مصطلح «الأمن والسلامة المهنيَّة»: «هو عبارة عن مجموعة من الإجراءات التي تحفظ كلًّا من العامل والمنشأة التي يعمل بها من حدوث أيَّة أضرار مادية، أو مخاطر مُحقَّقة تُعطِّل عجلة الإنتاج الاقتصادي في شتَّى المجالات».
وبعد تطوُّر المنشآت المهنيَّة، وازدياد المجالات الَّتي تحتاج إلى القوى العاملة، صار من الضروري تحديث مفهوم الأمن الصناعي الذي كان معروفًا إبَّان الثورة الصناعيَّة ليشمل المجالات كافَّة التي تتطلَّب قوى عماليَّة، وكيفيَّة حماية الأشخاص والبيئة سويًّا، وبالتالي كانت الحاجة إلى وضع قوانين الأمن والسلامة المهنيَّة.
إنَّ منظومة القوانين الخاصَّة بالأمن والسلامة المهنيَّة تهدف إلى حماية العامل والعملية الإنتاجية؛ حيث إنَّ تعرُّض العامل لأي خطر أو تهديد يضرُّ بسلامته في بيئة العمل يؤدِّي إلى فقدان ثقة العاملين بمكان العمل، ورغبتهم في تَرْكه، واتِّجاههم للعمل في مكان آمن؛ ممَّا يؤثر تأثيرًا مباشرًا في العمليَّة الإنتاجيَّة، وبالتالي مُعدَّل الإنتاج ككل، كما أنَّ الشركات والمصانع مطالبة بتحمُّل تكلفة العلاج طبقًا لقانون العمل؛ ممَّا يزيد من الخسائر الماديَّة للشركات.
ومن هنا، فقد اتَّجه بعض المصانع مؤخرًا إلى التكنولوجيا الحديثة؛ كالذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، والواقع المعزز Augmented Reality، وإنترنت الأشياء Internet of Things، واستخدام الرُّوبوتات كبديلٍ للإنسان في بيئات العمل الخطرة، وغيرها كحلولٍ تُعزِّز من الأمان في بيئات العمل.
أنشأت (NIOSH) (المعهد الوطني للصحة والسلامة المهنية) مؤخرًا مركز أبحاث الرُّوبوتات المهنيَّة (CORR)؛ لتوفير القيادة العلميَّة المسئولة عن تطوير واستخدام الرُّوبوتات المهنيَّة، وذلك بالشَّراكة مع الباحثين الأكاديميِّين، والجمعيَّات التجاريَّة، ومُصنِّعي الرُّوبوتات، وأرباب العمل الذين يستخدمون تكنولوجيا الرُّوبوتات، ومنظمات العمل، والوكالات الفيدراليَّة الأخرى.
ومن الأهداف المُتوقَّع إنجازها:
- مراقبة اتِّجاهات الإصابات المرتبطة بتقنيات الرُّوبوتات.
- إنشاء ملفات تعريف المخاطر لأماكن العمل الرُّوبوتية.
- تحديد احتياجات البحث، وإجراء الدراسات لتحسين سلامة وصحَّة ورفاهية البشر، والَّذين يعملون مع الرُّوبوتات والتقنيات الرُّوبوتية.
- دعم تطوير واعتماد معايير السَّلامة المُتَّفق عليها.
- تطوير وتوصيل أفضل الممارسات والإرشادات والتدريب من أجل التفاعلات الآمنة بين العاملين البشريِّين وتكنولوجيا الرُّوبوتات.
هناك أيضًا مفاهيم خاطئة عن الرُّوبوتات، وهي:
- أن الرُّوبوت هو آلة ميكانيكيَّة في صورة إنسانٍ بشريٍّ.
- أن الرُّوبوت آلة ذات قوة خارقة أقوى من الإنسان، وأنَّه سيكون عدوًّا خطيرًا في المستقبل.
- بعض أفلام الخيال العلمي تُصوِّر الرُّوبوتات كأنَّها آلهة، وتُكْسبها قدرات خارقة، أو أنَّها ذات مستويات ذكاء أعلى من ذكاء البشر، أو أنها تمتلك المشاعر والأحاسيس.
حيث تُشكِّل التطبيقات الصناعيَّة أهمية تطبيقات الرُّوبوتات، فهي تعتبر الأساس في اختراع وتطوير الرُّوبوتات. وتستأثر مصانع تجميع السيَّارات بالعدد الأكبر من الرُّوبوتات الصناعيَّة، وتأتـي مصانع الأجهزة الإلكترونية في المركز الثاني.
وتبرز أهميَّة الرُّوبوتات في خطوط الإنتاج في التالي:
- ثبات مستوى الجودة.
- ثبات مستوى الإنتاجيَّة.
- تخفيض التكلفة.
- العمل الآمن في الظروف الخطرة.
