شهدت قرية “عليم” بمركز أبو حماد – محافظة الشرقية، حالة من الفزع إثر انفجار مفاجئ في خط كهرباء جهد عالي يمر داخل الكتلة السكنية، ما تسبب في صدمة جماعية بين الأهالي، ودفع الكثير منهم إلى مغادرة المنازل مؤقتًا خوفًا من اندلاع حرائق أو حدوث صعق كهربائي. ورغم عدم الإبلاغ عن إصابات بشرية، إلا أن الحادث يعكس خطرًا حقيقيًا يتكرر في عدد من المناطق المأهولة، ويستدعي وقفة جادة لبحث أسبابه واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكراره.
أسباب انفجار خطوط الجهد العالي
تعتمد خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي على نقل التيار الكهربي لمسافات طويلة، وهي مخصصة للعمل في بيئات مفتوحة وبشروط فنية صارمة. ومع ذلك، تحدث أحيانًا أعطال كارثية لأسباب متعددة، أبرزها:
- ضعف الصيانة الدورية، ما يؤدي إلى تآكل أو تلف في العوازل أو التوصيلات.
- الحمولات الزائدة على الشبكة، خصوصًا في فترات الذروة.
- الظروف الجوية السيئة، مثل الأمطار أو الرياح الشديدة.
- مرور الخطوط داخل كتل سكنية دون توفير حرم آمن كافٍ.
- وجود توصيلات غير قانونية أو عبث بشري بالشبكة.
- لم يتم تحديد المسافة الآمنة المطلوبة: علميًا يجب أن لا تقل المسافة بين موصلات 220 kV والمباني السكنية عن 20 إلى 25 مترًا أفقياً حسب الكود المصري وIEC.
- أنظمة الحماية: لم يُذكر وجود قواطع كهربائية (Circuit Breakers) أو مرحلات حماية (Relays) قادرة على العزل السريع عند حدوث قصر – وهي عناصر أساسية في الشبكات عالية الجهد.
- التخطيط العمراني: غياب فحص صلاحية مواقع الخطوط قبل التوسع السكاني هو خلل تخطيطي هندسي مشترك بين وزارة الكهرباء والإسكان
لإجراءات الوقائية لمنع تكرار الحوادث
- إعادة تخطيط مسارات الخطوط
- مراجعة الخطوط التي تمر داخل التجمعات السكنية.
- نقلها إلى أطراف القرى أو رفعها وفق معايير الأمان المطلوبة.
- الصيانة والفحص الفني المنتظم
- تطبيق برامج صيانة نصف سنوية لكشف الأعطال المحتملة.
- استخدام أجهزة كشف حراري ومراقبة إلكترونية للخطوط.
- توفير حرم آمن للخطوط
- الالتزام بالمسافات الآمنة بين الخطوط والمباني.
- إزالة أية تعديات سكنية تحت أو قرب مسار الكهرباء.
- تطوير البنية التحتية
- استبدال العوازل القديمة والكوابل التالفة ببدائل حديثة.
- تركيب أنظمة حماية ضد الحمل الزائد والتماس الكهربائي.
- التوعية المجتمعية
- نشر معلومات مبسطة عن مخاطر خطوط الكهرباء.
- تدريب السكان على التصرف في حالات الطوارئ، خاصة في القرى.
انفجار خطوط الجهد العالي ليس مجرد خلل تقني، بل هو مؤشر على خلل في التخطيط والتعامل مع البنية التحتية الحيوية. ما لم يتم اتخاذ خطوات وقائية فعلية – تشمل التخطيط، والصيانة، والتوعية – سيبقى خطر هذه الحوادث قائمًا. التعامل الاستباقي مع هذه المشكلات يضمن حماية الأرواح، ويحفظ استقرار المجتمعات السكنية، ويعكس مسؤولية حقيقية تجاه سلامة المواطنين.
تعكس حادثة قرية عليم نمطًا متكررًا في القرى المصرية، حيث تمر خطوط الجهد العالي وسط الكتل السكنية دون مراعاة كافية لمعايير الأمان. ما حدث يُظهر غياب التخطيط الوقائي، وضعف الصيانة الدورية، وغياب الوعي المجتمعي بكيفية التعامل مع مثل هذه المواقف. وعلى الرغم من أن الحادث لم يسفر عن خسائر بشرية، إلا أنه يمثل إنذارًا واضحًا بضرورة إعادة تقييم مواقع تلك الخطوط قبل أن تقع كوارث أكبر..
