كلمة الدكتور سامي عمارنة رئيس مؤتمر السلامة العربي الرابع 2023
بتكليف من إدارة المعهد العربي لعلوم السلامة، كان لي شرف رئاسة مؤتمر السلامة العربي الرابع، والذي استمرَّ على مدى ثلاثة أيام هي: 21، 22، 23 سبتمبر 2023 الجاري.
وكان لزاماً علينا في البداية أن نُحدِّد الفئة المستهدفة في هذا المؤتمر، وهي الفئة التي يتمُّ بناء فعاليات المؤتمر لتلبية احتياجاتها، وتطوير وتعظيم أدائها في السلامة، وهي فئة الخبراء والمختصِّين والعاملين والمهتمين بالسلامة والصحة المهنية؛ ذلك لأنَّ هذه الفئة هي الرافعة الأولى، والتي تؤثر على الإدارة من جهةٍ، وعلى العاملين من جهةٍ أخرى، فبدون الحِرَاك الواعي والمسؤول، والممنهج لهذه الفئة، يبقى الأداء في السلامة ساكنًا ومتراجعًا وغامض المعالم، وبدون أي أجندة أو أولويَّات واضحة.
ثم اختـرنا شعار “السلامة بوابة الاستدامة“، كمِشْعل يُحدِّد لنا إلى أين نحن ذاهبون في هذا المؤتمر، وما هي الرسالة الكبرى التي نهدف إلى توصيلها للجميع؟ وهي أننا وبدون إحداث التغيير اللَّازم في إجراءاتنا الإدارية، ومقاربتنا للسلامة وفعالية أنظمة إدارة السلامة في منشآتنا، بما يضمن استحداث إجراءات عمل مأمونة، وترسيخ مفاهيم الإنتاج المأمون، فلن تقوم لنا قيامة في السلامة، وستتراجع أعمالنا، ويتعطَّل إنتاجنا بسبب الحوادث، ونكون قد فشلنا في حماية العاملين، وخسرنا العملية الإنتاجية، وهذا ما لا يتمنَّاه أحدٌ بطبيعة الحال.
بعد ذلك قُمْنا بتحديد المحاور وموضوعات المحاضرات، والتي تتكامل مع بعضها البعض لخدمة الهدف العام للمؤتمر المتمثل في شعاره “السلامة بوابة الاستدامة”، من خلال تعزيز وبناء ثقافة السلامة النابضة، والتي تتأصَّل وتنعكس في سلوك الجميع في كافة مواقع العمل، على نحوٍ متواصلٍ ومتنامٍ ومستدام، ومن خلال إجراء التحسينات اللازمة على أنظمة إدارة السلامة في منشآتنا بما يضمن تحصين إجراءات العمل، ومراجعة أنظمة العمل، وسدَّ الثغرات، ووَضْع وتطبيق الحلول للمشاكل الكامنة بشكل استباقي، ويوفر إمكانية التقاط الأخطاء الأولية، وملاحظتها في حينها؛ لإيقافها، وإجراء ما يلزم لمنع تطورها وتسببها في الحوادث.
لقد كان أداء الأخوات والإخوة المحاضرين في هذا المؤتمر رائعًا من حيث مضمون عروضهم ومحاضراتهم، وقد تتوج ذلك في الجلسة الحوارية الختامية التي تناولت “أثر سلامة العمليات على الاستدامة”، والتي شخَّصت لنا ما نحتاجه من بنية تشريعية تنظم وتحوكم إجراءات سلامة العمليات، والتي تضمن لنا مَنْع الحوادث الكبرى، والتي تهدد ديمومة المنشآت، واستدامة أعمالها.
وإنَّني أتقدَّم بوافر الشكر لإدارة (المعهد العربي لعلوم السلامة)، ولكامل أعضاء فريق العمل الذي تشرَّفت بالعمل معه للتحضير لهذا المؤتمر المثمر، والذي حضره أكثر من (١٠ آلاف شخص) على مدى أيام انعقاده.
وكل الشكر والتقدير والعرفان للأخوات والإخوة المحاضرين، كما أتقدَّم بالمباركة والتهنئة لجميع الأخوات والإخوة الفائزين في مسابقات السلامة.
رافقتكم السلامة
د. سامي عمارنة
رئيس مؤتمر السلامة العربي الرابع وممثل المعهد العربي لعلوم السلامة في المملكة الأردنية الهاشمية
الجنسية الأردن
