الضباب المائي (Fog) تشكل خطرًا كبيرًا على القيادة؛ لأنها تقلل الرؤية الأفقية وتزيد من احتمال وقوع حوادث شديدة في هذه المدونة، سنعرض قواعد السلامة، إحصائيات، التقنيات الحديثة، والأكواد والمعايير التي تساعد السائقين على التعامل الآمن مع هذه الحالة.
يحدث الضباب المائي عند انخفاض درجة حرارة الهواء إلى درجة الندى مما يؤدي لتكثّف بخار الماء.
تكون الجزيئات المائية الدقيقة ذات قطر (0.01–0.02 ملم) مما يؤدي إلى:
تشتيت الضوء.
تقليل مدى الرؤية لأقل من 500 متر.
صعوبة تقدير المسافات.
أولًا: قواعد القيادة الآمنة خلال الضباب المائي:
استنادًا إلى إرشادات المرور والجهات الرسمية (مثل المرور في مصر):

1- تأجيل القيادة إن أمكن:
من أفضل الطرق للتغلب على الضباب المائي : تجنّب القيادة إذا كانت الرؤية ضعيفة جدًا حتى تتحسن.
2- تهدئة السرعة:
قلّل سرعتك قبل الدخول في المناطق الضبابية لتكون قادرًا على التوقف في الوقت المناسب.
3- إضاءة الأنوار بطريقة مناسبة:
استخدم الأنوار الأمامية في الوضع المنخفض (Low-beam).
شغّل أنوار الضباب المائي (Fog Lights) إذا توفرت لديك.
استخدم أنوار الانتظار (Hazard lights) بحذر: لجعل سيارتك مرئية، لكن ليس بطريقة تشتت أو تخدع السائقين الآخرين.
4- تهوية داخلية مناسبة:
افتح زجاج السيارة قليلاً لمنع تكثف الرطوبة داخل الزجاج الداخلي، لأن ذلك قد يحجب الرؤية.
5- مسافة أمان مضاعفة:
ازدِد من المسافة بينك وبين السيارة أمامك لتتمكن من التوقف بأمان إذا ظهرت مفاجأة.
6- استخدام مسّاحات الزجاج:
شغّل مسّاحات الزجاج الأمامي باستمرار لإزالة الرطوبة أو تكون الماء.
7- عدم التوقف في وسط الطريق:
إذا اضطررت للتوقف في الضباب المائي، اركن أقصى اليمين، شغّل كافة الأضواء التحذيرية، وثبّت مثلث تحذير خلف سيارتك.
8- الالتزام بتعليمات رجال المرور:
اتبع توجيهات رجال المرور إن كانوا موجودين، خاصةً في الطرق السريعة أو ذات الضباب المائي الكثيف.
ثانيًا: إحصائيات وأرقام مهمة:
من المهم جدًا فهم مدى خطورة الضباب المائي من خلال أرقام وإحصائيات حقيقية:
وفقًا لبيانات من إدارة الطرق السريعة الأمريكية (FHWA) حوالي 4٪ من الحوادث
المرتبطة بالطقس تقع في ظروف ضعف الرؤية مثل الضباب أو الضباب المائي.
من تقرير GM أكثر من 38,700 حادث سيارات سنويًا تحدث بسبب الضباب، مع اكثر من600 وفاة وأكثر من 16,300 إصابة
وفقًا لدراسة الجوية العادية AAA حوادث الضباب بها معدل وفيات أعلى بنسبة 155٪ مقارنة بالظروف.
في بلجيكا: هناك حوالي 160 شخصًا يموتون أو يتعرضون لإصابات في الحوادث بسبب الضباب سنويًا.
