السلامة في الصيام والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها للوقاية من الأمراض والحوادث المهنية
- دراسة حول تأثير الصيام على الجسم:
هذه الدراسة تمَّ تنفيذها في شهر رمضان (يونيو/يوليو 2014) في مدينة (براك) في الجنوب الليبي، وشارك في هذه الدراسة (42 متطوعًا) من الذكور والإناث، متوسط أعمارهم (38 عامًا)، ليس لديهم تاريخ مَرَضي، وكانوا غير مُدخِّنين، خضعوا لتقييم القياسات الجسمية، وقياس دهون الدم قبل (4 أيام) من بداية شهر رمضان، وقبل (4 أيام) من نهايته.
حيث خلصت هذه الدراسة إلى أن التغيُّر طويل الأمد في عدد وجبات الطعام وتوقيتها خلال شهر رمضان المبارك له تأثيرٌ جيدٌ وملحوظٌ على الكولستيرول مرتفع الكثافة لدى النساء، والجلسريدات الثلاثية لدى الرجال، ومؤشر التصلُّب الشُّرياني لدى الجنسين، ممَّا أدَّى إلى انخفاض معدل الإصابة بالأمراض ذات الصلة بدهون الدم؛ كأمراض القلب، وتصلُّب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم والسُّكري.
- فريضة وعدد ساعات الصيام:
شهر رمضان تؤدَّى فيه عبادة عظيمة، وهي ركنٌ من أركان الإسلام، ألا وهي: (الصيام)، حيث يمتنع المسلمون عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس مع النيَّة.
وتختلف ساعات الصيام من دولةٍ إلى أخرى حسَب الموقع الجغرافي، حيث إنَّ معدل ساعات الصوم في أغلب الدول العربية يتراوح ما بين (14 و15 ساعة).
والسؤال: ما الأسباب الحقيقية لفقدان التركيز في العمل ممَّا يؤدِّي للإصابات والمخاطر؟
وتجيب الدراسات: أنَّ السبب هو: (قلة النوم)، وليس الصيام.
ولكن مع الصيام يوجد نقص الطعام والماء في الجسم ممَّا قد يؤدِّي إلى مجموعة من الأعراض؛ منها: (الجفاف، والتعب والإجهاد)؛ حيث يُلَاحظ ذلك من خلال الشعور بالوهن المستمرِّ، ونقص الطاقة، وتأثُّر حاسَّة الإبصار، والتعب بسهولة مع الحدِّ الأدنى من النشاط البدنـي، مع قلَّة التركيز بسبب انخفاض مستويات السكر في الدم.
وفي الإطار المهنيِّ يمكن أن تؤدِّي الأعراض السابقة في بعض المهن – مثل: قطاعات البناء والزِّراعة والصِّناعات التحويليَّة، وكذلك في بيئات العمل ذات الحرارة المرتفعة؛ مثل: الأفران، وأماكن تحضير الطعام والحلويات، ومصانع صهر المعادن، ولدى سائقي الشاحنات والتوصيل – إلى وقوع الحوادث والإصابات المهنيَّة.
- نصائح لتجنُّب مخاطر وإصابات العمل في رمضان:
- على صاحب العمل:
-
-
- تقليل مُدَّة نوبة العمل، والبدء باكرًا ما أمكن، وكذلك تنظيم وقت العمل تحت أشعَّة الشمس، وفي المناطق الخارجيَّة، بحيث لا يُسْمَح بالعمل لأكثر من ساعتين متواصلتين مع توفير أماكن للراحة ذات تهوية مناسبة.
- أداء الأعمال التي تتطلَّب جهدًا بدنيًّا في الصباح الباكر، حيث يكون العاملون يَقِظين ونَشِيطين، وتأخير الأعمال الرُّوتينية إلى آخر نوبة العمل.
- قياس درجة الحرارة والرُّطوبة النسبيَّة في مكان العمل، والحرص على أن تكون ضمن الحدود المسموح بها لتحقيق الراحة التامَّة، ولتجنُّب الإجهاد الحراري، فالقياسات البيئية تدلُّ على احترام وحرص المنشأة على العاملين بها.
