مقدمة:
في الثاني من ديسمبر لعام 2010، فازت قطر بحقِّ استضافة بطولة كأس العالم ٢٠٢٢، وقد استحدثت دولة قطر اللجنة العليا للمشاريع والإرث بهدف تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللَّازمة لاستضافة نسخة تاريخية مُبْهرة من البطولة، ووَضْع المخططات والقيام بالعمليات التشغيلية لتُسْهم في تسريع عجلة التطور، وتحقيق الأهداف التنموية للدولة، وترك إرث دائم لقطر والشرق الأوسط وآسيا، والعالم أجمع.
وبعد إطلاق برنامج المتطوعين لكأس العالم قطر ٢٠٢٢، عملت اللجنة العليا بكل جدٍّ لاختيار (20 ألف متطوع) سيساعدون في مجالات مختلفة من الصحة والسلامة إلى الخدمات الطبية واللُّغوية، بالإضافة إلى مجموعةٍ من الأدوار الأخرى، ويهدف برنامج التطوع إلى خَلْق تجربة سَلِسَة للمشجعين القادمين من كل زاويةٍ من زوايا هذا العالم.
رعاية العمال:
باعتبارها محور إرث رئيس للجنة العليا، ستكون بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ حافزًا للتقدُّم المستمر عن طريق إصلاح رفاهية العمال والعمل، وتعمل اللجنة العليا مع حكومة قطر لضمان رفع الدولة المعايير في معاملة المُوظَّفين وإيوائهم، ويضمن برنامج رعاية العمال في اللجنة العليا للمشاريع والإرث سلامة جميع العاملين على المشاريع المرتبطة ببطولة كأس العالم لكرة القدم، إلى جانب ضمان عملهم ومعيشتهم في ظروف صحية سليمة.
لجنة عمليات أمن وسلامة البطولة:
حرصت لجنة عمليات أمن وسلامة البطولة على رفع قدرات الكادر البشري من خلال تنفيذ حزمة من الخطط والبرامج والدورات التدريبية والتأهيلية والتمارين المشتركة، وذلك تنفيذًا لِمَا جاء في الإستراتيجية الأمنيَّة للبطولة، حيث تمَّ في هذا الجانب تنظيم عددٍ من الدورات والبرامج التدريبية؛ من أهمِّها: برنامج أمن وسلامة الجماهير الرياضية، والَّذي صُمِّم خصيصًا ليكون موجهًا للأمن الحكومي، والأمن الخاص، وشمل هذا البرنامج عدَّة برامج تدريبية؛ مثل: (أمن وسلامة الملاعب، الحس الأمني، إدارة الحشود، حقوق الإنسان، الإسعافات الأوليَّة، التعاون مع الجمهور)، بالإضافة إلى برنامج سياسات وإجراءات البطولة حسَب كل موقعٍ، والذي غطَّى التدريب على إخلاء المنشأة، والتدريب على سيناريوهات محتملة.
وحدة التأهيل والتدريب:
قامت وحدة التأهيل والتدريب بإكمال جميع متطلبات التدريب اللَّازمة لقوة أمن وسلامة البطولة بجميع الفئات من تدريبات أمنية عامة، وتدريبات مرتبطة بسياسات وإجراءات البطولة إلى التدريبات المرتبطة بالمواقع، ومنشآت العمل، وقد أعلنت جاهزيَّتها، وجاهزيَّة جميع قوى الأمن لاستقبال الجماهير الوافدة، وتأمين هذا الحدث الكبير.
وأعلنت الوحدة أنه عبر برنامج المستوى الفضي تمَّ تأهيل (38 قائدًا فضيًّا)، شارك جميعهم في برنامج الدبلوم الدولي لأمن وسلامة الجماهير الرياضية الذي يهدف إلى رفع مستوى المشاركين من قيادات المستوى الفضي؛ حيث يحتوي برنامج الدبلوم على العديد من الموضوعات التدريبية؛ منها: (إدارة أمن وسلامة الجماهير، إدارة المخاطر في الأماكن المزدحمة، وإدارة الاستجابة الأولية للحوادث الكبيرة، وغيرها).
ومن خلال برنامج المستوى البرونزي تمَّ تأهيل (426 قائدًا برونزيًّا)؛ منهم (28) من العنصر النسائي، ويضم البرنامج مقررات أساسية في تنمية المهارات القيادية، وغيرها.