من دراسة MDPIعند تحليل حالات الضباب على الطرق السريعة، وجد أن 72.3٪ من الحوادث المرتبطة بالضباب تُصنّف على عند أنها ذات مستوى خطورة متوسط أو أعلي
ثالثًا: أحدث التقنيات للتعامل مع الضباب المائي:
في عالم السيارات الحديثة، هناك تقنيات متقدمة تساهم كثيرًا في تحسين السلامة أثناء القيادة في الظروف الضبابية:
1- الرادار(Radar):
النظير التقليدي للكاميرات، الرادار يمكنه “رؤية” من خلال الضباب بشكل أفضل لأن الموجات الرادارية تخترق الجسيمات المائية بشكل أفضل من الضوء.
2-(ليدار) Lidar:
(Light Detection and Ranging): يُستخدم كثيرًا في السيارات ذات القيادة الذاتية أوأنظمة ADAS الليدار لكن الضباب يشكّل تحديًا الجزيئات المائية تقلّل من مدى الليدار .
هناك أبحاث لتحسين أداء الليدار في الضباب، وضبط إعدادات المستشعرات لتحسين الاستشعار في هذه الظروف.
3- تقدير الرؤية (Visibility Estimation):
هناك شبكات عصبية بداخل الضباب من خلال الصور(Neural Networks) مثل DMRVisNetالتي تقدر مدى الرؤية الملتقطة بالكاميرا، وتحوّل ذلك إلى خريطة رؤية بكسل-ببكسل.
4- سرعة متغيرة ديناميكيًا (Variable Speed Limit, VSL):
استراتيجيات تحكم ذكية لسرعة الطرق السريعة: في وجود الضباب، يمكن تغيير حد السرعة تلقائيًا ليكون أكثر ملاءمة للسلامة. دراسة استخدمت خوارزمية لتحكم في السرعة تحت الضباب ووجدت أنها تقلل من مخاطر الحوادث حتى بنسبة 37٪ تقريبًا مقارنة بالقيود العادية، دون التأثير الكبير على وقت المرور.
6- مراقبة السائق:
أنظمة مراقبة السائق (مثل الكشف عن النعاس) قد تكون مفيدة جدًا أثناء الضباب، لأن السائق قد يصبح أكثر إرهاقًا أو توترًا خاصة عند الرؤية المنخفضة. (مثلاً، تقنيات تعتمد على الشبكات العصبية لرصد نعاس السائق).
رابعًا: الأكواد والمعايير والمعايير التنظيمية:
من الناحية التنظيمية والمرورية: المرور المحلي (مثل المرور في مصر) يضع تعليمات واضحة حول استخدام الأنوار، السرعة، التهوية خلال الضباب.
في مجال السيارات الذاتية: الأبحاث العلمية تقترح معايير أداء لمستشعرات مثل الليدار والرادار في الطقس السيئ يجب أن تكون مصمّمة لتحمل ظروف انكسار الإشارة الناتجة عن الضباب (انظر بحوث الليدار المذكورة أعلاه).
خامسًا: توصيات عملية للسائقين والسلطات:
للسائقين:
1- درّب نفسك على القيادة في ضباب إذا أمكن (مثلاً، وقت اختبار قيادة أو تدريب خاص).
2- تحقق من أن أضواء سيارتك (منخفضة + شبورة) تعمل بشكل صحيح، وصيانة الكشافات والمصابيح.
للسلطات المرورية:
1- تعزيز التوعية المرورية: حملات توجيهية للسائقين حول مخاطر الضباب المائي وكيفية التعامل معها.
2-تركيب لوحات إشارات ذكية(Variable Message Signs): استخدام لافتات متغيرة لتحذير السائقين من الضباب المائي وتغيير حد السرعة حسب الرؤية.
القيادة في الضباب المائي تمثل تحديًا حقيقيًا، لكنها يمكن إدارتها بأمان إذا تمّ اتباع قواعد واضحة، استخدام التقنيات الحديثة، والاهتمام بالمعايير والتنظيمات. التوعية والإعداد الصحيح يمكن أن يقللا كثيرًا من المخاطر.