إطفاء الحرائق بالموجات الصوتية
وسط الدمار المتزايد بسبب الحرائق، وخصوصًا حرائق الغابات، ولاحتواء الحرائق المستقبلية، تُقدِّم التكنولوجيا حلًّا واعدًا كان يعتبر مستحيلًا في السابق، وهو إطفاء حرائق الغابات بالموجات الصوتية.
جاء هذا الاختراق في عام 2015م، عندما قام اثنان من طلاب الهندسة الجامعيين (سيث روبرتسون) و(فييت تران)، بإنشاء مطفأة حريق صوتية لمشروع التخرُّج في جامعة جورج ميسون.
تمَّ إنشاء الطفَّاية الصوتية في البداية لإخماد حرائق المطبخ الصغيرة، وسرعان ما تقدَّمت بهدف توسيع نطاق المكافحة لإطفاء حرائق الغابات الكبيرة.
تعمل مطفأة الصوت باستخدام الموجات الصوتية (نوع من موجات الضغط) لدفع الأوكسجين بعيدًا عن مصدر اللهب، ونشره على مساحة سطح أكبر. وتعمل هذه الإجراءات على كسر مثلث احتراق النار المكون من: (الحرارة، والوقود، والأكسجين)، وهي العناصر الثلاثة اللازمة لإشعال النار. وتعمل مطفأة الحريق الصوتية على إخماد اللهب باستخدام صوت منخفض التردد (30 – 60 هرتز) دون الاعتماد على الماء أو المواد الكيميائية.
في حين أن هناك احتمالًا ضعيفًا أن النار يمكن أن تشتعل من جديدٍ، فإن المزايا المحتملة لهذه التكنولوجيا واسعة النطاق، وسيمنع الجهاز التعرُّض للمواد الكيميائية الضارَّة الموجودة في طفايات الحريق التقليدية. أيضًا سيتمُّ توفير الكثير من الماء؛ على سبيل المثال: تتطلَّب حادثة حريق متوسطة معدل (200000) جالون من الماء لإطفاء الحريق الذي يعادل جالونات الماء المستخدمة في المنزل لمدة (5.5 سنوات)، كما أن تقنية إخماد الحرائق الصوتية نظيفة، وصديقة للبيئة، وفعَّالة، ولا تتطلَّب إعادة تعبئة.
علاوةً على ذلك، فإنَّ فكرة استخدام الصوت لإخماد الحريق ليست جديدةً، وقد حاولت وكالة مشروع الأبحاث المتقدمة للدفاع الأمريكي (DARPA) استخدام الموجات فوق الصوتية لإخماد الحريق قبل ذلك، لكنها فشلت.
وتعمل الآن شركة ARSAC التي بدأت كشركة (طائرات بدون طيارٍ) في عام 2017م، على تطوير هذه التقنية الحديثة بالتعاون مع الطالبين صاحبي الاختراع لدفع تكنولوجيا الإطفاء بالموجات الصوتية إلى المستوى التالي لتحسين جودة خدمات الطوارئ والإغاثة في حالات الكوارث، نتهدف ARSAC إلى استخدام الموجات الصوتية لمحاربة الحرائق في الغابات من خلال (كوادكوبتر بدون طيار)، تضمن سلامة رجال الإطفاء، ويمكن للطائرة الرباعية أن تحلَّ محلَّ رجال الإطفاء إذا تمَّ تطوير تقنية الصوت بشكلٍ أكبر، بينما لا يزال المنتج قيد التطوير، فإن الشركة على استعدادٍ لتوسيع نطاق طفاية الحريق، وتُخطِّط للكشف عن نموذجٍ أوليٍّ للنظام المتكامل الجديد قبل طرحه في السوق.
وعلى نطاقٍ أوسع يمكن تطوير تكنولوجيا إطفاء الحرائق بالموجات الصوتية لإنشاء خطوط حدٍّ صوتية تمنع انتشار مثل هذه الحرائق.