تُعدُّ ساعات العمل الطويلة، ونوبات العمل الطويلة وغير المنتظمة خلال شهر رمضان المبارك، والَّتي تزيد عن عدد (6) ساعات خلال اليوم الواحد أحد الأسباب الرئيسة الَّتي تؤدِّي إلى إلحاق التَّعب بالعاملين، والإجهاد الجسدي والعقلي والنُّعاس والتهيُّج، وتُفْقدهم القدرة على الانتباه والتركيز واتِّخاذ القرار، وتزيد من خطر الإصابة والحوادث والأمراض، وتدهور صحة العاملين وإرهاقهم، وزيادة الضغط والتوتر، كما أنَّ هناك دراسات أظهرت أن التعب يرتبط بمشاكل صحية؛ مثل:
- مرض قلبي.
- مشاكل في المعدة والجهاز الهضمي.
- الاضطرابات العضلية الهيكلية.
- مشاكل في الإنجاب.
- الاكتئاب.
- بعض أنواع سرطان الثدي والبروستات.
- اضطرابات النوم.
- العادات الغذائيَّة السيِّئة/ السِّمنة.
- تفاقم الأمراض المزمنة الموجودة.
ما الذي يُسبِّب التعب للعاملين خلال شهر رمضان الفضيل؟
هناك العديد من العوامل الَّتي تُسبِّب التعب، ومن تلك العوامل: قلَّة النوم أو النوم المتقطع على مدى فترات من الزمن، ويُعدُّ التعب بمثابة إشارة أو جرس إنذار يُنبِّه أنَّ الجسم بحاجة إلى فترة راحة لاستعادة نشاطه؛ لأنَّ ساعات العمل الطويلة ونوبات العمل الممتدة وغير المنتظمة تُعدُّ مرهقةً جسديًّا وعقليًّا، حيث يعمل الجسم وَفْقًا لإيقاع النوم/الاستيقاظ اليومي، ويُعتَبر مبرمجًا بشكل طبيعي للنوم خلال ساعات الليل، فالتغيُّر الذي يحصل في شهر رمضان الفضيل في مواعيد العمل والمناوبات؛ مثل: العمل ليلًا، والنوم نهارًا، يُعدُّ عبارة عن تغيُّر برمجي لإيقاع النوم/والاستيقاظ لا يتلاءم بشكل طبيعي مع النوم خلال ساعات النهار، وبالتالي يؤدِّي ذلك إلى قلَّة النوم؛ ممَّا يؤدِّي إلى زيادة التعب والإجهاد للعاملين.
مسؤوليَّات صاحب العمل:
على أصحاب العمل القيام بمسؤوليَّاتهم تجاه العاملين وَفْقًا للقانون ومعايير الصحَّة والسلامة المهنية فيما يخصُّ العمل خلال شهر رمضان؛ حيث تقع عليهم مسؤولية توفير بيئة عمل آمنة وصحية ولائقة، تُحقِّق الرفاهية للعاملين، والضوابطُ والتدابيرُ والإجراءاتُ التي يجب القيام بها لحماية العاملين من المخاطر تتمثَّل فيما يلي:
- التعرُّف على أعراض إرهاق العاملين، وتأثيرها المحتمل على سلامة وصحة كلِّ عامل بالتشارك مع العاملين، واتِّخاذ ضوابط وتدابير وإجراءات مَنْع إرهاق العاملين.
- تقليل عدد ساعات العمل اليوميَّة، بحيث لا تزيد عن عدد ستِّ ساعات في اليوم، وفي بعض المهن ذات الجهد العضلي، والَّتي تعمل تحت أشعَّة الشمس بألَّا يزيد عن ساعتين في اليوم.
- المرونة في تحديد نوبات العمل بالنِّسبة للعاملين، وعدم إطالتها عليهم.
- إيجاد طرق فعَّالة وذات كفاءة لتخفيف الضُّغوطات، أو إزالتها في مكان العمل.
- التَّوعية والإرشاد والتَّوجيه بالمخاطر، وطرق الوقاية منها، وكيفيَّة التَّعامل معها بشكلٍ صحيحٍ في حال وقوعها.
- توفير مُتطلَّبات الإسعافات الأوليَّة، وعمل بروتوكول استدعاء المساعدات في الحالات الَّتي تتجاوز الإسعافات الأوليَّة.
- توفير مياه باردة لغسل الوجه.
- توفير مُعدَّات الوقاية الشخصيَّة.
- توفير التَّدابير اللَّازمة لوقاية العاملين من الإجهاد الحراري.
ماذا يجب على العاملين القيام به خلال شهر رمضان؟
على العاملين القيام بمجموعةٍ من التدابير لحماية أنفسهم من المخاطر، والمُتمثِّلة في التالي:
- النوم الكافي بمُعدَّل سبع ساعات على الأقل في الليلة.
- تأخير تناول وجبة السحور إلى أقرب وقتٍ ممكنٍ من الفجر.
- تناول وجبة السحور الصحيَّة الَّتي تحتوي على الألياف؛ مثل: الخضراوات – السَّلَطات – الفواكه – الحبوب – القمح -التمر – مشتقات الحليب.
- تجنُّب شرب الكافيين والمشروبات السكرية عند الإفطار.
- تناول ما لا يقلُّ عن ثلاثة لتر ماء خلال الفترة ما بين الفطور والسحور.
- الالتزام بارتداء مُعدَّات الوقاية الشخصيَّة أثناء العمل المناسبة للوظيفة، والمُحدَّدة من قِبَلِ مُشْرف الصحَّة والسلامة المهنيَّة.
- إبلاغ المُشْرف حال المُعاناة من أيِّ مرضٍ مزمنٍ، وعن الأدوية المتعاطاة.
- الالتزام بتعليمات وإرشادات الصحَّة والسلامة المهنيَّة.
أخيرًا، نتمنَّى الصحة والسلامة للجميع