أمَّا في برنامج الحس الأمني، فقد تمَّ إعداد (73 مدربًا) من العنصرين الرجالي والنسائي، وفي برنامج المنهاج الدولي لأمن وسلامة الجماهير الرياضية تمَّ تدريب (180 مدرب أمن وسلامة) من العنصرين الرجالي والنسائي؛ ليقوموا بتدريب أفراد الأمن والسلامة من الأمن الحكومي والأمن الخاص، وقد وصل إجمالي عدد المتدربين من الأمن الحكومي (32 ألف متدرب)، ومن الأمن الخاص (17 ألف متدرب).
تكنولوجيا السلامة:
فيما يلي مجموعة من أنظمة تكنولوجيا السلامة التي سيتمُّ استخدامها في بطولة كأس العالم قطر 2022:
- نظام مضاد لطائرات (الدُّرون)، وهو نظام متكامل يرصد ويتعامل مع أيِّ أجسام طائرة (درون) مشتبه فيها.
- نظام الدخول الأمني (الساكس)، وهو نظام يساعد في إدارة الحشود خلال عمليات الدخول والخروج من وإلى الملاعب، بالإضافة إلى التأكُّد من صحة وسلامة التذاكر وبطاقة المشجعين، والكشف عن أي حالات تزوير.
- النظام الأمني للتحكُّم في كاميرات المراقبة الخاصة بالملاعب ومحيطها، ومناطق المشجعين، وغيرها، وهو نظام مرتبط بمركز القيادة الوطني، ويتيح لأجهزة إنفاذ القانون اتخاذ الإجراءات اللَّازمة في حال وجود أيَّة تهديدات أمنية، كما يُعرَف الجناح بنظام المراقبة الأمنية (طلع).
- الرُّوبوت الأمني الذي يُعَدُّ جهازًا أمنيًّا بديلًا لرجل الشرطة في تفقُّد الجانب الأمني في الأماكن المفتوحة، والذي يعتمد على (8 كاميرات)، ويتعرَّف على الوجوه.
- تقنية السيارة متعددة المهام.
إدارة الحشود، وتعزيز بيئة السلامة:
تُعَدُّ إدارة الحشود في الفعاليات الرياضية المختلفة أمرًا مُهمًّا للغاية؛ لتجنُّب المخاطر المحتملة، ففي كثيرٍ من الحالات يمكن أن تُؤدِّي الحشود الكبيرة إلى تعرُّض الأفراد للخطر، أو الإخلال بنظام الفعالية؛ لذلك يمكن لإدارة الحشود الفعَّالة المساعدة في إدارة حركة المشجعين والمشاركين في الفعالية بأمانٍ؛ مما يساعد على مَنْع حدوث العديد من المخاطر المتوقعة.
في الكويت -مثلًا- انهار حاجزٌ زجاجيٌّ لإستاد جابر الأحمد في دورة الخليج 23 في عام 2018م في حادثة مأساوية غفل عنها المنظمون للحظة، فسقط الجمهور دفعةً واحدةً على أرض الملعب؛ ولذلك تجد ملاعب الكرة الحديثة مُصمَّمة بأسوارٍ متينةٍ، ويسحب كل مخرج أفواجًا كبيرةً من الناس إلى أبعد نقطةٍ ممكنةٍ عن الملعب؛ ليجد الجميع أنفسهم في الشارع بكلِّ انسيابيَّة.
تعزيز بيئة السلامة:
اعتمادًا على طبيعة الفعالية، قد تختلف الأساليب المستخدمة من فعاليةٍ إلى أخرى؛ لذلك فيما يلي بعض الإرشادات المهمَّة لإدارة الحشود في الملاعب الرياضية، وكيفيَّة الحفاظ على نظام الفعالية وأمانها:
- يمكن أن ينشأ الاكتظاظ الخطير إذا تمكَّن المشجعون من النزول بقوةٍ إلى أرضية الملعب، على سبيل المثال: عن طريق تسلُّق أو اختراق الأسوار، أو البوابات، أو البوابات الدوَّارة؛ ولتجنُّب مثل هذا الخطر يجب أن تكون الجدران والأسوار والبوابات بارتفاعٍ وقوةٍ مناسبين، ويجب ألَّا تتوافر فرصة للتسلُّق، ويجب مراقبتها من قِبَل كاميرات المراقبة، ومتابعتها من فريق الإدارة والعناصر الأمنية.
- يجب وَضْع خطط للطوارئ للتعامل مع المواقف التي تتجمَّع فيها حشود كبيرة بشكلٍ غير ملائمٍ خارج الملعب، ويجب أن تؤخذ المعرفة المحلية بالملعب، وأنماط الجماهير في الاعتبار عند وَضْع خطط الطوارئ هذه.
