دور الدفاع المدني والحماية المدنية أثناء الحروب والكوارث والأزمات
مقدمة:
تُشكِّل السلامة جزءًا أساسيًّا من حياتنا اليومية، وتُشكِّل أهميةً خاصةً في العمليات والمواجهات العسكرية، ولقد شهد العالَم العديد من الحروب والصراعات التي تَسبَّبتْ في الكثير من الخسائر والأضرار في الجانبين المتحاربين والمدنيين؛ لذلك تُعتَبر تعليمات السلامة للجنود والمدنيين أمرًا حيويًّا في هذه الظروف، وتهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على أهمية السلامة والصحة المهنية خلال الحروب، وتقديم بعض الإرشادات والنصائح للحفاظ على سلامة وصحَّة المشاركين في الحروب والمنازعات.
وهنا نتساءل: هل للدفاع المدنـي دورٌ فعالٌ أثناء الحرب والنيران المشتعلة في بلده؟
الدفاع المدني والحماية المدنية تُشكِّلان عمودًا فِقريًّا للأمن والسلامة في المجتمعات خلال الحروب والكوارث والأزمات، فهما يتعاملان مع التحديات والتهديدات المختلفة التي يمكن أن تواجه المجتمع، ويَسْعَيان لحماية السكان والبيئة والبنية التحتية من تلك التهديدات، ومن خلال تنسيق الجهود، وتوجيه الاستجابة يُقدِّم الدفاع المدني والحماية المدنية الإرشاد والدعم للمجتمعات المتضررة.
وقد تضمنت تكتيكات الدفاع المدني في الحرب العالمية الثانية انقطاع التيار الكهربائي لتقليل وهج أضواء المدينة الذي يمكن أن يُرْشد طياري العدو، وزوَّدت الحكومة البريطانية شعبها بأقنعة الغاز، وعمليًّا قام جميع الدول المشاركة في الحرب بتدريب مواطنيها على مكافحة الحرائق، والإنقاذ والإسعافات الأوليَّة الطبيَّة.
لذلك، يتلخَّص دور الدفاع المدنـي أثناء الحرب فيما يلي:
- تنظيم قواعد ووسائل الإنذار من الأخطار والغارات الجويَّة.
- الوقاية من آثار الغارات الجوية، والأسلحة التدميرية.
- تقييد الإضاءة.
- تقييد المرور.
- إخلاء الناس من مكان الخطر إلى مكانٍ آمنٍ.
- إقامة وِرش توعية للتعامل مع المخاطر المحتملة نتيجة قصف الطيران أو التفجيرات.
- تقديم الإغاثة للمتضررين في حالات الحرب والطوارئ.
- إعداد المتطوعين للقيام بأعمال الدفاع المدنـي.
- تنظيم قواعد ووسائل السلامة والأمن الصناعي.
- مكافحة الحرائق وإطفاؤها، وأعمال الإنقاذ والإسعاف.
- إنشاء غُرف عمليات ومراكز الدفاع المدني، ووَضْع المواصفات العامَّة للمخابئ، والإشراف عليها لوقاية السكان.
- إحداث وإعداد تشكيلات الدفاع المدني من مختلف الاختصاصات، وتجهيزها بالعَتاد والوسائل اللازمة.
- تخزين مختلف المواد والتجهيزات اللازمة لاستمرار الحياة في حالات الحرب والطوارئ والكوارث.
- إعداد وتنفيذ ما يلزم من إجراءات تهدف إلى تحقيق السلامة، وتجنُّب الكوارث وإزالة آثارها بما في ذلك تقديم الإعانات النقدية أو سواها.
- استخدام وسائل الإعلام لتحقيق أهداف الدفاع المدنـي.
- تنفيذ خطط الإخلاء والإيواء في حالات الحرب والطوارئ.
هدف الحماية المدنية:
وبما أنَّ تأمين الحماية والمساعدة للسكان في مواجهة الكوارث والحروب تقع على عاتق الدولة المُتمثِّلة في مرافقها العمومية، والتي تُشكِّل العمود الفِقري لأعمال المرافق العمومية، فإنَّها مهمة تقع على الحماية المدنية التي تُعدُّ من بين المرافق العامة في الدولة، فالحماية المدنيَّة تعمل من أجل حماية الأرواح والممتلكات والبيئة، وتهدف إلى توعية الأفراد بمهام الأجهزة الوطنية للحماية المدنية، ومن أهمِّ مهام الحماية المدنية:
- دراسة القواعد والإجراءات الأمنية المطبقة في مجال الحماية المدنية ضد كل أخطار الحريق والفزع والحروب.
- الأمن الحضري من مختلف الحوادث (حرائق، حروب).
- الحوادث المنزلية بجميع أنواعها.
- دور الإعلام والوعي لمختلف أماكن الحرائق.
- تنفيذ وتنسيق مخططات الإسعاف في حالة حدوث كوارث كبرى، وما إلى ذلك.