كما ينبغي الإشارة إلى أنَّ استخدام الرُّوبوتات في المصانع له بعض السلبيَّات التي تتلخَّص في التالي:
- ارتفاع التكلفة التأسيسيَّة.
- الحاجة إلى خبرات أعلى.
- الحاجة إلى خطة تقنية كاملة.
كما توجد تطبيقات خاصَّة جدًّا تظهر فيها الأهميَّة القصوى للرُّوبوتات؛ مثل:
- استكشاف الأماكن البعيدة: تؤدِّي الرُّوبوتات دورًا مهمًّا في عمليات استكشاف الأماكن البعيدة الَّتي يصعب على الإنسان الوصول إليها، ولعلَّ أبرز إنجازات البشريَّة في السَّنوات الماضية كان نجاح الإنسان في الهبوط على سطح القمر، وتنفيذ عدَّة رحلات استكشافية هُناك، ولكن نظرًا لصعوبة بقاء الإنسان مدة زمنية طويلة على سطح القمر، فإنَّ معظم العمليات الاستكشافية يقوم بها الرُّوبوتات، كما تُنفِّذ الرُّوبوتات مهام علميَّة في غاية الأهميَّة في هذه العمليات الاستكشافية؛ مثل: جَمْع عيِّنات من التراب أو الصَّخر، وتنفيذ عمليَّات التحليل الكيماوي عليها، ومحاولة الكشف عن آثارٍ للحياة على أسطح هذه الأجرام السماويَّة.
- تنفيذ المهام الخطرة: تقع على فئاتٍ من البشر مسؤوليَّة تنفيذ مهام خطرة جدًّا من أجل تأمين الحياة الآمنة للآخرين؛ مثال ذلك: عمليات إطفاء الحرائق، وإخلاء البشر، خاصةً في الأماكن التي ينتج عنها تسرُّب للغازات السامَّة، والبحث عن القنابل والمتفجرات، وتدميرها، والتعامل مع المواد المُشعَّة، وتعقيم الأماكن المُلوَّثة بالأمراض المُعْدية، أو بالمواد الكيماويَّة السامَّة، وغيرها، ويمكن للروبوتات تنفيذ هذه المهام الخطرة بدلًا من الإنسان، وذلك من خلال تصنيعها بمواصفاتٍ خاصةٍ تُمكِّنها من مواجهة الظُّروف القاسية، والمُتطلَّبات الخاصَّة لهذه المهام؛ مثل:
- عمليَّات إطفاء الحرائق التي ينتج عنها تسرُّب غازات سامَّة.
- البحث عن المتفجرات والقنابل وتدميرها.
- التعامل مع المواد المُشعَّة.
- تعقيم الأماكن المُلوَّثة بالأمراض المُعْدية، أو المواد الكيماويَّة.
- التطبيقات العسكريَّة والأمنيَّة: إنَّ من أبرز تطبيقات الرُّوبوتات في السنوات الأخيرة هو ما يُعرَف بالمَرْكبات الآليَّة الطائرة، أو الطائرة بدون طيَّار، ويمكن للطائرة بدون طيَّار أن تلعب أدوارًا عسكريةً أو أمنيةً بحسَب الموجودة بها، ويشمل ذلك:
- عمليات المراقبة والاستكشاف: وذلك بتزويدها بالكاميرات وأجهزة الاستشعار.
- عمليات التجسُّس: من خلال تزويدها بكاميرات التجسُّس وأجهزة التصنُّت.
- العمليَّات القتاليَّة: وذلك حال تزويدها بالأسلحة القتاليَّة.
د. م. أحمد إسلام سالمان
- دكتور مهندس بهيئة الطاقة الذرية المصرية.
- متخصص في البحث والتطوير للأنظمة الإلكتروميكانيكيَّة.
- دكتوراه في العلوم الهندسية تخصص القوى الميكانيكيَّة.
- باحث متخصص في مجال الرُّوبوتات، ومنها تطوير برمجة، وتخطيط مسار الرُّوبوت عن بُعْد في البيئات الخطرة لزيادة مستوى الأمان النووي وسلامة العاملين.
- عَمِلَ مديرًا للصيانة الميكانيكيَّة بمصنع إنتاج النظائر المُشعَّة Radioisotopes Production Facility – مجمع مفاعل مصر.
- عَمِلَ مديرًا للصيانة الميكانيكيَّة بوحدة التشعيع الجامي Mega Gamma Irradiator
- وحاليًا قائد فريق البحث والتطوير للمنظومة الإلكتروميكانيكيَّة بوحدة الهيدروميتالورجي.
- مُدرِّب وخبير في التنمية المستدامة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر لمُجَابهة ظاهرة تغيُّر المناخ.
- حاصل على شهادات تدريبيَّة من الوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة في مجالات إدارة الطاقة، إدارة المعرفة، الأمن والأمان النووي.