مقدمة:
تنصُّ تشريعات السلامة في بعض الحالات على المراقبة الطبيَّة المنتظمة للوقاية أو التعرُّف المبكر على الأمراض المرتبطة بالحرارة والأشعَّة فوق البنفسجية الشمسية، وتلوُّث الهواء، والأمراض المنقولة بالنواقل والكيماويات الزراعية، ويُدْرج بعض البلدان أيضًا في القائمة الوطنية للأمراض المهنية الأمراض المرتبطة بالحرارة، والأمراض الناجمة عن الأشعَّة فوق البنفسجية الشمسية، والأمراض الناجمة عن المخاطر البيولوجية و/أو الاضطرابات المرتبطة بمبيدات الآفات.
السياسات والاستراتيجيات الوطنية:
في بعض الأحيان، يتمُّ دَمْج مخاوف السلامة المتعلقة بتغيُّر المناخ في سياسات واستراتيجيات الصحَّة العامة والبيئية من خلال الإشارة صراحةً إلى العمل في مكان العمل، وحماية صحة العمال، وفي حالات أخرى تمَّ تحديد المخاطر، والمخاطر المتعلقة بتغيُّر المناخ كأولويَّات في السياسات والاستراتيجيات الوطنية للسلامة، وتحديد الإجراءات والمبادرات التي سيتمُّ تنفيذها في السنوات القادمة.
القوانين واللوائح:
تناولت تشريعات السلامة تاريخيًّا حماية العمال من درجات الحرارة القصوى، والإشعاع غير المُؤيَّن (بما في ذلك الأشعَّة فوق البنفسجية الشمسية)، وتلوث الهواء، والمخاطر البيولوجية (بما في ذلك الأمراض المنقولة بالنواقل)، والمواد الكيميائية الخطرة (بما في ذلك الكيماويات الزراعية)، ويشير بعض قوانين السلامة أيضًا إلى حماية العمال أثناء الظواهر الجويَّة القاسية، والكوارث الطبيعية؛ ممَّا يتطلَّب خطط استجابة للطوارئ في مكان العمل.
الاتفاقات الجماعية:
وفي بعض البلدان، حدَّدت الاتفاقات الجماعية تدابير إضافية للتصدِّي لبعض الأخطار والمخاطر المتَّصلة بتغيُّر المناخ؛ مثل: الحرارة المُفْرطة، والظواهر الجويَّة المتطرفة، وتلوُّث الهواء، والمواد الكيميائية الزراعية، وقد أدَّت هذه الاتفاقيات إلى تحسين حماية السلامة للعاملين في أنواع مختلفة من الصناعات؛ مثل: البناء، وسلاسل توريد الأغذية والمشروبات والزراعة والنقل.
برامج التدريب ومبادرات التوعية:
وضع بعض هيئات وسلطات السلامة، ومنظمات أصحاب العمل والعمال، والمنظمات غير الحكومية، وغيرها من الهيئات- برامجَ تدريبية، وحملات ومبادرات استشاريَّة لنَشْر المعلومات حول المخاطر المتزايدة المرتبطة بتغيُّر المناخ، وتدابير الوقاية منها.
في حين تمَّ تنظيم العديد من حملات التوعية المتعلقة بالحرارة المفرطة، والسلامة من أشعَّة الشمس في العمل، وتمَّ تحديد أنشطة أقل تتناول تغيُّر المناخ، والظواهر الجويَّة المتطرفة، وتلوث الهواء في مكان العمل، والأمراض المنقولة بالنواقل، والمواد الكيميائية الزراعية.
مبادرات الصحَّة العامَّة التي تستهدف العمال:
تغيُّر المناخ هو قضية ترتبط فيها الاهتمامات الصحية للعمال والجمهور بشكلٍ واضحٍ، وبالتالي تمَّ دمج مبادرات السلامة في بعض البلدان في برامج وحملات الصحَّة العامة، على سبيل المثال: تمَّ إنشاء برامج الوقاية من سرطان الجلد للكشف عن التغيُّرات التي تطرأ على الجلد لدى العمال المُعرَّضين لمخاطر عالية بشكلٍ خاصٍّ للأشعَّة فوق البنفسجية الشمسية، كما استهدفت مبادرات الصحة العامة الرامية إلى مكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل- العمالَ الأكثرَ عُرْضةً للخطر.
ويمكن أن تجلب ممارسات التخضير أيضًا تحديات جديدة للسلامة:
وتؤدِّي الشركات دورًا مُهمًّا في استراتيجيات التخفيف من تغيُّر المناخ من خلال إيجاد طرق للحدِّ من انبعاثات مكان العمل، وتنفيذ ممارسات العمل المستدامة، كما تظهر الصِّناعات والتكنولوجيات الخضراء الاستجابة لهذه الحالة الطارئة العالمية، ويمكن أن تساعد في التخفيف من حدَّتها على المدى الطويل، ومع ذلك قد تؤدِّي التقنيات الخضراء في بعض الحالات إلى خَلْق أو تضخيم مخاطر السلامة، خاصةً إذا لم يتمَّ بعد تطوير البُنْية التحتية المناسبة، وحماية السلامة.
الخاتمة:
يتعرَّض عددٌ مذهلٌ من العمال بالفعل للمخاطر المرتبطة بتغيُّر المناخ في مكان العمل، ومن المُرجَّح أن تزداد هذه الأرقام سوءًا. ويفقد العديد من هؤلاء العمال حياتهم بعد التعرُّض لمثل هذا التعرُّض، أو يستسلمون لأمراض قاتلة؛ مثل: السرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، أو يُصَابون بأمراض مُزْمنة، وإعاقات مُنْهكة. وقد يكون بعض العمال مُعرَّضين بشكلٍ خاصٍّ لآثار تغيُّر المناخ، وبالتالي قد يحتاجون إلى تدابير وقائيَّة إضافية، ومع تطوُّر مخاطر تغير المناخ وتكثيفها، قد يكون من الضروري إعادة تقييم التَّشريعات الحالية، أو إنشاء لوائح وإرشادات جديدة؛ لضمان حماية العمال بشكلٍ صحيحٍ.
ويجب تعميم اعتبارات السلامة في السياسات المتعلقة بالمناخ، كما يجب دَمْج المخاوف المناخية في ممارسات السلامة، وينبغي لأيِّ تشريع أو سياسات جديدة أن تُعزِّز أوجه التآزر مع التشريعات القائمة.