أهمية السلامة والحماية المدنية خلال الحروب والمنازعات:
تُعتَبر الحروب من أكثر الظروف القاسية التي يمكن أن يواجهها الإنسان، وتترك آثارًا سلبيةً على الصحة والسلامة المهنية للأفراد المشاركين فيها والمدنيين على حدٍّ سواء، ويتعرَّض المشاركون في الحروب للإصابات الجسدية والنفسية، والأمراض المُعْدية، والتلوث البيئي، وهذا يؤثر بشكل كبير على حياتهم وصحتهم وسلامتهم المهنية، ويجب أن يتمَّ توفير بيئة عمل آمنة وصحية للأفراد المشاركين في الحروب، وتوفير الإمدادات الطبية اللازمة، والمُعدَّات الواقية للحماية من المخاطر الكيميائية والبيولوجية والنووية، ويجب أن تكون هذه الحماية متكاملةً ومستمرةً، وتشمل بعض النقاط التالية:
أولًا: بعض إجراءات السلامة والأمان وقت الحروب حال التواجد في مكان يتعرَّض للقصف:
- بدايةً، على الجميع التحلِّي بالهدوء قَدْر الإمكان أثناء التواجد في مكان القصف.
- يجب الابتعاد – أولًا – عن النوافذ والأبواب في الحال.
- الانتقال بحَذَرٍ إلى الطوابق المنخفضة، والغُرَف الآمنة المُخصَّصة لمثل هذه الأحداث، أو الاحتماء في الأماكن الأكثر أمنًا في البناء (تحت الدَّرج، أو الغُرف التي لها أكثر من جدار حماية).
- استخدام مخارج وأدراج الطوارئ إذا لزم الأمر.
- حماية الرأس، وإغماض العينين، وحماية الأذنين مع الاستلقاء على طرفٍ، وتقريب الرُّكبتين من البطن.
- عند استشعار وجود مواد كيميائية، يجب ارتداء القناع الواقي على الفور، أو الطرق البديلة للحماية (كمامات الفحم، المناشف المبللة بالماء).
- في حال مشاهدة أدخنة ناتجة عن الانفجار، يجب تجنُّب هذه الأدخنة قَدْر الإمكان، والتنفُّس عَبْر قطعة قماش مُبلَّلة بالماء مع تغطية الوجه والعينين لتجنُّب أي أضرارٍ قد تحدث .
- لا تغادر أبدًا المكان الذي تختبئ به أثناء القصف.
- لا تنظر مباشرةً إلى مواقع حصول الانفجارات لإمكانيَّة حصول أضرار بالبصر نتيجة لقوة الوميض واللهب الناتج عن الانفجارات.
ما إجراءات السلامة والأمان وقت الحروب أثناء ركوب السيارة؟
- لا تتـردَّد في استخدام السيارة كوسيلةٍ لتخفيف الضرر والهروب إلى مكانٍ أكثر أمانًا.
- توقَّف واركن السيارة في مكانٍ آمنٍ ومحميٍّ قريبٍ مع فتح نوافذها، وأوقف مُحرِّك السيارة عند مشاهدة غارة جوية، أو قصف قريب منك.
- اترك السيارة، وابتعد عنها، واستلقِ على الأرض بجهةٍ مُعَاكسةٍ لمصدر صوت الانفجار.
- لا تَتحرَّكْ من مكانك قبل التأكُّد من خُلوِّ المنطقة من القصف.
- إذا تَعرَّضتَ أنت أو أحد مُرافقيك لجُرْحٍ، فلا تتردد في تقديم الإسعافات الأولية.
- تجنَّب الذهاب إلى الأماكن التي تمَّ استهدافها.
- يكون من الأفضل الانتقال بالسيارة لمكانٍ آخر ترى أنه أكثر أمنًا لك.
ما إجراءات السلامة والأمان وقت الحروب حال السير على الأقدام؟
- إذا سمعتَ أصوات انفجارات قريبة، فعليك الالتزام بما يلي:
- الابتعاد عن المكان إذا كان ضعيف البنية، أو على وشك الانهيار.
- يجب عليك تنفيذ وَضْع الاستلقاء على الأرض مباشرةً مع محاولة الوصول زحفًا إلى أقرب مكانٍ آمنٍ.
- من الضروري حماية الرأس والعينين والأذنين بالطريقة الصحيحة عن طريق إحاطة الرأس باليدين.
- إغلاق العينين، وعدم النظر إلى الأجسام المتفجرة أثناء انفجارها لتفادي الأضرار التي قد تؤثر على العينين من وميضٍ ولهبٍ .
- لا تستخدم الهاتف المحمول أبدًا أثناء القصف أو الغارة.
- حاول قَدْر الإمكان مغادرة المكان إذا كنتَ متأكدًا من وجود مكانٍ قريبٍ أكثر أمنًا.
الختام:
في الوقت الذي يزداد فيه التوتر الدولي، والتغيُّرات المناخية، والكوارث الطبيعية، تكون الأزمات والحروب والكوارث واقعًا يجب التصدِّي له بفعاليةٍ، ودور الدفاع المدني والحماية المدنية لا يقتصر فقط على استجابة الطوارئ، بل يشمل أيضًا الوقاية والتخطيط والتدريب والتوعية، ويعكس هذا الدور الالتزام بحماية الحياة والممتلكات والبيئة والمستقبل، وتعزز الجهود المشتركة بين الحكومات والمنظمات والمجتمعات المدنية من قدرتنا على التكيُّف مع التحديات المتجددة، وتعزيز استدامة عالمنا.