها، ويتمُّ التفاعل مع المُكوِّنات كأنه على الطبيعة تمامًا؛ مثل: فتح وغلق بُلُوف، وتغيير ضغوط ودرجات حرارة، ومشاهدة ما سيترتب على ذلك.
ومُحَاكاة المواقف الخطرة؛ مثل: انفجار الغاز الكيميائي، وما المفترض فِعْله للاستجابة السريعة عند الطوارئ.
مثال تدريب فعلي على اختبار وتشغيل لوحة كهربائية:
تدريب فني كهرباء على أعمال تتعلَّق بالسويتش بورد (لوحة التبديل)، ويتمُّ فيها شرح المكونات كأنه يراها على الطبيعة ثلاثية الأبعاد، ثم تتبُّع مخطط الدائرة الكهربائية، وإجراء الفحص والاختبار قبل التشغيل، ووضع (Lock out – (Tag out (التاج أوت – لوك أوت) للتأمين، ثم قياس واستخدام أجهزة الفولت والأمبير، وأكثر من ذلك افتراض وَضْع خطر لتنبيه المتدرِّب (حدوث صعق كهربائي له افتراضي بالصوت عن عدم ارتدائه لمهمات الوقاية الشخصية، أو عمل توصيلات خاطئة).
خاتمة:
إن التدريب عن بُعْد كان موجودًا من قبل، لكن تمَّ تطويره بشكل فعال بأن تمَّ إضافة نقل الواقع افتراضيًّا للمتدرِّب، وفرض سيناريوهات محددة من الصعب تنفيذها على الطبيعة؛ مثل: حدوث كوارث، والتدريب على سرعة الاستجابة لخطة الطوارئ، كما يمكن تدريب العاملين على أماكن صعب الوصول إليها؛ مثل: المناجم، ومواقع البترول النائية، وهذا يوفر تدريبًا فعالًا واضحًا وناجحًا.