مقدمة:
انتشرت العواصف التُّرابية في العديد من البلدان العربية في مايو الماضي، ممَّا كان له تأثيراته السلبية على مجتمعنا العربي، وتنشأ العواصف الرملية والترابية في العديد من الأراضي الجافَّة في العالم، وغالبًا ما تُشكِّل أخطارًا على المجتمع البشريِّ؛ سواء داخل تلك الأراضي الجافَّة أو خارجها بسبب الانتقال بعيد المدى للرَّواسب الهوائية.
وهناك ثلاثة عوامل رئيسة مسؤولة عن نشأة العواصف الرملية والترابية:
- الرياح القوية.
- نقص الغطاء النباتي.
- غياب هطول الأمطار.
وتحمل العواصف الرملية أنواعًا مختلفةً من الغبار والجُسَيمات البيولوجية التي تنتقل عبر القارات. وتنبعث المُلوِّثات الأولية مباشرةً في الغلاف الجوي، بينما تتولَّد المُلوِّثات الثانوية من تفاعلاتٍ كيميائيةٍ مع ملوِّثاتٍ أخرى في الغلاف الجوي، وتسهل العواصف الرملية انتشار الجزيئات البيولوجية المرتبطة بالغبار لمسافاتٍ طويلةٍ.
تعيش الكائنات الحية الدقيقة في العواصف الرملية؛ لأنَّ العديد من البكتيريا والفطريات يمكن أن تُشكِّل جراثيم تعزز بقاءها على قيد الحياة، وتظل هذه الكائنات قابلةً للحياة بعد نَقْلها لعدة آلافٍ من الكيلومترات، وقادرةً على التسبُّب في الأمراض، وبعد قَطْع أوقاتٍ ومسافاتٍ متغيرةٍ، تسقط الميكروبات وحبوب اللقاح وجزيئات الغبار في النهاية على الأرض.
ويحمل الغبار أيضًا المُلوِّثات المحمولة جوًّا؛ مثل: السموم والمعادن الثقيلة والملح والكبريت والمبيدات الحشرية، وما إلى ذلك، والتي تُسبِّب آثارًا صحيةً كبيرةً عندما يستنشق الناس الغبار الملوث، ويمكن أن يؤدي الغبار إلى تآكل المباني والبنى التحتيَّة المبنيَّة الأخرى؛ حيث يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الأملاح.
الآثار الرئيسة للعواصف الرملية والترابية:
- تلوث الهواء.
- الحالة الصحيَّة السيئة من استنشاق جزيئات الغبار الدقيقة والمُلوِّثات الموجودة في الغبار.
- حوادث الطرق ومخاطر الطيران بسبب ضعف الرؤية.
- تأخير هبوط وإقلاع الرحلات الجويَّة، وتقييد حركة السفن.
- الأضرار التي تلحق بالمباني المادية؛ مثل: المباني والطرق وأحواض السباحة، وما إلى ذلك بسبب ترسُّب الغبار.
الآثار الصحية نتيجة التعرُّض للعواصف الترابية:
- لا تؤثر العواصف الترابية على الرؤية فقط، بل يمكن أن تؤدِّي أيضًا إلى تفاقم الظروف الصحية الحالية بين السكان.
- يمكن أن يتسبَّب التعرُّض للعواصف الرملية في مشاكل صحية لدى الأشخاص في الفئة المُعرَّضة للخطر؛ مثل: المرضى الَّذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي الموجودة مسبقًا، والنساء الحوامل، والأطفال، وكبار السِّن، والذين يعملون في الهواء الطَّلْق.
- في حين أن جزيئات الغبار الكبيرة يمكن أن تُهيِّج العينين والأنف والحلق، فإنَّ الجزيئات الدقيقة يمكن أن تهيج الرئتين، وتُؤدِّي إلى ردود فِعْلٍ تحسُّسية.
- قد يؤدِّي التعرُّض للعواصف الرملية إلى تفاقم حالاتٍ؛ مثل: مرض الانسداد الرئوي المزمن، والربو، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
- قد يؤدِّي أيضًا إلى نوبة ربوٍ حادة في مرضى الربو المستقرين سابقًا؛ لذلك يجب على هؤلاء المرضى تَوخِّي مزيدٍ من الحذر.
إرشادات السلامة:
- تجنُّب الخروج ما لم تكن مضطرًّا للخروج، خاصةً عندما تكون الرؤية منخفضةً، والرياح شديدةً.
- تناول الماء بكمياتٍ كافيةٍ.
- أغلق النوافذ والأبواب وفتحات التهوية.
- إذا أمكن ابقَ في غرفةٍ مكيفةٍ.
- إذا اضطررت للخروج، حافظ على فمك وأنفك مُغطًّى بقناعٍ أو جهاز تنفس.
- عند الخروج، ارتدِ نظارات واقية، واغسل عينيك بالماء إذا كانت عيناك متهيجةً.
- يمكن للأشخاص الذين يعانون من الحساسية السيئة الاستمرار في تناول الأدوية الموصوفة.
- إذا كنت تعاني من أعراضٍ؛ مثل: السُّعال والصفير عند التنفُّس، وصعوبة التنفُّس، وألم في الصدر، أو انزعاج في الصدر، فاطلب المساعدة الطبية على الفور.
خاتمة:
تُسبِّب العواصف الرملية والترابية تأثيرات سلبية كبيرة على المجتمع والاقتصاد والبيئة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ولا يمكن الحد من المخاطر البيئيَّة والصحيَّة لهذه العواصف بشكل دائم، ولكن يمكن الحد من تأثيرها من خلال اتِّخاذ التدابير المناسبة. وتُشكِّل زيادة الغطاء النباتي وزراعة غابات بأشجارٍ كثيفةٍ تعمل كمصدَّات للرياح، وتشييد مساحات وأحزمة خضراء محيطة بالمدن- أحد أهم الخطوات الكفيلة بخفض معدل العواصف الرملية، واحتواء آثارها المدمرة.