مقالات المجلة

ملف العدد1:استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) في السلامة

مقدمة:

الواقع الافتراضي (VR) هو تكنولوجيا تَسْمح للمستخدمين بالتفاعل مع بيئة مُحَاكية ثلاثية الأبعاد تُنْشأ باستخدام أجهزة الكمبيوتر، وتعتمد هذه التكنولوجيا على خَلْق تجربة حسِّيَّة تجعل المستخدم يشعر وكأنَّه داخل هذه البيئة الافتراضية.

ويمكن استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) بطرق مختلفة لتعزيز السلامة في مجالاتٍ مختلفةٍ، يُوفِّر العديد من الفوائد والتوعية وتجارب وتدريبات آمنة وواقعيَّة، بالإضافة إلى تحسين بيئة العمل بشكلٍ عامٍّ في المصانع، أو المباني الكبيرة، أو البيئات الخطرة. 

 المُكوِّنات الأساسية للواقع الافتراضي:

  1. الأجهزة (Hardware):
    • نظارات الواقع الافتراضي VR headsets: يتمُّ ارتداؤها على الرأس، وتُغطِّي العينين، وتَعْرض للمستخدم صورًا ثلاثيَّة الأبعاد مُحَاكية للواقع.
    • وحدات التحكُّم Controllers: أدوات تحكُّم تُسْتخدم للتفاعل مع البيئة الافتراضيَّة؛ مثل عِصيِّ التحكُّم، أو القُفَّازات الحسَّاسة.
    • أجهزة تتبُّع الحركة Motion tracking devices: تُسْتخدم لتعقُّب حركات المستخدم، وتحويلها إلى حركات داخل البيئة الافتراضيَّة.
  1. البرمجيَّات Software:
    • البرامج والتطبيقات Applications: البرمجيَّات التي تُنْشئ البيئة الافتراضيَّة، وتتيح التفاعل معها.
    • مُحرِّكات الألعاب Game engines، مثل: Unity وUnreal Engine: تُسْتخدم لإنشاء وتطوير تجارب الواقع الافتراضيِّ.

كيفيَّة عمل الواقع الافتراضي:

  • العرض البصري Visual Display: تعرض النظَّارات صورًا ثلاثيَّة الأبعاد لكلِّ عين بشكل منفصل؛ ممَّا يخلق تأثير العمق، ويُعزِّز الشعور بالوجود داخل البيئة الافتراضيَّة.
  • التفاعل Interaction: يسمح الواقع الافتراضي للمستخدمين بالتَّفاعل مع الكائنات الافتراضيَّة من خلال وحدات التحكُّم؛ ممَّا يضيف طابعًا تفاعليًّا للتجربة.
  • الصوت Sound: يمكن إضافة صوت محيطي ثلاثي الأبعاد لتعزيز الشُّعور بالواقع، وجعل التجربة أكثر واقعيَّة.
  • الحركة Motion: تعقُّب حركة الرأس والجسم يُتِيحُ للمستخدمين التحرُّك داخل البيئة الافتراضيَّة، والتفاعل معها بطريقة طبيعية

استخدامات الواقع الافتراضي:

  • الألعاب: تُعدُّ الألعاب من أكثر الاستخدامات شيوعًا لتكنولوجيا الواقع الافتراضي، حيث تُوفِّر تجربةً غامرةً ومثيرةً.
  • التدريب والتعليم: يُسْتخدم الواقع الافتراضي في تدريب الأفراد في مجالات؛ مثل: الطِّب، والطيران، والسلامة، والهندسة، حيث يُمْكنهم التدريب في بيئات مُحَاكية للواقع بدون مخاطرة.
  • العلاج الطبي: يُسْتخدم في علاج اضطرابات القلق، والتأهيل البدنـي، وعلاج الألم.
  • التَّصميم والهندسة: يُسْتخدم لتصميم النَّماذج ثلاثيَّة الأبعاد، وتحليلها في بيئة افتراضيَّة قبل تنفيذها في الواقع.
  • التَّسويق والعروض التجاريَّة: يُسْتخدم لعرض المنتجات والخدمات بطريقة تفاعليَّة وجذَّابة.

