استكمالًا لِمَا تمَّ التطرُّق إليه في الجزء الثالث من مقال: «إدارة الكوارث والأزمات»، سنناقش في هذا الجزء أهم الأنظمة التي تساعد في الحماية والوقاية من تصاعد الحالات الطارئة، كما وتُسْهم في الاستجابة السريعة أثناء الكارثة والتنسيق بين فرق التدخُّل السريع.
نظم إدارة الحالات الطارئة:
- نظام إنذار مبكر (Alarm system):
يلعب الاكتشاف المبكر للمخاطر والرَّصد المبكر لمؤشرات الكوارث والأزمات دورًا أساسيًّا في نجاح وسرعة عملية الاستجابة، وتقليل خطورة الحوادث والإصابات في مكان العمل؛ سواء على الأفراد أو الممتلكات، ولذلك يُعدُّ نظام الإنذار من أهم الأنظمة في إدارة الحالات الطارئة، وأكثرها ضرورةً، وبموجب لائحة الدفاع المدني للمتطلبات العامة لأنظمة مكافحة الحريق ونظم الإنذار، يجب تجهيز المباني والمنشآت بأنظمة الإنذار والمكافحة والوقاية بغرض حماية المباني وشاغليها من أخطار الحريق. وتُشدِّد اللائحة على ضرورة توفير نظام إنذار مبكر ليَتسنَّى إخلاء المبنى، ومكافحة الحريق بصورة أولية من قِبَلِ الأفراد المُدرَّبين، أو بواسطة المعدات التلقائية، ثم استدعاء فِرَق الدفاع المدني للمكافحة الفعلية والإنقاذ إذا لزم الأمر. وتتطلَّب الرابطة الوطنية للحماية من الحرائق (NFPA) 72، أن تكون أنظمة الإنذار من الحريق مُميَّزة في الصوت عن الإشارات الأخرى، ولا يمكن استخدامها لأيِّ غرضٍ آخر.
ويشترط الدفاع المدني أن تصمم وتنفذ أنظمة مكافحة الحريق والإنذار والوقاية وفقًا لشروط المواصفات الهندسية لنظم الإنذار ومكافحة الحريق. وتشترط أيضًا تدريب شاغلي المبنى على تشغيل واستعمال أنظمة مكافحة الحريق والإنذار والتفتيش عليها، وكما تشترط فحصها وصيانتها دوريًّا للتأكُّد من فعاليتها وكفاءتها.
ومن أنواع نظام الإنذار ما يلي:
- الإنذارات المسموعة:
ويشمل الأجراس، والأبواق، وصفارات الإنذار، وأنظمة الإعلان الصوتي، وغيرها من الأجهزة التي يمكن تمييزها فوق مستوى الصوت العادي داخل مكان العمل، وبصرف النظر عن الإشارات الزمنية والصوتية هي أكثر الوسائل فعالية.
- الإنذارات المرئية:
تستخدم الإنذارات المرئية؛ مثل: الأضواء الثابتة، أو الوامضة، أو القوية؛ لتنبيه العمال إلى حالة الطوارئ في المناطق التي تكون فيها مستويات الضوضاء عالية؛ حيث يجب ارتداء سدَّادات حماية الأذن، وتستخدم أيضًا لتنبيه العمال الذين يعانون من ضعف السمع بشأن حالة الطوارئ.
ولضمان توفير أنظمة إنذار لجميع أنواع المخاطر المحتملة فإنه ومن الضروري اعتماد وتفعيل الأنظمة الحكومية والعامة؛ مثل: (نظام الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، الدفاع المدني).
- نظام اتصال للتنسيق الدائم والتوثيق (communication system):
من خلال نظام الاتصال يمكننا الحصول على تواصلٍ فعالٍ، وتحديد لمواقع الحالة الطارئة ونوعها، وسهولة الإبلاغ عنه، وبالتالي سرعة استجابة، كما يُسْهم نظام الاتصال في جَمْع المعلومات عن الحالة الطارئة وتمريرها، والحصول على التغذية الراجعة من خلال هذه المعلومات لدعم اتخاذ القرار السليم. ومن خلال توفير نظام اتصال فعَّال يمكننا تسهيل عملية تحديد نوع الدعم والاحتياج؛ سواء كان صلاحيات، أم معلومات، أم دعم لوجيستي مالي، أم تقني تكنولوجي، أم نقل وإيواء، أم دعم طبي، ويمكننا أيضًا تسهيل الإمدادات بالاحتياجات الأساسية. وفي نفس الوقت يجب أن يسهل التنسيق الوثيق بين أطراف نظام الاتصال تبادل المعلومات الواقعي، وفي الوقت المناسب والملائم والدقيق والمفهوم، مع مراعاة سريَّة وسلامة المعلومات، وكذلك حقوق الخصوصية للأفراد. ولضمان الوصول السريع للمعلومات الضرورية يجب أيضًا أن يشمل النظام جانبًا لتوثيق أرقام ومعلومات جميع العاملين بالجهة، والزُّوار الدائمين، وأية معلومات صحية أو ضرورية أخرى.