- يجب التأكيد على أنَّ فتح مداخل إضافية أو غير مستخدمة بشكلٍ كافٍ يمكن أن يؤدي إلى حركةٍ مفاجئةٍ غير مضبوطة، واحتمال التكسير إذا كانت خطط الطوارئ الخاصة بالإستاد للتعامل مع الحشود الكبيرة بالخارج تتضمَّن فتح مداخل إضافية، ويجب أن تحتوي الخطة أيضًا على تدابير كافية لمَنْع تحرُّكات الجماهير غير المنضبطة، ويجب أن يضمن أيضًا إمكانيَّة إحصاء المتفرجين الذين يدخلون في مثل هذه المواقف بدقَّة، وأن ترتيبات الإشراف المناسبة موجودة لتشتتهم بمجرد دخولهم الملعب.
- لا ينبغي تحت أي ظرفٍ من الظروف أن يكون هناك دخول غير منضبطٍ إلى أرضية الملعب.
- تشكيل فريقٍ لإدارة الحشود، فمن الضروري تعيين (مدير حشود) لكل (250 شخصًا) يحضر الفعالية، ويدير كل هؤلاء مدير حشود رئيس يأتمرون بأمره، علاوةً على منسقين آخرين كلٌّ في مجاله؛ للسيطرة على الفعالية.
- يتمثَّل دور فريق العمل المتخصص في إدارة الحشود في الحفاظ على تنظيم الجمهور والسيطرة لتقليل المخاطر، وتعطيل الفعالية، وسيكون من الضروري وجود فريقٍ من مُوظَّفي الأمن لإبقاء الحشد تحت السيطرة، كما سيقوم أفراد الأمن بحراسة المداخل، والفحص لجميع الأماكن، بينما يساعد فريق العمل الآخر المشاركين في العثور على مقاعدهم، وتنظيم الممرَّات، وسيقومون بالتنسيق مع مُوظَّفي الأمن لضمان بيئةٍ آمنةٍ، وتقديم التوجيهات إلى المخرج.
- التدريب الجيِّد لفريق العمل من الأمور المهمة جدًّا، ويجب أن يتضمَّن خطة مُفصَّلة للخطوات التي يجب اتِّخاذها في حالة الطوارئ، والتأكُّد من أن الموظفين على درايةٍ بخطط الطوارئ في المكان، والقيام بإجراء تمارين وهميَّة لتعزيز الإجراء، والاتصال بشكلٍ ضروريٍّ حيث يمكن أن يصبح الجمهور مرتبكًا ومُكْتظًّا إذا لم يتم توصيل المعلومات بشكل صحيح، وتأكد من أن الجمهور يعرفون إلى أين يذهبون عندما تنشأ حالة طوارئ.
إشارات السلامة:
تُشكِّل علامات وإشارات السلامة جزءًا من أسلوب وقاية، والذي نقصد به تفادي وقوع العديد من الحوادث والكوارث، أو الحد من الآثار التي يمكن أن تترتَّب على وقوع تلك الحوادث، وذلك من خلال تعليق لوح الإشارات، أو إرشادات السلامة، وتظهر إشارات السلامة في خمس فئات مختلفة، وهي:
- إشارات المنع؛ مثل: (ممنوع التدخين).
- علامات التحذير؛ على سبيل المثال: (ارتفاع منخفض)، أو (خطوات غير مستوية).
- اللَّافتات الإلزامية؛ على سبيل المثال: (يجب أن يكون لدى المتفرج تذكرة صالحة).
- إشارات الطوارئ؛ على سبيل المثال: طرق الهروب، أو محطات الإسعافات الأولية.
- إشارات مُعدَّات مكافحة الحريق؛ على سبيل المثال: بكرات الخراطيم، وطفايات الحريق.
ويجب رؤية جميع العلامات في هذه الفئات، وفَهْمها بسهولةٍ في ظروف الإضاءة الطبيعيَّة الضعيفة، وقد يكون من الضروري توفير إضاءة صناعية و/أو التأكُّد من أن الإشارات تستخدم مادة عاكسة للضوء، وحيثما أمكن يُفضَّل أن تحتوي الإشارات على رسومات أو تصاميم مصورة لمساعدة أولئك الذين لا يستطيعون القراءة، أو فهم اللغة التي كُتِبَتْ بها العلامة.