الفوائد:

  • السلامة: يُوفِّر بيئة آمنة للتدريب والتجربة دون التعرُّض لأيِّ مخاطر.
  • التكلفة: يمكن أن يكون أقلَّ تكلفةً مقارنةً بالتدريب التقليدي أو النماذج الحقيقية.
  • الفعالية: يوفِّر تجارب غامرة وتعليمية أكثر تأثيرًا وفعاليةً

باختصار، الواقع الافتراضي هو تكنولوجيا مبتكرة تُتِيحُ للمستخدمين تجربة بيئات مُحَاكية للواقع، والتفاعل معها بطريقة طبيعية وغامرة؛ ممَّا يفتح آفاقًا جديدةً في العديد من المجالات.

الواقع الافتراضي (Virtual Reality – VR) يقدم مجموعةً متنوعةً من الاستخدامات والفوائد في مجال السلامة: 

إليك بعض الأمثلة على كيفيَّة استخدام الواقع الافتراضي في تعزيز وتحسين مجال السلامة:

  1. التدريب على السلامة (التدريب العملي)؛ حيث يُوفِّر الواقع الافتراضي بيئةً آمنةً لتدريب العاملين على كيفيَّة التعامل مع مواقف الطوارئ (مثل: الحرائق، أو التَّسريبات الكيميائية)، دون تعرُّضهم لأي خطر فعليٍّ.
  2. مُحَاكاة بيئات العمل الخطرة: يمكن إنشاء مُحَاكاة دقيقة لبيئات العمل الخطرة؛ مثل: المواقع الصناعيَّة، أو مواقع البناء؛ ممَّا يسمح للمتدرِّبين بتجربةٍ، واختبار ردود أفعالهم في مواقف واقعيَّة، ولكن آمنة.
  3. تدريب المُوظَّفين: يمكن استخدام الواقع الافتراضي لتدريب الموظَّفين على سيناريوهات مختلفة للسلامة، ويمكن للمتدرِّبين التفاعل مع محيط افتراضي يُحَاكي مواقف خطرة بطريقة آمنة؛ ممَّا يساعدُهُم على تعلُّم كيفية التصرُّف، والتفاعل بشكل صحيح في حالات الطوارئ.
  4. تقييم المخاطر وتحليل البيانات: يمكن استخدام الواقع الافتراضي لتحليل وتقييم المخاطر في مواقف محدَّدة، وبيئات عمل مختلفة، ويمكن للمهنيِّين في مجال السلامة إنشاء سيناريوهات افتراضيَّة لاختبار تأثيرات محتملة لحوادث ومخاطر مُعيَّنة؛ ممَّا يساعدهم في وَضْع إجراءات وسياسات مناسبة للحدِّ من هذه المخاطر؛ ممَّا يسمح للمديرين باتِّخاذ إجراءات تصحيحيَّة قبل حدوث أي حوادث.
  5. تطوير خطط الإخلاء: يمكن استخدام الواقع الافتراضي لتطوير واختبار خطط الإخلاء في مجموعةٍ متنوعةٍ من المواقف، ويمكن للأفراد ممارسة إجراءات الإخلاء في بيئة افتراضية؛ ممَّا يساعدهم على تطوير ردود فعل فعَّالة وسريعة في حالات الطوارئ الحقيقية.
  6. تحسين الوعي بالسلامة: يمكن استخدام تقنية الواقع الافتراضي لزيادة وَعْي الموظفين والعاملين بشكل عام بأهميَّة السلامة، والالتزام بالإجراءات الصحيحة، ويمكن إنشاء تجارب تفاعليَّة؛ مثل: إنشاء حوادث لتحليل أسبابها، وتعلُّم كيفيَّة تجنُّبها في المستقبل، وتوضيح تأثير السلوك غير الآمن، وتشجيع الالتزام بالسلوك الآمن.
  7. اختبار القدرات: يمكن استخدام الواقع الافتراضي لاختبار قدرات الأفراد في التعامل مع مواقف سلامة مُحدَّدة، ويمكن إعداد تحديات ومهام مختلفة لقياس رُدُود الفعل والأداء في بيئة افتراضية.
  8. تحسين التعاون والتواصل: يمكن للواقع الافتراضي أن يُسْهم في تحسين التَّواصل والتعاون بين فِرَقِ العمل في مجال السلامة، ويمكن للموظَّفين التفاعل والتعاون في بيئة افتراضيَّة لممارسة السِّيناريوهات، وتطبيق استراتيجيات التعاون.
  9. التواصل الفوري: يمكن استخدام (VR) لتعزيز التَّواصل الفوري بين الفِرَقِ المختلفة في موقع العمل؛ ممَّا يساعد في تقليل الزمن اللازم للاستجابة للطوارئ.
  10. تحسين تصميم المنشآت: يمكن استخدام الواقع الافتراضي في تصميم المنشآت والأماكن بطريقة تُعزِّز من السلامة؛ حيث يمكن للمهندسين والمُصمِّمين إنشاء نماذج افتراضية لتقييم تأثيرات التصميم على السلامة.
  11. مُحَاكاة الحالات الطارئة: يمكن إنشاء سيناريوهات افتراضية لحالات طوارئ مختلفة (مثل: حرائق أو تسريب غاز)، فذلك يُتِيحُ للفِرَقِ التدريب على كيفيَّة التصرُّف بسرعة وفعالية في حالة وقوع حدثٍ طارئٍ حقيقيٍّ.
  12. صيانة وإصلاح الأجهزة: يمكن استخدام (VR) لتدريب فنيِّي الصيانة على كيفيَّة فحص وإصلاح المُعدَّات المهمَّة، وهذا يمكن أن يُقلِّل من خطر حدوث تلف أو تعطُّل في المعدات الحيويَّة.
  13. تصميم البُنْية التحتية: يمكن استخدام (VR) لتصميم وتخطيط البُنْية التحتية للأماكن المحصورة بطريقة تُعزِّز من تدفُّق الحركة، وتقليل مخاطر التصادم والاحتشاد.
  14. رَصْد ومراقبة: يمكن استخدام (VR) لإعداد نظام مراقبة افتراضي لتتبُّع تحرُّكات وسلوكيات الموظفين داخل الأماكن المحصورة؛ ممَّا يساعد في التأكُّد من الامتثال لقواعد السلامة.