- توعية العالمين بمخاطر العمل تحت أشعَّة الشمس، وفي البيئات الحارَّة، وطرق الوقاية المُتَّبعة، وكذلك يجب أن يشعر الموظفون بالقدرة على التحدُّث عن أيَّة آثار سلبية ناتجة عن الصيام والعمل.
- توفير مُعدَّات الوقاية الشخصية من قبعاتٍ، وقُفَّازات حرارية، وملابس عمل بألوان زاهية تغطي كامل الجسد، ولا تمتص الحرارة.
- توفير مياه باردة لغسل الوجه، وترطيب الجسم أثناء العمل، بالإضافة إلى التهوية المناسبة.
- منع العمل داخل الخزَّانات والأماكن المغلقة وشبه المغلقة في ساعات ارتفاع درجات الحرارة في منتصف النهار، بل يجب أداء الأعمال في هذه الأماكن في أوقات مثل الصباح الباكر، أو بعد الظهر إنْ أمكن.
- توفير الدعم الطبي، حيث يُنْصَح باتخاذ الترتيبات المناسبة للإسعافات الأوليَّة في حالات الطوارئ، وكذلك الإشراف المناسب على جميع الموظفين، وتجنُّب العمل الفردي، والتأكُّد من أن الموظفين يستريحون في الداخل خلال الجزء الأكثر سخونةً من اليوم.
- الانتباه إلى سنِّ العاملين، حيث إنَّ العاملين من كبار السن أكثر تأثرًا بالصيام والعمل تحت درجات الحرارة الحالية، فينبغي تبديل المهام مع مَنْ هم أصغر سنًّا.
-
-
- أمَّا بالنسبة للعاملين، فيجب القيام بالتالي:
-
-
- النوم الكافي لسبع ساعات على الأقل كل ليلة.
- تجنُّب أشعَّة الشمس الحارَّة والحرارة الزائدة من المُعدَّات والآلات والأفران، ويجوز لك في حالة الضرورة تبريد جسمك بالماء، وذلك برشِّ الماء على الملابس والجلد.
- تجنُّب الاستراحة في أماكن خطرة؛ مثل: النوم تحت المعدات الثقيلة والآلات، وفوق السَّقَّالات، وبين صناديق البضائع في المستودعات، وتحت الطاولات.
- استنشاق الغبار يؤدِّي إلى جفاف المريء والمعدة والمستقيم، وفي ذلك خطر عظيم على صحتك وسلامتك، وينبغي استعمال الكمامة الواقية المناسبة التي يوفرها صاحب العمل.
- تأخير تناول وجبة السحور في أقرب وقتٍ ممكنٍ من الفجر؛ للحفاظ على مستويات الطاقة طوال اليوم. وينبغي تناول وجبة سحور صحية تحتوي على الألياف (خضار/فواكه/حبوب الشوفان والقمح والشعير/تمر/حلاوة، ومشتقات الحليب).
- عند الإفطار تجنَّب الكافيين (يُسبِّب كثرة التبوُّل لدى بعض الأشخاص)، والمشروبات السكرية والمسليات المالحة، ويُوصَى بتناول ثلاث لترات على الأقل من السوائل بين الإفطار والسحور.
- إخبار المشرفين في العمل عن أيَّة حالات مَرَضية يعانون منها، أو أدوية يتناولونها؛ خوفًا من تفاقم حالتهم الصحية أثناء الصيام، وانعكاس ذلك على وقوع الحوادث.
- تجنُّب الانفعال والتسرُّع يساعدك على اتخاذ قرارات سليمة، ويمنع وقوع حوادث العمل.
-
- أخيرًا:
ينبغي اغتنام أوقات هذا الشهر الفضيل، وكذلك محاولة التكيُّف معه بضبط ساعات النوم – وأقلُّه سبع ساعات يوميًّا – مع الاهتمام بنوعية وكمية طعام السحور والإفطار.
دمتم في أمان الله وحفظه
السلامة أولًا