(نموذج من تشريعات القوانين)
مقدمة:
تحدَّثنا في العدد السابق عن الأجواء الانفجارية، وأنَّه قد زاد تواجدها بشكلٍ ملحوظٍ في مجالات العمل المختلفة يومًا بعد يوم، مع استمرار التقدُّم العلميِّ في المجالات كافَّة.
واليوم سنتحدَّث بشكلٍ من التفصيل عن الجهود التي تبذلها بعض الحكومات لتقنين العمل في مثل هذه الأجواء، ونتناول كنموذج من تلك التشريعات ما صدر بذلك الخصوص في قانون العمل بدولة مملكة البحرين عن طريق عرض بعض النِّقاط المهمة الوارد ذكرها بقانون العمل بمملكة البحرين.
وقد تناولنا في المقال السابق كيفيَّة حدوث الانفجارات، والعناصر اللَّازم توافرها لحدوث الانفجارات، وتصنيف المناطق الخطرة.
ونتناول اليوم كيفيَّة حماية الذين يعملون في مثل تلك الأجواء الخطرة، وكذلك المتواجدين فيه.
ونبدأ بتوضيح بعض التعريفات للكلمات محلِّ البحث؛ ومنها:
تعريفات مهمة:
1) سائل سريع الاشتعال:
ويُقصَد به المادة الكيميائيَّة التي قد تشتعل بمجرَّد ملامستها للهواء، أو تتحوَّل إلى غازاتٍ سريعة الاشتعال عند ملامسة الماء.
2) أسطوانة:
وعاءٌ مُصمَّمٌ ومصنوعٌ ومختبـرٌ وفقًا لقواعد أوعية الضغط المعتمدة دوليًّا.
3) بناء ضد الحريق:
أي مكانٍ مغلقٍ صُمِّم ليكون غير قابلٍ للاحتراق وفقًا للمواصفات والمعايير المقاومة للحريق.
- ومن القواعد المهمة التي تمَّ وضعها لذلك:
دور صاحب العمل:
- يجب على كلِّ صاحب عملٍ أن يتَّخذ الاحتياطات اللَّازمة كافَّة لحماية العاملين لديه، أو المتواجدين في موقع العمل من الأخطار، وأن يُوفِّر لهم وسائل وقايتهم من المخاطر، وكذلك وسائل الإنقاذ في حالة وقوع الحوادث.
- يجب أن يقوم صاحب العمل بتقييم المخاطر في منشأته، والتي تُهدِّد سلامة وصحة العمال أو الأشخاص المتواجدين فيها.
اشتراطات السَّلامة والصِّحة المهنيَّة عند تعامل العمال مع المواد الكيميائيَّة:
- عزل مواقع العمل المُعرَّضة للأخطار عن باقي مواقع بيئة العمل.
- إجراء العمليَّات التي تُولِّد غازات ضارَّة في مُعدَّات مُحكَمة الغلق تحت الضغط المناسب.
- توفير أجهزة القياس اللَّازمة لمعرفة نِسَبِ وجود الغازات القابلة للاشتعال في هذه الأجواء. .
- الصيانة الدَّورية والفنيَّة لأجهزة القياس.
- توفير أنظمة التهوية الملائمة للصَّرف والسَّحب في الموقع.
- تدريب وتوعية العمال بمخاطر العمل في الأجواء الانفجارية.
- الالتزام بالتَّنبيهات والتَّحذيرات التي تصدر عن الشركات التي تعمل في نفس المجال.
- مراعاة تحديد ساعات العمل في تلك الأجواء.
- توفير أماكن ملائمة وكافية لاغتسال العمال بعد انتهاء نوبة العمل.
- توفير مُعدَّات السلامة الشخصيَّة المناسبة.
- إجراء الفحص الدوري على العمال المُعرَّضين للخطر.
- الاحتفاظ بسِجلٍّ خاصٍّ بذلك.
- توفير وسائل السلامة والنجاة من الحريق في أيِّ موقع للمواد الكيماوية، أو غازات، أو سوائل شديدة الاشتعال.
- التوجيهات اللَّازم اتِّخاذها:
- منع التَّدخين داخل أماكن العمل، وتعليق لافتات بذلك خارج وداخل المكان.
- اتِّخاذ التدابير اللَّازمة عند القيام بأعمال القطع واللِّحام.
- عدم إشعال أي سوائل سريعة الاشتعال إلا في الموضع المناسب لذلك عندما تكون هذه هي الطريقة الوحيدة للتخلُّص من الغازات الناتجة عن ذلك السائل.
- توفير الإضاءة المناسبة والملائمة لمكان العمل، والتي تكون معزولةً تمامًا، وضد الانفجار.
- الاحتفاظ بدرجة الحرارة المناسبة لمنع الاشتعال.
- توفير التهوية الملائمة.
- تفادي وجود مصادر للاشتعال.
- وضع خطة للطوارئ والإخلاء في حالة حدوث تسرُّب أو حريق.
وأي مكان يتوقع فيه تواجد تركيز خطر للأبخرة المتصاعدة من سوائل سريعة الاشتعال، فإنَّ أيَّ مُخلَّفات قطنيَّة أو أي مواد تكون قد استخدمت على نحوٍ يجعلها مُعرَّضةً للاحتراق، أو تلوَّثت بسائلٍ سريع الاشتعال، يجب نقلها بعيدًا في وعاءٍ معدنـيٍّ له غطاء ملائم، ونقلها لمكان آمنٍ.
ولا ننسى التهوية الجيدة للمكان، واستخدام أحدث الوسائل للحيلولة دون تراكم الأبخرة القابلة للاشتعال.
خاتمة:
وفي الختام نرجو أن نكون قد تناولنا الموضوع بشيءٍ من التبسيط، ولم يتبقَّ لنا سوى عرض نموذج من الحوادث التي وقعت بسبب عدم اتخاذ التدابير كافَّة اللازمة للحماية أثناء العمل في مثل تلك الأجواء، ويمكننا تناوله في المقال القادم والأخير في هذا الموضوع.
نسأل الله تعالى السلامة للجميع