خاتمة:

استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) في مجال السلامة يُمثِّل قفزةً نوعيةً نحو تعزيز بيئات العمل الآمنة والفعَّالة، فمن خلال توفير تجارب تدريبيَّة واقعيَّة وتفاعليَّة يمكن للموظَّفين اكتساب مهارات حاسمة للتعامل مع المواقف الطارئة دون المخاطرة بسلامتهم، كما تُتِيحُ هذه التكنولوجيا إمكانيَّة تحليل المخاطر بشكلٍ دقيقٍ، وتطوير استراتيجيات الوقاية والاستجابة للطوارئ بشكلٍ أفضل.

ومع تقدُّم التكنولوجيا، واستمرار تطويرها، يتوقَّع أن تصبح حلول (VR) جزءًا أساسيًّا من استراتيجيات السَّلامة في مختلف الصناعات؛ ممَّا يُسْهم في تقليل الحوادث، وتحسين جودة العمل بشكلٍ عامٍّ.

ويُمثِّل الواقع الافتراضي أداةً قويةً لتجهيز الموظفين، وتعزيز وَعْيهم بالمخاطر المحتملة؛ ممَّا يؤدِّي إلى بيئة عمل أكثر أمانًا ومرونةً، وباستمرار الاستثمار في هذه التكنولوجيا وتطوير تطبيقاتها، يمكن تحقيق مستويات جديدة من السَّلامة والابتكار في مكان العمل.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *